“أمل” قتيلة اسرائيل و”وحدة الساحات”

لبنان الكبير / مانشيت

يفقد اللبنانيون الأمل يوماً بعد يوم بأن تكون لديهم دولة، وهي تقرر المكان والزمان الذي تعلن فيه الحرب، والتي من المفترض أن لا تعلنها إلا دفاعاً عن لبنان وشعبه، لا من أجل ربط البلد بمحاور إقليمية تحت عناوين رنانة مثل “وحدة الساحات”. وبعد الأمل المفقود خسر لبنان أمل الطفلة، التي قتلتها اسرائيل المحترفة بإجرام العقاب الجماعي، لتضاف إلى سجلها الأسود باستهداف المدنيين وتحديداً الأطفال، بل أكثر من ذلك اذ لطالما قامت عبر طائراتها الحربية، بغارات فعلية ووهمية زرعت الرعب في قلوب الأطفال كي لا يجابهوا إجرامها عندما يبلغون سن الرشد، وهذا ما حصل أمس في إحدى مدارس زبدين في قضاء النبطية، بعد أن خرق الطيران الحربي جدار الصوت على علو منخفض، مسبباً الذعر بين التلاميذ الذين لم يبلغوا الحلم بعد، ليكون أولى ذكرياتهم صوت الرعب للآلة الحربية الصهيونية.

وفي الدولة العبرية، وعلى الرغم من كل التصعيد الخطابي والتهديدات من المسؤولين الاسرائيليين، بالإضافة إلى تأييد الكنيست إعلان حكومة بنيامين نتنياهو إقامة دولة فلسطينية من جانب واحد، صدرت إشارات اسرائيلية عن تقدم في المفاوضات إزاء صفقة تبادل رهائن وهدنة محتملة قبيل شهر رمضان، وهذا الأمر أكده عضو مجلس الحرب بيني غانتس. وتأتي هذه الاشارات تزامناً مع حركة أميركية في مجلس الأمن لتمرير مشروع وقف إطلاق نار مؤقت في غزة.

وفد أميركي في بيروت

على الصعيد الداخلي، الحركة السياسية خفيفة، ولولا تحرك الديبلوماسية الدولية لغاب الحديث عن الاستحقاقات الدستورية، التي خفت صوتها أمام صدح أصوات الميدان المرتفعة. وغداة اجتماع سفراء اللجنة الخماسية شهد لبنان أمس جولة لوفد أميركي قبيل زيارة السفير الأميركي السابق لدى لبنان ديفيد هيل مطلع الشهر المقبل، واستطلع الوفد المناخ اللبناني لا سيما التطورات في الجنوب وملف دعم الجيش اللبناني.

تصعيد الجنوب

واستمر التصعيد في الجنوب، حيث كثفت اسرائيل من وتيرة قصفها القرى، وأدت غارة استهدفت منزلاً في حي المشاع في بلدة مجدل زون إلى استشهاد الطفلة أمل الدر (5 سنوات) والمواطنة خديجة سلمان في العقد الرابع من العمر. وروّع الطيران الحربي الاسرائيلي الآمنين في النبطية، بتنفيذ غارات وهمية خرق بها جدار الصوت، وقد انتشر مقطع فيديو لأطفال أصابهم الذعر من الأصوات في بلدة زبدين. في المقابل، كثف “حزب الله” من وتيرة عملياته، فاستهدف مبنيين في مستعمرة أفيفيم، وقصف تموضعات الجنود الاسرائيليين في مستعمرتي شوميرا وإيفن مناحم، بالاضافة إلى استهداف موقعي زبدين ورويسات العلم.

مفاوضات الهدنة

غداة وصول وفد حركة “حماس” إلى القاهرة واستئناف الجهود لعقد “قمة باريس”، تناقل الاعلام الاسرائيلي مؤشرات تفاؤلية على إمكان حصول تقدم يؤدي إلى إطلاق صفقة تبادل الأسرى. وقال بيني غانتس: “هناك محاولات مستمرة للترويج لاتفاق جديد بخصوص الرهائن، وهناك مؤشرات أولية واعدة على إحراز تقدم محتمل… لن نتوقف عن البحث عن طريقة ولن نفوّت أي فرصة لاعادة بناتنا وأبنائنا إلى الوطن”.

الأمم المتحدة

وبينما تعمل الادارة الأميركية في كواليس مجلس الأمن لتمرير قرار وقف مؤقت لإطلاق النار، ردت بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك على التهديدات التي أطلقها مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة حول نية إسرائيل تنفيذ القرار ١٧٠١ بالقوة خلال الأسابيع المقبلة. وأوضحت في بيان، أن “من يقوم بخرق القرار ١٧٠١ هي إسرائيل، وخروقها البرية، البحرية والجوية موثقة لدى مجلس الأمن منذ سنة ٢٠٠٦ وقد تجاوزت الـ٣٠ ألف خرق، إضافة الى الاعتداءات اليومية على القرى الجنوبية اللبنانية، التي أدت الى قتل عشرات المدنيين، وتهجير عشرات آلاف المواطنين ودفعهم الى النزوح عن قراهم، بسبب القصف المركز والغارات اليومية وإستعمال المسيرات الهجومية الذكية، وقذائف الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً، والتي أتت على أكثر من مئة ألف شجرة زيتون”.

أضافت: “أكد لبنان مراراً وتكراراً على لسان كبار المسؤولين أنه لم يرد يوماً الحرب ولا يسعى اليها اليوم أو مستقبلاً، وأبدى لبنان التزامه الكامل بالتفاوض والبحث عن حلول سلمية تحفظ حقوقه المشروعة من خلال التطبيق الشامل والمتوازن لمندرجات القرار ١٧٠١”.

شارك المقال