كفردبيان تخفف حرارة لبنان الحدودية… الرسالة السورية تتفاعل

لبنان الكبير / مانشيت

على الرغم من الحرب في جنوبه والتوتر في شماله وشرقه والانهيار والفراغ في جسمه، استطاعت إحدى بلدات لبنان أن تنتزع لقب عاصمة السياحة الشتوية العربية، في احتفال حضره سفيران من اللجنة الخماسية الدولية، كأنها رسالة مكررة للبنانيين: ساعدوا أنفسكم لنساعدكم، ولكن على من تقرعون مزاميركم يا عرب؟ على قوى سياسية امتهنت التعطيل حتى أصبح دستوراً؟ أم على قوى الأمر الواقع التي تأخذ لبنان إلى “وحدة الساحات” غير آبهة بكلفتها الباهظة على البلد؟

بين تصعيد وتهديد مستمرين من الجنوب استكملهما أمس وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت خلال جولة على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والرسالة السورية حول الأبراج على الحدود الشرقية والشمالية، التي أثارت استغراباً في الأوساط اللبنانية حول توقيتها وخلفياتها، برزت حركة سياسية لكسر الجمود في الملف الرئاسي أطلقها تكتل “الاعتدال الوطني”، الذي جال على عدد من القوى السياسية بمبادرة تجمع بين الحوار والجلسات المفتوحة تحت قبة المجلس النيابي، ولكن لا يمكن تعليق الآمال عليها قبل الموقف المعلن من فريق الممانعة.

اسرائيل تنتظر أمر توسيع النشاط العسكري

في الجنوب، استمر القصف المتبادل أمس وإن كان بوتيرة أخف، وطال القصف الاسرائيلي بلدات علما الشعب، عيتا الشعب، بيت ليف وراميا، فيما أعلن “حزب الله” عن قصف تجمع لجنود العدو في تلة الكوبرا.

في السياق، أشار وزير الدفاع الاسرائيلي خلال جولة على الحدود الشمالية مع لبنان إلى أن “الحرب الدائرة في الجبهة الشمالية لن تنتهي حتى عودة السكان الاسرائيليين قرب الحدود اللبنانية إلى بيوتهم”.

ولفت غالانت، في تصريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى “أننا نعمل عسكرياً وسياسياً، لقد تم بالفعل طرد حزب الله من الحدود، ونحن نستعد لليوم الذي سنصدر فيه الأمر عندما نحتاج إلى توسيع أنشطتنا”.

الرسالة السورية

وسط هذه الأجواء، استغربت الأوساط اللبنانية الرسالة التي وجهتها سوريا المفترض أنها دولة “حليفة” للبنان، بشأن الأبراج البريطانية المنشأة على الحدود، كون عمرها نحو عقد من الزمن. وعلم “لبنان الكبير” أن الرد اللبناني سيكون بتبديد الهواجس السورية، وإظهار أن المعلومات التي تستقصيها هذه الأبراج هي بيد الجيش اللبناني وحده.

مبادرة “الاعتدال”

على خط الرئاسة، كشف تكتل “الاعتدال الوطني” عن مبادرته “المتموضعة خارج الاصطفافات السياسية” لتحقيق خرق في الجمود الذي يصيب الاستحقاق الرئاسي. وفيما تأتي المبادرة توازياً مع حراك “الخماسية”، أفيد أنها تحظى برضى من رئيس مجلس النواب نبيه بري.

ومن معراب تبين أن المبادرة تقوم على “لقاء نواب من كل الكتل في المجلس النيابي للمطالبة بجلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، والتشاور على الهامش في الموضوع الرئاسيّ، فإن تم الاتفاق على مرشح، يدعو بري الى جلسة لانتخاب الرئيس وإن لم يتفقوا يحدد موعد لجلسة رئاسية مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس”.

وبعد لقائه وفد “الاعتدال”، قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع: “الكتلة عرضت علينا مبادرة جدية للوصول إلى انتخاب رئيس ووافقت عليها. المبادرة هي لقاء نواب من كل الكتل في المجلس للمطالبة بجلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، ونتشاور على الهامش في الموضوع الرئاسي”.

أضاف جعجع: “المبادرة واضحة ونحن قبلنا بها ووفق ما تبلغنا رئيس مجلس النواب نبيه بري متجاوب معها أيضاً. إذا صفت النيات سيتم انتخاب رئيس ونيتنا صافية من اللحظة الأولى ولكن الأكيد أن محور الممانعة متمسك بسليمان فرنجية. يقولون إنّ فريق الممانعة من دُعاة الحوار، فكيف تحاوروا مع اللبنانيين ليذهبوا إلى القتال في الجنوب، وتعريض لبنان للخطر؟”.

تقدم مفاوضات الهدنة

وتستمر الاشارات الايجابية حول التقدم في مفاوضات باريس، ونقلت هيئة البث الاسرائيلية عن مصادر مطلعة القول إن “تقدماً” تم إحرازه خلال المفاوضات قد يقود “قريباً” إلى إبرام صفقة بين إسرائيل وحركة “حماس”.

وأوضحت المصادر أن المفاوضات “لا ينبغي أن تستغرق وقتاً طويلاً”، مشيرة إلى أن إسرائيل تلقت رسائل من الوسطاء مفادها أن “حماس معنية بتقدم” المفاوضات.

وذكرت هيئة البث، نقلاً عن مصدر سياسي، أن هناك “تقدماً” في قضية إطلاق سراح السجناء الأمنيين الفلسطينيين، و”قريباً” ستتم مناقشة أسماء من سيطلق سراحهم. غير أن المصدر قال: “كل شيء يمكن أن يتغير نظراً الى أن المفاوضات تجري مع منظمة إرهابية”. ولفت إلى أن “من المتوقع أن يجتمع مجلس الحرب الاسرائيلي مساء اليوم للاطلاع على تقارير حول سير المحادثات”.

وأفادت مصادر مطلعة على المفاوضات لوسائل الاعلام، بتوافق ممثلي الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر، خلال اجتماعهم في العاصمة الفرنسية، على إطار جديد ومُحدّث لصفقة بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة “حماس”. ومن المتوقع أن يتلقى مجلس الحرب الاسرائيلي تحديثاً من فريق التفاوض ويقرر الخطوات الاضافية.

شارك المقال