الحريري: سأبقى الى جانبكم… وعين التينة تتحرك رئاسياً

لبنان الكبير / مانشيت

إنتهى الأسبوع وغادر معه الرئيس سعد الحريري، لكن فترة الغياب لن تكون طويلة. صحيح أنه أصرّ طيلة فترة وجوده على عبارة “كل شي بوقته حلو”، لكنه قال بالأمس وفق بيان صدر عن مكتبه الاعلامي بعيد مغادرته بيروت: “كما كنا سوا سنبقى وسأكون الى جانبكم أينما كنت”. وأعرب عن أمله في “لقاء الجميع في وقت ليس ببعيد”، متوجهاً بالشكر والامتنان الى “عشرات آلاف الأوفياء الذين قصدوا بيروت من مختلف المناطق اللبنانية لاحياء ذكرى 14 شباط”.

عاد الحريري الى أبو ظبي برسالة واضحة مفادها أن وجوده في الحياة السياسية مهم جداً وأن خصومه قبل الحلفاء يعتبرونه القادر على تغيير المعادلة، ومن يرى الجمهور على الضريح في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري يدرك جيداً أن الشارع متعطش جداً لعودة الحريري الى الحياة السياسية.

ومع مغادرته عاد اللبنانيون الى حالة فقدان الأمل بعدما عاشوا لأسبوع بالتمام والكمال الأمل بعودة الروح، عادوا الى مثلث الحرب والأزمة وأنانية الطبقة السياسية، والجمود المهيمن على الملف الرئاسي، بحيث أشارت مصادر نيابية عبر “لبنان الكبير” الى أن لا جديد في الملف الرئاسي حتى هذه اللحظة والجمود سيد الموقف.

الا أن إشارات صدرت من عين التينة تفيد بأن حراكاً سياسياً للملف الرئاسي يعدّ له رئيس مجلس النواب نبيه بري، وسيطلقه من عين التينة من خلال مشاورات مع كل القوى السياسية قبل بدء شهر رمضان الكريم.

دار الفتوى

وتواصلت لقاءات الحريري بالأمس، فزار صباحاً دار الفتوى والتقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وترّكز اللقاء على أوضاع المسلمين السنة واستنهاضهم وتعزيز الوحدة الوطنية بين اللبنانيين. وأكد المفتي دريان أن “دار الفتوى حريصة على كل أبنائها من المسلمين واللبنانيين جميعاً لإنقاذ وطنهم من الانهيار والحد من الفوضى والعمل سوياً لتحقيق آمال وطموحات اللبنانيين الذين يعانون من تفاقم الأزمات الواحدة تلو الأخرى لحين انتخاب رئيس للجمهورية يكون جامعاً وتشكيل حكومة فاعلة وقادرة تكتسب ثقة النواب ممثلي الشعب”.

القصف الاسرائيلي جنوباً

وواصل العدو الاسرائيلي ضرباته المكثفة على الحدود الجنوبية، حيث تعرضت أطراف الناقورة بالقرب من مقر “اليونيفيل” البحري لقصف، كما انفجر صاروخ اعتراضي في وادي حامول – الناقورة، واستهدفت غارة جوية بلدة عيترون، وأخرى حي أبو اللبن في عيتا الشعب. وطاول القصف المدفعي وادي بيت ليف.

ورداً على هذه الغارات المتواصلة، كثف “حزب الله” ضرباته، وأعلن عن استهدافه ‏تجمعاً ‏لجنود الجيش الاسرائيلي في محيط موقع البغدادي بالأسلحة الصاروخية، وحقق فيه إصابات مباشرة. واستهدف أيضاً تموضعاً لجنود اسرائيليين في مستعمرة شوميرا وآخر في مثلث الطيحات بالأسلحة المناسبة، بالاضافة الى استهداف مبنى يتموضع فيه جنود اسرائيليون في مستوطنة يارؤون، وموقع السمّاقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة.

لقاءات ميقاتي

وعلى الرغم من الجبهة الجنوبية المشتعلة، كان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يجود بما هو موجود من الدولة، من خلال استكمال لقاءاته على هامش “مؤتمر ميونخ للأمن” في ألمانيا، حيث اجتمع مع رئيس الوزراء وزير الخارجية في قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وتم البحث في الوضع في لبنان وعمل اللجنة الخماسية للمساعدة في حل أزمة الشغور في سدة رئاسة الجمهورية. كما تطرق البحث الى الوضع في جنوب لبنان والجهود المستمرة للتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة.

واجتمع الرئيس ميقاتي مع نظيره العراقي محمد شياع السوداني، وجدد الشكر للعراق على “وقوفه الدائم الى جانب لبنان”.

الراعي: البطولة بتجنب الحرب

وربطاً بما يحدث في الجنوب، رأى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد أن “البطولة ليست في صنع الحرب بالأسلحة المتطوّرة الهدّامة، بل البطولة هي في العقل والارادة والقلب الداعين والساعين إلى صنع السلام وتحقيق العدالة وتغليب المحبّة. البطولة هي في تجنّب الحرب، لا في صنعها”.

عودة: كيف يبنى بلد جيشه مستضعف؟

أما متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة فتساءل “كيف ينمو بلد ويزدهر وهو بلا رئيس يقوده بحسب ما يمليه دستوره؟ كيف يبنى بلد جيشه مستضعف؟ كيف ينعم بلد بالاستقرار والازدهار والسلاح منتشر وحدوده مستباحة وقضاؤه مقموع، وإداراته قد أفرغت من الكفاءات، وقرار الدولة مصادر، والحرب تفرض عليها وعلى المواطنين؟ وما ذنب المدنيين الأبرياء الذين يسقطون يومياً جراءها؟”.

شارك المقال