إسرائيل “تشاغل” الحزب شرقاً… بن غفير يريد “حرباً الآن”

لبنان الكبير / مانشيت

رداً على مشاغلته لها في الجنوب، تحاول اسرائيل رسم معادلات جديدة مستهدفة بعلبك للمرة الثالثة أمس بعد استهدافها ليل الاثنين – الثلاثاء، لتقول أنا من يضع الشروط لا أنت، فيما يصرخ وزيرها المتطرف ايتمار بن غفير في وجه وزير دفاعه يوآف غالانت، بعدما رد الحزب على الغارات على بعلبك بـ ١٠٠ صاروخ على إسرائيل، مطالباً بشن حرب شاملة على لبنان الآن.

وسط هذه الأجواء، ارتفع مجدداً منسوب الأمل بالتوصل إلى هدنة في غزة أمس، بحيث سرّبت حركة “حماس” إشارات حول قبولها بمبادرة أميركية لوقف اطلاق النار، مشيرة إلى أن وفداً منها سيتوجه إلى القاهرة خلال أيام لبحث تفاصيل الصفقة الجديدة، تماشياً مع المحاولات الدولية لفرض وقف لاطلاق النار في النصف الأول من شهر رمضان. وإلى حين عقد الاتفاق بدأ العمل بالممر البحري لتوصيل مساعدات انسانية، وقد أبحرت أول سفينة من لارنكا في قبرص باتجاه غزة.

الميدان

يبدو أن الميدان أصبح ينقسم إلى جبهتين، جنوباً وبقاعاً، حيث استهدفت اسرائيل نهار أمس منطقة بعلبك لليوم الثاني على التوالي، وطال القصف بلدتي سرعين والنبي شيت. وجاءت الضربات بعيد إعلان “حزب الله” صباحاً استهدافه المواقع الاسرائيلية بـ 100 صاروخ، رداً على الضربات التي استهدفت بعلبك مساء الاثنين – الثلاثاء، وأفيد عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين في الضربات الأخيرة.

وأعلن الجيش الاسرائيلي أن مقاتلاته شنّت ضربات على “مقري قيادة لحزب الله في منطقة بعلبك في عمق لبنان”، مشيراً الى أن الحزب يخزّن داخلهما “وسائل بارزة يستخدمها لتعزيز ترسانة أسلحته”. فيما أعلن “حزب الله” صباحاً استهداف مقاتليه “مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع والقاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف ومرابض المدفعية المنتشرة في محيطها بأكثر من مئة صاروخ كاتيوشا”.

وقال الحزب إن الضربات على المواقع العسكرية جاءت “رداً على الاعتداءات الاسرائيلية على أهلنا وقرانا ومدننا وآخرها في محيط مدينة بعلبك”.

وأشارت اذاعة الجيش الاسرائيلي الى سقوط 70 صاروخاً في هضبة الجولان من لبنان.

بن غفير يطالب بحرب

على الأثر، انتقد وزير الأمن الوطني الاسرائيلي ايتمار بن غفير وزير الدفاع بسبب إطلاق “حزب الله” المئة صاروخ أمس، مطالباً بشن حرب الآن على الحزب.

وقال بن غفير في بيان: “غالانت، الجيش مسؤوليتك. ماذا تنتظر؟”، مضيفاً: “تم إطلاق أكثر من 100 صاروخ على دولة إسرائيل، وأنتم تجلسون فى هدوء. يتعين علينا أن نبدأ بالرد وشن هجوم – الحرب، الآن”.

صاروخ في كسروان

ويبدو أن إحدى المسيرات الاسرائيلية تعطلت أثناء توجهها إلى بعلبك للمشاركة في الضربات، فتحطمت في منطقة حراجل في كسروان، وعثرت وحدات من الجيش عليها، وتبين أنها تحمل صاروخاً لم ينفجر. وحضر الجيش والقوى والأمنية والخبير العسكري، للعمل على تفكيكها وتأمين المنطقة، فيما أثارت هذه الحادثة ردود فعل من فعاليات المنطقة التي طالبت بتطبيق القرار 1701.

الطريق البحري الانساني لغزة

إلى ذلك، أبحرت سفينة تحمل نحو 200 طن من الأغذية من ميناء في قبرص في وقت مبكر من يوم أمس في تجربة أولى لتدشين الطريق البحري لإيصال المساعدات إلى سكان قطاع غزة الذين صاروا على شفا المجاعة.

وشوهدت سفينة الانقاذ “أوبن آرمز” وهي تبحر من ميناء لارنكا في قبرص وتسحب بارجة تحمل حوالي 200 طن من الطحين والأرز والبروتينات.

وتستغرق الرحلة إلى غزة نحو 15 ساعة، ولكن ربما تستغرق رحلة سفينة القطر الثقيل وقتاً أطول بكثير قد يصل إلى يومين. وتبعد قبرص ما يزيد قليلاً على 320 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من غزة.

وأعلن الجيش الأميركي أن السفينة “جنرال فرانك إس. بيسون” التابعة له في طريقها أيضاً لإيصال مساعدات إنسانية إلى غزة عن طريق البحر.

ورحب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية بجهود توصيل المساعدات بحراً وجواً، لكنه نبه على أن ذلك غير كاف. وتقول وكالات الاغاثة إن مثل هذه الجهود يمكنها أن توفر إغاثة محدودة فحسب طالما ظلت معظم المعابر البرية مغلقة بالكامل من إسرائيل.

وقال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية: “هذا ليس بديلاً عن النقل البري للغذاء وغيره من مساعدات الطوارئ إلى غزة. هذا لا يمكنه تعويض ذلك”.

أما منسقة الأمم المتحدة للشؤون الانسانية وإعادة الاعمار لغزة سيغريد كاج والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع خورخي موريرا دا سيلفا فقالا: “في ما يتعلق بإيصال المساعدات على نطاق واسع، لا يوجد بديل معتبر عن العديد من الطرق البرية ونقاط الدخول من إسرائيل إلى غزة. لا تزال الطرق البرية من مصر، ورفح على وجه الخصوص، والأردن ضرورية أيضاً للجهود الانسانية الشاملة”.

شارك المقال