دريان للحريري: لا حياة سياسية بدونك… نصر الله “يفتي”: الخليوي عميل

لبنان الكبير / مانشيت

وفود دينية وسياسية وديبلوماسية وشعبية توزعت بين “بيت الوسط” وضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لكن المشاهد تقاطعت عند كلام مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان: “أقولها بصراحة، لا حياة سياسية في هذا البلد، بدون بيت الوسط، وبدون الرئيس سعد الحريري”، فيما كانت “مسيرة العودة” في بيروت شهادة ثانية على هذه الحقيقة.

وجوه كثيرة ظهرت في “بيت الوسط” وعند الضريح، وكان لافتاً العدد الكبير من العمائم للمفتين والقضاة والمجلس الشرعي الذين رافقوا دريان لزيارة سعد الحريري، لكن عيوناً رصدت تيمور جنبلاط، وهو يضع وردة حمراء على الضريح برفقة نواب من “اللقاء الديموقراطي”، غابت عنها صورة وليد جنبلاط في “طلة مفاجئة” مألوفة عنه الى بيت الوسط.

اللقاءات الديبلوماسية العادية مع الحريري، كان أبرزها مع سفيري الولايات المتحدة وروسيا، وأجواؤها بحسب مصادر “بيت الوسط” كانت ممتازة جداً.

ويبقى الموعد مع سعد اليوم، عند ضريح والده الرئيس الشهيد، محطة منتظرة لخصومه قبل محبيه، لسماع ما سيقوله في كلمته أمام الحشد الآتي من كل المناطق اللبنانية، وسط تكتم تام عن مضمون هذه الكلمة ليكون “كل شيء ورداً”.

ومن غريب الصدف أن يخرج الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله على اللبنانيين مطلقاً “فتوى” بعدم جواز استعمال “الجوال العميل” باعتباره أداة الوصول الى عناصر الحزب، ليذكر بدور “داتا” الاتصالات الخليوية في كشف وإدانة المجرمين الذين خططوا ونفذوا إغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وفيما شهدت الطرق طوفاناً بشرياً من مناصري تيار “المستقبل”، مصحوبين بهتافات وأناشيد في مسيرات سيارة، وسط مطالبة شعبية عارمة بعودة الحريري عن قراره بتعليق العمل السياسي، تحول بيت الوسط إلى محجة للساسة المحليين والديبلوماسيين الغربيين، وليست تفصيلاً زيارة السفيرة الأميركية ليزا جونسون، أو السفير الروسي ألكسندر روداكوف الذي سلم الحريري دعوة رسمية من رئيسه فلاديمير بوتين لزيارة موسكو.

أما من الجهة المحلية، فقد كانت لافتة زيارة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وعضو تكتل “لبنان القوي” آلان عون، إلا أن الأهم هي زيارة المفتي دريان، الذي كان على رأس وفد يكاد يخيل للمشاهد أن دار الفتوى كلها حضرت إلى بيت الوسط، وما زاد من أهميتها كلام دريان، الذي أكد فيه زعامة الحريري ووراثته الشرعية للحريرية، قائلاً: “الأمين والوريث الوحيد على هذه المسيرة وهذا الإرث، هو الرئيس سعد الحريري، وسعد الحريري فقط لا غير”.

وأضاف: “قلتها لك دولة الرئيس سابقاً، في دار الفتوى وأكررها الآن وأمام الجميع، قلتُ لك أنا معك، والآن اقول لك: أنا وكل اخواني معك، وسوف نبقى معك اليوم وغداً، وفي كل يوم”.

وختم دريان: “أقولها بصراحة، لا حياة سياسية في هذا البلد، بدون بيت الوسط، وبدون الرئيس سعد الحريري”.

أما الأمين العام لـ “حزب الله”، وبعد أن قام بجوجلته الشاملة لمحوره، شدد على أن كل تهديدات اسرائيل هي مجرد تهويل، متحدياً اياها أن توسع الحرب. وكان لافتاً تطرقه إلى مسألة الهاتف وداتا الاتصالات، معتبراً أن “الهاتف الذي بيدك والذي بيد ‏زوجتك ويد أولادك، هذا الهاتف هو العميل، وهو عميل قاتل، ليس عميلاً بسيطاً، هو عميل قاتل يقدم ‏معلومات محددة ودقيقة ولذلك هذا يحتاج الى جدية عالية في المواجهة. في أغلب الحالات التي تحصل ‏هي نتيجة الهاتف. نحن نقوم بإجراءات داخلية، ولكن أصبح الهاتف عند الناس مثل الأوكسجين لا ‏تستطيع أن تعيش بدونه ولا أن تتنفس، وتعرف أن هذا جهاز تنصت وصوتك يصل وصوت زوجتك ‏يصل وكل شيء تقوم به في المنزل يصل وفي العمل يصل ومع ذلك يبقى الواحد متمسكاً بالهاتف. هذا أمر ‏غير جائز من الناحية الشرعية في الحد الأدنى في مرحلة القتال والمعركة والتهديد وتعريض أمن ‏الآخرين وحياتهم للقتل‏”. ولعل كلام نصر الله مستوحى من المحكمة الدولية، التي كشفت قتلة الشهيد رفيق الحريري عبر داتا الاتصالات.

فلسطين

فلسطينياً، لا يبدو أن الدولة العبرية سترتدع عن الهجوم على منطقة رفح، وقد قدمت دبابات إسرائيلية الى الجزء الشرقي من المدينة خلال الليل، وقال الجيش الاسرائيلي إن قواته قتلت عشرات المقاتلين الفلسطينيين في اشتباكات بجنوب ووسط قطاع غزة خلال آخر 24 ساعة، منهم 30 في خان يونس، فيما أعلن مسؤولون في قطاع الصحة في غزة أن ضربة إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات للاجئين بوسط غزة أسفرت عن مقتل 16 فلسطينياً يوم الاثنين.

وبينما سيجتمع مسؤولون أميركيون ومصريون وإسرائيليون وقطريون في القاهرة في مسعى للتوصل إلى هدنة في غزة، وسط قلق دولي من شن اسرائيل هجوماً على رفح، طالب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، بوقف إطلاق نار فوري ومستدام بين إسرائيل وحركة “حماس”. وحذر خلال لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، من أن أي هجوم بري إسرائيلي على مدينة رفح المكتظة والواقعة في جنوب قطاع غزة “ستنتج عنه بالتأكيد كارثة إنسانية جديدة”. فيما أشار بايدن إلى اتفاق قيد البحث لوقف الأعمال العدائية “لستة أسابيع على الأقل”.

في السياق، قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي للصحافيين: “أنا قلقة للغاية إزاء ما يحدث في غزة وخصوصاً رفح. العملية ستكون مدمرة. وهي مدمرة للفلسطينيين وكل من يسعون الى الاحتماء”.

وأضافت: “ما تطلب منهم حكومة نتنياهو أن يفعلوه، وهو المغادرة مرة أخرى، غير مقبول، لأن لا مكان لديهم يذهبون إليه ولهذا السبب نحتاج إلى وقف العنف الآن”، مكررة الدعوات الكندية الى وقف النار بصورة دائمة وإطلاق سراح الرهائن.

وفي برلين، عبرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، التي ستزور إسرائيل اليوم الأربعاء، عن قلقها بشأن الهجوم الاسرائيلي الوشيك، معتبرة أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد الارهاب لكن هذا لا يعني طرد السكان.

وأشار المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ينس لايركه إلى أن إسرائيل لم تتواصل مع المكتب بشأن خطة لإخلاء منطقة رفح في قطاع غزة سواء بصورة منفردة أو مشتركة، مؤكداً أن المكتب لن يشترك في أي إجلاء قسري حتى إذا تواصلت معه إسرائيل بهذا الشأن.

شارك المقال