14 آذار يتيماً… ولبنان ضحية “جبهات الإسناد”

لبنان الكبير / مانشيت

يطل لبنان على 14 آذار مجرداً من كل أحلام السيادة والحرية ودولة المؤسسات التي راودته في ذلك اليوم الذي شهد”طوفاناً” بشرياً اجتمعت فيه أطياف البلد التي جيّشها 14 شباط فطمحت الى “ربيع بيروت” بعدما أزهر وعده على دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

19 عاماً على الحلم واللبنانيون يتقلبون على نار جهنم في السياسة والاقتصاد والمال وحتى الأخلاق، اذ استحكمت دويلة السلاح بدولة القانون، لنعيش حالياً في حرب مدمرة على هوى حسابات “فئة” لبنانية وأطماع اسرائيلية.

وعشية الذكرى أطل الأمين العام للحزب النقيض لكل معانيها، حسن نصر الله، ليؤكد استمرار مبدأ “وحدة الساحات” عبر استمرار جبهات “الإسناد” من لبنان واليمن والعراق، غير آبه بالتصعيد الاسرائيلي الذي قد يؤدي إلى حرب شاملة، بحيث تتخوف أكثر من جهة، من “صيف ساخن”، قد يكون بعد انتهاء اسرائيل من غزة، تحديداً بعد الهجوم على رفح، الذي أعلن وزير الدفاع يوآف غالانت عن قربه، في تحدٍ صارخ للمجتمع الدولي، لا سيما الحليف الأول للكيان العبري، الولايات المتحدة، التي تضغط بكل وسائلها الديبلوماسية من أجل وقف الحرب، بعد الإحراج الذي تسببت فيه المجازر الاسرائيلية، وترسل موفدها آموس هوكشتاين للعمل على منع توسع الصراع باتجاه لبنان.

الميدان

غداة الغارات المتتالية على بعلبك، استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة عند مفترق طرق قانا – الحوش عند المدخل الشمالي لمدنية صور صباح أمس، وتبين أنه عنصر في حركة “حماس” التي نعته، ويدعى هادي مصطفى من مخيم الرشيدية للاجئين، وهو قيادي في “كتائب القسام” ومسؤول عن الدعم اللوجيستي.

وأعلن الجيش الاسرائيلي “اننا قتلنا القيادي في حماس هادي علي مصطفى بقصف سيارة كانت تقله في لبنان”، مضيفاً: “سنواصل استهداف حركة حماس في كل ساحة تنشط فيها”.

وأفيد عن سقوط قتيل فلسطيني وآخر من التابعية السورية كان على متن دراجة نارية، صودف مروره لحظة الاعتداء، كما سقط جريحان.

كذلك، استمر القصف المتنوع على القرى الحدودية بما أصبح الروتين اليومي للجيش الاسرائيلي. وفي المقابل، أعلن “حزب الله” عن استهداف ثكنتي راميم وزبدين، وموقعي حانيتا ورويسات العلم.

نصر الله

وأطل الأمين العام لـ “حزب الله” أمس، وأكد استمرار مبدأ “وحدة الساحات”، قائلاً: “نؤكد وقوفنا مع فصائل المقاومة الفلسطينية وخصوصاً مع قيادة حماس التي تفاوض عن الجميع ونحن مستمرون في جبهات الإسناد”.

أضاف نصر الله: “لا الأميركي ولا البريطاني ولا من لحق بهم من أوروبيين تمكن من منع الأخوة اليمنيين عن ضرب السفن المتجهة إلى فلسطين المحتلة”. وأشار الى أن المقاومة الاسلامية في العراق وإرسالها للمسيرات والصواريخ إلى اسرائيل “هو أمر مستمر ومتواصل”.

صيف ساخن

وعلى الرغم من تأكيد أكثر من طرف دولي أن إسرائيل ليست بنية توسيع حربها في لبنان، إلا أن الرسائل التحذيرية كانت جدية من امكان إقدامها على عدوان كبير، والخوف من صيف ساخن ينتظر لبنان. وتقول مصادر الثنائي لموقع “لبنان الكبير”: “ان هوكشتاين وفي زيارته الأخيرة أتى بصياغات مختلفة مستفيداً من الرفض الذي جوبهت به الورقة الفرنسية على بعض النقاط والتي يبدو أنها كانت بالون اختبار، فأزال منها اللي ما بيمشي وترك طروحاً جديدة للدرس والتفاوض والعمل جار عليها مع القنوات المختصة”، كاشفة أن “الأميركيين أبلغونا أن هناك جهداً كبيراً سيمارس في هذا الأسبوع لانجاح إبرام الصفقة التي ستغير الوضع برمته. وحتى الآن العمليات العدائية مضبوطة من الفلتان بانتظار أن يحصل خرق في مفاوضات غزة التي تبقى مفتاح الحلول”.

الهجوم على رفح

وسط هذه الأجواء أكد وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، أن “الجيش سيصل قريباً إلى كل مكان في قطاع غزة”، في تلميح على ما يبدو إلى عملية عسكرية في مدينة رفح بجنوب القطاع والتي نزح إليها معظم السكان.

وأضاف غالانت: “أولئك الذين يعتقدون أننا نؤجل سيرون قريباً أننا سنصل إلى كل مكان”. وأاشر الى أنه “يجري القيام بعمل غير عادي هنا فوق وتحت الأرض، والقوات تصل إلى كل مكان، والنتيجة هو أنه لا مكان آمن للإرهابيين في غزة”.

شارك المقال