حرب استنزاف لبنان تتصاعد… والحوثي يهاجم ايلات ويهدد بالغواصات

لبنان الكبير / مانشيت

اشتعلت أمس الجبهتان “المساندتان” لجبهة غزة، جنوب لبنان والبحر الأحمر من جهة الحوثيين تزامناً مع إعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن نيته إعادة الأمن إلى الشمال “بكل الطرق”، فقد استخدم العدو الصهيوني سلاح طيرانه مجدداً في عملية “اصطياد” قياديين في “حزب الله” في غارة على مبنى في كفررمان أفيد أنهااستهدفت قياديين في الحزب، الذي نعاهما لاحقاً وأحدهما وصف بأنه قيادي في قوة “الرضوان”، فكان أن استخدم “حق الرد” بإطلاق صليات من صواريخه أمطرت المستعمرات الاسرائيلية، واستمر القصف المتبادل حتى ساعات الليل المتأخرة.

أما من جهة البحر الأحمر، فقد أعلنت جماعة الحوثي فرض حظر السفن الاسرائيلية والأميركية والبريطانية، وأعلنت كذلك إدخال الغواصات إلى ترسانة المعركة، فيما أفادت وكالة “أمبري” باستهداف إحدى السفن قبالة سواحل عدن.

وسط هذه الأجواء المشتعلة، لا يزال استمرار الفراغ في رأس الدولة في ظل حكومة محدودة العمل ينعكس على مؤسسات الدولة ككل، وقد وصل الأمر إلى إضراب للقطاع العام لحقه أمس إضراب موظفي وزارة المال، وتوقف جباية الضرائب والأموال للدولة، وهو الوقت الأسوأ لذلك مع استمرار الانهيار الاقتصادي والمالي، والتصعيد العسكري في جنوب لبنان.

المالية

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أجرى اتصالاً بوزير المال يوسف خليل وطلب منه وقف دفع الحوافز الاضافية التي تم تخصيصها لبعض موظفي الادارة العامة دون سواهم، على أن يستكمل البحث في هذا الملف برمته في جلسة مجلس الوزراء اليوم من خارج جدول الأعمال، وذلك بعد إعلان غير المستفيدين من هذه الحوافز الاضراب إثر انفضاح الأمر، ما دفع موظفي وزارة المال الذين كانوا مستفيدين من هذه الحوافز للانضمام الى الاضراب. وعلم “لبنان الكبير” أن الموظفين يطالبون بإقرار المرسوم الذي وعدوا به منذ أشهر ويقضي باعطائهم 3 رواتب إضافية. وأكد أحد المعنيين في الادارة العامة أن الحل العادل حالياً يقضي بالعودة إلى سلسلة الرتب والرواتب، ويحصل الموظف على ما بين ٣٠ إلى ٤٠٪؜ من معاشه قبل الانهيار ووفق سعر الصرف الجديد.

جنوب لبنان

وبينما أعلن نتنياهو “أننا سنعيد الأمن إلى الشمال بكل الطرق وعلى حزب الله أن يدرك ذلك”، استكمل مسلسل القصف الاسرائيلي على القرى الجنوبية، وكان أبرزها قصف مبنى في منطقة كفررمان نعى على إثره “حزب الله” اثنين من عناصره وصف أحدهم بالقائد الكبير في فرقة النخبة “الرضوان”. وأعلن الجيش الاسرائيلي مساء أنه قصف مجمعاً عسكرياً لـ “حزب الله” في مرجعيون جنوب لبنان بعد رصد عناصر من الحزب يدخلون إليه. وأوضح في بيان أن جنوده رصدوا عناصر من الحزب أثناء دخول المجمع، حيث تم إرسال طائرات مقاتلة قامت بقصفه.

وأضاف: “خلال الساعات القليلة الماضية، تم رصد إطلاق عدد كبير من الصواريخ عبر الحدود إلى منطقتي زرعيت والمطلة في شمال إسرائيل، والجيش رد على مصادر النيران”.

في المقابل، شهدت عدة مواقع اسرائيلية حدودية وابلاً من الصواريخ أطلقت من لبنان، وأعلن “حزب الله” خلال النهار استهداف مقر قيادة اللواء الشرقي 769 في ثكنة كريات شمونة وموقعي رويسات العلم والسمّاقة.

وكان الجيش الاسرائيلي أبلغ سكان الجليل الأعلى والغربي بالقيود المفروضة على الحركة بالقرب من مناطق ساسا والكوش وإيفن مناحيم وأدميت وعرب العرامشة. وأشارت نائب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي إيلا واوية الى أن الهدف من فرض قيود على الحركة في عدة مناطق بالشمال قرب الحدود مع لبنان هو تكبيد جماعة “حزب الله” اللبنانية المزيد من الخسائر و”تجريده من قدراته”، بحسب وصفها.

وأوضحت في حديث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن الجيش ااإسرائيلي يبذل على هذه الجبهة أربعة جهود رئيسية، هي “مجهود دفاعي ومجهود هجومي ومجهود جاهزية ومجهود جبهة داخلية”، مؤكدة “أننا نضع هدفاً واحداً نصب أعيننا هو إعادة تشكيل الواقع الأمني، بحيث يستطيع سكان المنطقة الشمالية، الذين يعيشون واقعاً مركباً منذ أربعة أشهر، العودة إلى ديارهم… نخوض قتالاً مكثفاً للغاية بمساعدة القوات البرية والجوية والبحرية والاستخباراتية”.

وتابعت: “الحرب ليست أولويتنا الأولى، لكننا بالتأكيد جاهزون ونستعد لها إذا فُرضت علينا… جنوب لبنان منطقة قتال، وسيبقى على هذا الحال طالما انتشر حزب الله فيه كما هو منتشر حالياً”.

وقالت: “لن نعود الى الواقع الأمني الذي كان يسود في السادس من تشرين الأول حينما كان حزب الله يشكّل خطراً على سكان المنطقة الشمالية”.

أضافت: “عند ورود الأمر، ستتحول عشرات الطائرات التي تتصرف في لبنان إلى مئات الطائرات التي ستسدد ضربات وستشن الغارات على العمق اللبناني… كل من يشكل تهديداً سيتم استهدافه. كل من سيحاول تنفيذ نشاطات ضدنا سيلقى رداً قوياً”.

وأعلنت واوية أن “ما ينطبق على لبنان، ينطبق على سوريا أيضاً وعلى ساحات أبعد؛ عندما قُلنا إن الذين سيحاولون تهديدنا والاعتداء علينا، سواء من خلال إطلاق قذائف صاروخية أو نقل أسلحة إلى أعدائنا، سيتم استهدافهم كنا نقصد ما قلناه”.

البحر الأحمر

الى ذلك، أعلن عبد الملك الحوثي زعيم جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران أنها ستصعّد هجماتها على السفن في البحر الأحمر ومياه أخرى وأدخلت “سلاح الغواصات” في عملياتها التي تشنها تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.

وأشار في كلمة إلى أن “العمليات في البحر الأحمر والبحر العربي وباب المندب وخليج عدن مستمرة ونتجه الى التصعيد”. ولم يذكر تفاصيل عن سلاح الغواصات.

في غضون ذلك، قال المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع إنها نفذت ثلاث عمليات عسكرية، شملت استهداف السفينة “آيلاندر” في خليج عدن بصواريخ بحرية وإيلات الاسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، وأن الهجمات استهدفت أيضاً مدمرة أميركية في البحر الأحمر بعدد من الطائرات المسيرة.

وجاءت كلمة زعيم الجماعة في اليوم نفسه الذي أرسل فيه الحوثيون إشعاراً رسمياً الى شركات الشحن والتأمين بشأن ما وصفوه بحظر على إبحار السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في المياه المحيطة، سعياً الى تعزيز حملتهم العسكرية.

وجاء أول اتصال من نوعه بين الحوثيين وقطاع الشحن لاعلان حظر في شكل إخطارين من مركز تنسيق العمليات الانسانية الذي أنشأه الحوثيون حديثاً، وتم إرسالهما إلى شركات شحن وتأمين على الشحن، وفيهما أنه يُحظر على السفن المملوكة كلياً أو جزئياً لأفراد أو كيانات إسرائيلية، والسفن التي ترفع العلم الاسرائيلي، أو المملوكة لأفراد أو كيانات أميركية أو بريطانية، أو التي تبحر رافعة علم الولايات المتحدة أو بريطانيا الإبحار في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب.

وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية ذكرت في وقت سابق أمس أن صاروخين أشعلا النيران في سفينة على بعد نحو 70 ميلاً بحرياً جنوب شرقي عدن. وأشارت في وقت لاحق الى أن تقارير أفادت بسلامة السفينة وطاقمها وأنها تتجه إلى ميناء التوقف التالي.

وأشارت القيادة المركزية الأميركية في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الى أن الصاروخين أطلقهما الحوثيون، وأن الولايات المتحدة أسقطت ست طائرات مسيرة لهم في البحر الأحمر بعدما تحدد أنها مصدر تهديد وشيك للسفن الحربية للولايات المتحدة والحلفاء.

وفي وقت سابق من يوم أمس، قال الجيش الاسرائيلي إنه اعترض هدفاً في منطقة البحر الأحمر بعد انطلاق صفارات الانذار من قدوم صواريخ في مدينة إيلات جنوب إسرائيل.

شارك المقال