“حرب ورئاسة” دراما رمضان… إسرائيل تضرب بعلبك

لبنان الكبير / مانشيت

بدأ شهر رمضان وبدأت معه حلقات المسلسلات تنتشر على الشاشات ومواقع المشاهدة، إلا أن المنطقة هذه السنة تعيش مسلسل رعب بكل معنى الكلمة، الحرب في غزة، التي لم تفرق بين “حمساوي” وطفل لا حول له ولا قوة، ويسود الخوف من أن يكون للمسلسل جزء ثانٍ وثالث ورابع، في حال توسعت الحرب، على خلفية “مساندة” محور الممانعة لغزة منطلقاً من مبدأ “وحدة الساحات”، والتي تدفع ثمنها الأكبر “ساحة” لبنان، وقد عاد التصعيد أمس بحيث استهدف الطيران الحربي الاسرائيلي منطقة البقاع الشمالي للمرة الثانية منذ بدء الحرب، ويبدو أن هذه المرة أعنف من سابقتها، إن كان لجهة عدد الغارات أو قوتها.

أما الجنوب الذي أصبحت قراه الحدودية شبه مدمرة، فقد استقبل أمس مناشير اسرائيلية تتحدث باللهجة العامية اللبنانية قائلة: “والله حرام”.

هذا الميدان المشتعل يجر ويلات أخرى على لبنان، حيث يتعرض القطاع المالي فيه للمراقبة الأميركية، كي لا يحصل “حزب الله” و”حماس لاند” على تمويل عبره.

مسلسل آخر يعيشه اللبنانيون لدرجة أنهم ملّوا منه، هو الاستحقاق الرئاسي، الذي تعرض لنكسة جديدة أمس بعد اعتراض المعارضة على تفسير رئيس مجلس النواب نبيه بري لمبادرة تكتل “الاعتدال الوطني”، منصّباً نفسه داعياً ومديراً للحوار، الأمر الذي أعاد الملف إلى نقطة الصفر، ونسف المبادرة قبل البدء بالجولة الثانية منها.

غارات على بعلبك

تعرضت بعلبك وأطرافها لغارات متعددة مساء أمس، وهي المرة الثانية التي تستهدف فيها منطقة البقاع الشمالي منذ بدء الحرب. وعلق محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر عبر حسابه على موقع “اكس” بالقول: “تعرضت محافظة بعلبك الهرمل لعدد من الغارات الاسرائيلية، استهدفت دورس وطاريا وشمسطار، ولا معلومات دقيقة حتى اللحظة عن سقوط شهداء”.

وعاد خضر ليعلن في تصريح متلفز أن هناك قتيلاً في منطقة دورس جراء الغارات، وفقد الاتصال بشخصين في بلدة طاريا.

ورأى الباحث والكاتب في شؤون الأمن والدفاع رياض قهوجي في حديث عبر “لبنان الكبير” أن “هذه الضربة استمرار للتصعيد الاسرائيلي المتدرج والذي يبدو أنه لا يتقيد بقواعد اشتباك ويهدف الى فرض معادلة جديدة على الحدود مع لبنان”.

وحول احتمالية ازدياد وتيرة هذه الضربات، أكد قهوجي أن “كل شيء وارد”، قائلاً: “طالما أن لا تهدئة تمهد لحل ديبلوماسي بسبب ربط حزب الله ذلك بحرب غزة، فان إمكان الانزلاق الى حرب يبقى قائماً بقوة”.

مناشير في الميدان

وكان الجنوب تلقى مناشير فوق منطقة الوزاني، مكتوبة باللهجة العامية اللبنانية جاء فيها: “يا ابن الجنوب حزب الله يخاطر بحياتكم وحياة عائلاتكم وبيوتكم، وعم بدخل عناصره ومخازن السلاح لمناطق سكنكم. من ساحة بيتك عحساب عيلتك والله حرام”.

وأعلن الجيش الاسرائيلي أنه قصف موقعاً عسكرياً لـ “حزب الله” في الجبين وهاجم موقعاً عسكرياً في الطيبة خلال الليل. فيما قال “حزب الله” انه استهدف موقع جل العلام، وشن هجوماً جوياً بأربع مسيرات انقضاضية على مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع.

ايران وأميركا لا تريدان الحرب

وفي ظل التهويل بحرب على لبنان واعطاء المهل، اعتبر العميد الياس حنا في حديث لموقع “لبنان الكبير”، أن “أميركا لا تريد، ايران لا تريد، إسرائيل تهوّل بالحرب بهدف الردع لكن من دون القدرة على حرب بالتزامن مع ما يجري في غزة، بينما قرار الحرب الشاملة هو بيد ايران، وما قام به حزب الله حتى الآن هو إشغال إسرائيل خلال حربها على غزة، عبر أهدافه الثلاثة: “أولاً وحدة الساحات والتي عمل عليها عبر توزيع الأدوار بين جنوب لبنان واليمن والعراق، ثانياً الخطاب الذي يحمل فكرة محورية وأساسية تتحدث عن ضرورة تدمير إسرائيل، ثالثاً الخطة التي يقوم بها على الحدود ويحاول فيها عرض قدراته في مواجهة اسرائيل، ولأنه لا يريد أن يكون الهدف بعد غزة، فإن ما يقوم به هو ردع وليس فتح جبهة”.

الخزانة الأميركية تراقب لبنان

الحرب التي جر لبنان إليها في الجنوب، دفعت وزارة الخزانة الأميركية إلى وضع لبنان تحت مجهر المراقبة، حيال حركة الأموال والتحويلات التي تحصل بطريقة غير شرعيّة، وحذّرت السلطات اللبنانية من خطر “استخدام القطاع المالي لتمويل حركة حماس بما يعزز أنشطتها العسكرية والأمنية”.

وكان نائب مساعد وزير الخزانة لشؤون آسيا والشرق الأوسط في مكتب تمويل الارهاب والجرائم المالية جيسي بيكر التقى يومي الخميس والجمعة الماضيين، مسؤولين لبنانيين بينهم حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري، وبحث معهم في “تعقب الخزانة الأميركية لآليات تمويل حماس خصوصاً بعد حرب غزّة”.

مناورات روسية – صينية – ايرانية

تزامناً مع فشل الادارة الأميركية في فرض هدنة في غزة، بل حتى المونة على اسرائيل بإدخال مساعدات انسانية، ستجري القوات البحرية الصينية والروسية والايرانية مناورات في خليج عُمان هذا الأسبوع، وفق ما أعلنت بكين أمس.

وأوضحت في بيان، أن الأنشطة العسكرية التي ستجري من الاثنين حتى الجمعة ترمي إلى “الحفاظ المشترك على الأمن البحري الاقليمي”.

وأضاف البيان: “الصين سترسل… مدمّرة الصواريخ الموجّهة أورومتشي وفرقاطة الصواريخ الموجّهة لينيي وسفينة الإمداد الشامل دوغبينغو للمشاركة في التدريبات”، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وأفادت وسائل إعلام روسية رسمية بأن مجموعة سفن تابعة لأسطول البلاد في المحيط الهادئ على رأسها الطراد “فارياغ” وصلت إلى ميناء جابهار الايراني الاثنين للمشاركة في المناورات.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع أن “الجزء العملي من التدريبات سيجرى في مياه خليح عُمان في بحر العرب”. ولفتت الوزارة إلى أن “الهدف الأساسي من هذه المناورات هو العمل على ضمان سلامة النشاط الاقتصادي البحري”.

المعارضة ترفض حواراً برئاسة بري

في الملف الرئاسي وبعد نقل الاعلام عن الرئيس بري تفسيره لمبادرة تكتل “الاعتدال الوطني” بترؤسه هو الحوار، وتكون الدعوة من الأمانة العامة لمجلس النواب، اعترضت المعارضة على كلامه معتبرة أن هدفه نسف المبادرة. وانتقدت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” في بيان موقف بري، وقالت: “مرتا مرتا… تطرحين أموراً كثيرة يميناً وشمالاً، إنما المطلوب واحد: الدعوة إلى جلسة انتخابات رئاسيّة مفتوحة بدورات متتالية، حتى انتخاب رئيس للجمهورية”.

شارك المقال