نتنياهو لا يرد على بايدن… هدنة رواتب بين العسكر والحكومة

لبنان الكبير / مانشيت

هدنة في غزة أو لا هدنة؟ إن تحققت الهدنة هل سينعكس ذلك برداً وسلاماً على جنوب لبنان؟ سؤالان مترابطان، يميل مراقبون أكثر الى فرضية أن الضغط من ادارة الرئيس الأميركي جو بايدن على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، للقبول بهدنة تعبر شهر رمضان بأقل الخسائر الممكنة، ستكون نتيجتها معاكسة بحيث تشتد الحملة ضد “حزب الله”، لتتحول حرب الاستنزاف الى حرب شاملة إن كان لا بد من ترتيب تسوية إقليمية بديلة لتلك التي أسقطها “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول الماضي.

ولا بد أن بايدن استشعر “خطر غزة” على فرصة اعادة انتخابه وذلك نتيجة الحملة القوية التي نظمها عرب ومسلمون وتقدميون ضده بسبب سياسته المنحازة بصورة عمياء لصالح إسرائيل، وذلك خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي الأميركي في ولاية ميشيغن التي جرت أمس، ولهذا ربما أكثر من الكلام عن الاقتراب من هدنة رفضها نتنياهو، فيما عبّر وزير دفاعه يوآف غالانت عن اعتقاده أن “حزب الله” وايران يسعيان الى تحويل رمضان لمرحلة ثانية من 7 تشرين الأول، مؤكداً العمل على “وقف ذلك”.

وفيما يعوّل لبنان على الديبلوماسية الأميركية والأوروبية لكبح جماح نتنياهو، تنهمك حكومته في السير على حبال الاستحقاقات الداهمة، بحلول مرحلية كي لا ينفجر الشارع في وجهها، بحيث سيطرح في جلسة مجلس الوزراء المفترض عقدها اليوم إعطاء تعويض مؤقت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي وتعديل تعويض النقل الشهري المقطوع للعسكريين. ويبدو أن الجلسة ستمر بسلام، بحيث أشارت مصادر العسكريين المتقاعدين لموقع “لبنان الكبير” إلى أنهم سيسمحون بعقد الجلسة، على الرغم من أن المطروح “لا يفي بالغرض”.

إٍسرائيل تضرب في الضفة

وفي مؤشر على التصعيد، أعلن الجيش الاسرائيلي أن “قوة دوفدفان” الخاصة نفّذت عملية عسكرية تحت عنوان “مكافحة الارهاب” بتوجيهات استخباراتية من جهاز الأمن العام “الشاباك” في الضفة الغربية في منطقتي طوباس والفارعة، أدت إلى مقتل أحمد دراغمة، العضو البارز في منظمة “الجهاد الاسلامي” في منطقة طوباس. واتهم الجيش دراغمة بالوقوف خلف هجمات إطلاق نار وإلقاء قنابل ضد القوات الاسرائيلية.

وجاء في بيان الجيش: “قامت القوات الاسرائيلية بتصفية مسلحين آخرين وعثرت على نقطة مراقبة”. كما أقر الجيش بإصابة جندي خلال العملية بجروح طفيفة، ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.

والهجوم على طوباس جاء متزامناً مع هجمات أخرى نفذها الجيش في رام الله ونابلس وجنين والخليل كذلك، وانتهت باعتقالات ومصادرة أسلحة وعبوات ناسفة ومعدات عسكرية.

الميدان

أما العمليات العسكرية على جبهة الجنوب فبدأت منذ ساعات الصباح الأولى أمس، حين أعلن “حزب الله” أنه استهدف قاعدة ميرون للمراقبة الجوية على جبل الجرمق الساعة 8:00 صباحاً بدفعة صاروخية كبيرة من عدّة راجمات في إطار الرد على ‏العدوان الاسرائيلي على محيط مدينة بعلبك في البقاع.

ورداً على قصف قاعدة ميرون، بحسب ما أعلن الجيش الاسرائيلي، استهدف موقعاً عسكرياً وبنية تحتية تابعة لـ”حزب الله”، وشن الطيران الحربي غارات متزامنة على عدة قرى جنوبية وصلت إلى قضاء الزهراني، ليعود “حزب الله” ويستهدف موقعي رويسات العلم والرمثا، وأعلن عن استهداف جنود اسرائيليين على تلة الطيحات.

في السياق، هدد رئيس أركان الجيش الاسرائيلي هيرتسي هاليفي خلال جولة على الحدود الشمالية، “حزب الله” بأنه “سيدفع ثمناً باهظاً”، بينما اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي أن “حزب الله” وإيران “يسعيان الى تحويل رمضان لمرحلة ثانية من 7 تشرين الأول”، مؤكداً العمل على “وقف ذلك”.

تحذير من “اليونيفيل”

التطورات والتهديدات دفعت “اليونيفيل” إلى التحذير من “تحول مقلق” في تبادل إطلاق النار بين “حزب الله” واسرائيل، وقال رئيس بعثة “اليونيفيل” وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو: “شهدنا خلال الأيام الماضية تحولاً مقلقاً في تبادل إطلاق النار”. وأضاف: “أودى هذا النزاع بحياة عدد كبير جداً من الأشخاص وألحق أضراراً جسيمة بالمنازل والبنية التحتية العامة. كما عرّض سبل العيش للخطر وغيّر حياة عشرات الآلاف من المدنيين على جانبي الخط الأزرق. ومع ذلك، فإننا نشهد الآن توسعاً وتكثيفاً للضربات”.

وأضاف: “في الأيام الأخيرة، واصلنا عملنا النشط مع الأطراف لتخفيف التوترات ومنع سوء الفهم الخطير، ولكن الأحداث الأخيرة لديها القدرة على تعريض الحلّ السياسي لهذا النزاع للخطر”.

وحثّ “جميع الأطراف المعنيّة على وقف الأعمال العدائية لمنع المزيد من التصعيد وترك المجال لحلّ سياسي وديبلوماسي يمكن أن يعيد الاستقرار ويضمن سلامة الناس في هذه المنطقة”.

الحكومة والرواتب

الى ذلك، تعقد حكومة تصريف الأعمال جلسة عند الرابعة من بعد ظهر اليوم، للبحث في مشروع القانون المتعلق بمعالجة أوضاع المصارف في لبنان واعادة تنظيمها، اضافة الى جدول أعمال يتضمن 27 بنداً، أهمها إعطاء تعويض مؤقت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي وتعديل تعويض النقل الشهري المقطوع للعسكريين. وأشارت مصادر العسكريين المتقاعدين لموقع “لبنان الكبير” إلى “أننا سنسمح بانعقاد الجلسة الحكومية لأن الحصول على شيء أفضل من اللاشيء، خصوصاً في ظل أوضاع البلاد الأمنية الصعبة، مع العلم أن التعويضات المطروحة لا تفي بالغرض، ومطالبنا أن يقدموا للعسكر صاحب أدنى رتبة ٣٠٠$ مرحلياً، مع برنامج تدريجي لتصحيح المعاشات بعد ٣ أشهر”.

شارك المقال