الحريري يرفع كأس التفاؤل… “الحزب” وإسرائيل يرفعان التهديد بالخراب

لبنان الكبير / مانشيت

فيما لبنان معلق بـ”دعسة” ناقصة صغيرة ترميه في أتون حرب لا حول له بأثمانها، بين اسرائيل العازمة على فصل مشكلتها مع “حزب الله” عن حربها في غزة، و”حزب الله” الذي ورغماً عن مشيئة معظم اللبنانيين رمى البلد كله في الأتون… وفيما التهديدات بالدمار متبادلة بين هذين العدوين “القويين” كان لبنان الضعيف، المكسور، المأزوم، بأفعال قواه السياسية ونواياها، يتطلع الى الوسط، حيث بيت الاعتدال، استمر في بث أجواء تفاؤل في كل الاتجاهات بأن الفرج ممكن وقريب.

كثيرة كانت الصور التي شهدها “بيت الوسط” أمس، أبرزها لقائد الجيش العماد جوزيف عون، كما اللقاءات الكثيرة والاتصالات وأبرزها من البطريرك الماروني بشارة الراعي، الا أن لقطة اليوم بل لقطة الموسم الشباطي كانت للرئيس سعد الحريري وسط لاعبي فريق “الرياضي” رافعاً مع ابتسامة عريضة كأس دورة دبي.

نصر الله

وكان الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله أطل بخطاب في ذكرى قادة الحزب، وعلق على مجزرتي النبطية والصوانة قائلاً: “العدوان هذا تطوّر يجب التوقف عنده لأنه استهدف المدنيين ونعتقد أن ما حصل أمر متعمّد، ولو كان يريد استهداف المقاومين لكان باستطاعته تجنب قتل المدنيين”.

واعتبر أن هدف العدو من خلال قتل المدنيين هو “الضغط على المقاومة لتتوقف، لأنّه منذ 7 تشرين الأول، كل الضغوط في العالم وكل الاتصالات مع الدولة أو معنا، كانت تهدف إلى عدم فتح الجبهة، وحين فُتحت كان هدف الضغوط أن تقف”. وأشار الى أنّ “هذه الجبهة متواصلة والصراخ في الشمال يرتفع كل يوم”، معلناً أنّ “الجواب على المجزرة مواصلة العمل في الجبهة وتصعيد العمل المقاوم، وهذا الأمر يزيدنا فاعلية وتوسعاً وعليه أن يتوقع ذلك وينتظر ذلك”.

وأكد أنّ “هذا الأمر لا يمكن أن يترك”، مشدداً على أنّ “نساءنا وأطفالنا الذين قتلوا سوف يدفع العدو ثمن سفكه لدمائهم دماءً. وثمن دماء المدنيين سيكون دماءً لا مواقع وأجهزة تجسس وآليات وليعلم العدو بعد ذلك أنه لا يستطيع أن يتمادى ويمس بمدنيينا وخصوصاً بنسائنا واطفالنا”. وذكر بأن “هذه المقاومة في لبنان تملك من القدرة الصاروخية الهائلة التي يجعلها تمتد يدها من كريات شمونة إلى إيلات”.

خطاب نصر الله سبقه نعي “حزب الله” 6 من مقاتليه، وحركة “أمل” 3 من مقاتليها، في اليومين الأخيرين.

الجبهة تشتعل

وأعلن الحزب بعد ظهر أمس عن استهداف موقع المالكية بصاروخ “بركان” وموقع ‏رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية، فيما أفيد أن حركة “أمل” دكت مواقع الضهيرة وعرب العرامشة وحانيتا، وأعلنت عن قصفها ثكنة أدميت، وذلك رداً على التمادي الاسرائيلي الأخير.

في المقابل، أكد الجيش الاسرائيلي الاستمرار في رفع جاهزيته على الجبهة الشمالية، وقال المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي على حسابه عبر منصة “إكس”: “تزامناً مع تدريبات مقاتلي الاحتياط التابعين للوائين 146 و210 على الجبهة الشمالية، بدأ مقاتلو لواء غولاني هذا الأسبوع عملية رفع الجاهزية على الجبهة الشمالية”.

وأشار أدرعي إلى أن “كتائب الاحتياط والكتائب النظامية نفذت على الجبهة الشمالية تدريباً في تضاريس تحاكي الحدود الشمالية، وسط ظروف جوية شتوية”. وأوضح أن التدريبات شملت تمريناً مشتركاً للقوات المدرعة، ومشاة الهندسة والمدفعية، والقتال في المنطقة المفتوحة، وكذلك نقل الجرحى، وسط الظروف الجوية القاسية.

ويأتي هذا الاعلان غداة تهديدات أطلقها وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، بأن “طائرات سلاح الجو التي تحلق في سماء لبنان تحمل قنابل أثقل لأهداف أبعد”.

ماكرون

وسط هذه الأجواء، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وجوب “تجنّب حدوث تصعيد في المنطقة خصوصاً في لبنان والبحر الأحمر”، مشيراً الى أن “أي هجوم إسرائيلي على رفح سيتسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة، وقد يشكل نقطة تحول في الصراع”. وشدد ماكرون في تصريح على أن “الأولوية المطلقة هي لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين”، معتبراً أن “عدد القتلى في غزة غير مقبول”.

“بيت الوسط”

بعيداً عن الحرب التي ليس للبنان أي قرار فيها، استمر “حج” الدولة إلى “بيت الوسط” الذي زاره قائد الجيش العماد جوزيف جوزيف عون، وبهذا يكون كل من طرح اسمه لرئاسة الجمهورية قد زار الرئيس سعد الحريري، من سليمان فرنجية إلى اللواء الياس البيسري وحتى جهاد أزعور الذي زاره في أبو ظبي.

وتلقى الحريري اتصالاً من البطريرك الراعي، واستقبل الرئيس السابق لأساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، وعرض معه الأوضاع العامة. ثم استقبل الأمين العام لحزب “الطاشناق” النائب هاغوب بقرادونيان الذي اكتفى بعد اللقاء بالقول: “ناطرينه يرجع”.

شارك المقال