غالبية إسرائيل تريد حرباً مع لبنان… ونصر الله همّه حماية إيران

لبنان الكبير / مانشيت

بعد جره لبنان إلى حرب رغماً عن إرادة شعبه، حسم الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله لولي نعمته الايراني، قائد “فيلق القدس” اسماعيل قاآني، أن الحزب لن يجر طهران إلى حرب مع اسرائيل، في حال شنت حرباً شاملة على لبنان، وسيقف وحيداً كخط دفاع أول عن مصالح ايران في المنطقة، من دون أي اعتبار للتبعات المدمرة على البلد، فكما قال أحد القادة الايرانيين في ثمانينيات القرن الماضي: “يحترق جنوب لبنان من أجل طهران”.

وفيما كانت التسريبات حول ما دار خلال اللقاء بين قاآني ونصر الله تنتشر إعلامياً، ووسط تأكيد استطلاعات رأي أخيرة في الكيان العبري أظهرت تأييد 70٪؜ من الاسرائيليين شن حرب إبادة ضد “حزب الله”، أطلق رئيس وزراء العدو الأسبق ايهود أولمرت تحذيراً شديداً من اشتعال حرب بين الحزب واسرائيل، مؤكداً أن تبعات الحرب ستؤدي إلى دمار كبير بين الطرفين وانهيار الدولة اللبنانية. وأشار إلى أن لمصلحة الطرفين تنفيذ القرار 1701. ولكن يبدو أن تحذيرات أولمرت لن تلقى آذاناً صاغية، بحيث رجحت المسؤولة السابقة في المخابرات الاسرائيلية سيما شاين مواصلة الحرب في جنوب لبنان حتى لو تم التوصل إلى هدنة في غزة.

ولجهة تنفيذ القرارات الدولية، سلم لبنان أمس ردّه على الورقة الفرنسية، وعلم “لبنان الكبير” أن أهم ما ورد في الرد هو التشديد على أن الالتزام بالقرار 1701 يجب أن يكون من الطرفين وليس من جهة لبنان فقط.

في هذه الأثناء، يترقب اللبنانيون ما قد ينتج عن حراك اللجنة الخماسية الدولية الأسبوع المقبل، والذي يتزامن مع الحديث عن جهود أميركية جديدة لابرام الصفقة الحدودية مع اسرائيل.

قاآني ونصر الله

وكانت وكالة “رويترز” كشفت أن قائد “فيلق القدس” إسماعيل قاآني زار بيروت في شباط الماضي للبحث في المخاطر التي قد تنشأ إذا استهدفت إسرائيل “حزب الله”. واعتبرت مصادر الوكالة، أن مثل هذا التصعيد قد يضغط على إيران للرد بقوة أكبر مقارنة بما فعلته حتى الآن منذ السابع من تشرين الأول، فضلاً عن الآثار المدمرة على الحزب. وأشارت المصادر إلى أن نصر الله طمأن قاآني الى أنه لا يريد أن تنجر إيران إلى حرب مع إسرائيل أو الولايات المتحدة وأن “حزب الله” سيقاتل بمفرده، قائلاً: “هذه هي معركتنا”، وفق ما قال مصدر إيراني مطلع على المباحثات للوكالة.

وعلقت مصادر قريبة من الثنائي الشيعي على ما تم تداوله عن نصر الله بالقول: “ما الجديد في هذا الكلام؟ فايران تتصرف كدولة عظمى، مثل أميركا، والمعادلة هي حزب الله والفصائل يقاتلون إذا كان المعتدي اسرائيل، وتتدخل طهران مباشرة إذا تدخلت واشنطن، أي دولة عظمى في وجه دولة عظمى، والاثنتان تمدان حلفاءهما بالسلاح والعتاد”.

أولمرت يحذر

وغداة ارتفاع الأصوات في تل أبيب لشن حرب “إبادة” على “حزب الله” وسط تأكيد استطلاعات رأي أخيرة أن 70% من الاسرائيليين يؤيدون هذه الحرب، أطلق رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، تحذيراً شديداً من مغبة الإقدام على حرب شاملة على لبنان، معتبراً أن مصلحة إسرائيل ولبنان تقتضي الامتناع عن حرب “ستكون الثالثة بعد اجتياح عام 1982 وحرب عام 2006 ضد حزب الله”.

وأشار أولمرت الى أن “حرب لبنان الثانية” أدت إلى تراجع “حزب الله” الى شمال الليطاني ونشر الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل” على الحدود، وقد استمر الهدوء على الجبهة الشمالية لمدة 17 عاماً قبل السياسات الاسرائيلية الأخيرة التي وصفها بـ “الضعيفة”. وأكد أن الدمار سيلحق لبنان واسرائيل ولكن ستؤدي الحرب الى انهيار الدولة اللبنانية، مشدداً على أن للطرفين مصلحة في تنفيذ القرار 1701.

تحذيرات أولمرت قد لا يكون لها صدى، بحيث قالت المسؤولة السابقة في المخابرات الاسرائيلية، والتي ترأس حالياً برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي سيما شاين: “إذا تم التوصل الى هدنة في غزة، فهناك اتجاهان داخل إسرائيل، لكن انطباعي هو أن الاتجاه الذي يؤيد مواصلة الحرب على الحدود مع حزب الله هو الأقوى”. 

الرد على الورقة الفرنسية

بعد طول انتظار، سلم لبنان عبر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب رده الرسمي على الورقة الفرنسية للسفير هيرفي ماغرو، ثم توجه إلى عين التينة والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال بعد اللقاء: “اليوم تكلمنا عن الدور الفرنسي وأهميته وضرورة أن تبقى فرنسا موجودة، واليوم لديها مبادرة فيها الكثير من النقاط الجيدة والمقبولة وهناك نقاط تحتاج الى المزيد من البحث فيها”.

أضاف بو حبيب: “اليوم (امس) قمت بتسليم رسالة الدولة للسفير الفرنسي وطبعاً الرئيس (نجيب) ميقاتي والرئيس بري على اطلاع، وتمنينا أن تكمل المبادرة وهم (الفرنسيون) يفكرون بهذه الطريقة ويريدون الاستمرار وإستكمال هذه المبادرة، وهذا مهم لنا أن نتوصل الى نوع من الإتفاق الذي يعطي الحدود الجنوبية الاستقرار الكامل والدائم”.

وعلم “لبنان الكبير” أن أهم ما ورد في الرد هو رفض لبنان تطبيق القرار الدولي من جانبه فقط من دون الزام اسرائيل بتطبيقه.

نتنياهو وغزو رفح

في الشأن الغزاوي، صادق نتنياهو على خطة عسكرية لاجتياح رفح جنوب قطاع غزة. وجاء في بيان صادر عن مكتبه: “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صادق على خطط العملية في رفح والجيش يستعد لها، كما يستعد لإخلاء السكان والنازحين من رفح”. وأشار الى أن “وفداً إسرائيلياً سيغادر إلى العاصمة القطرية الدوحة من أجل إجراء مفاوضات حول صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار، وأن الوفد سيطرح موقف إسرائيل”.

وبعد انتهاء اجتماع مجلس الحرب الاسرائيلي، يعقد اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، الذي سيبحث في الموقف الاسرائيلي الذي سيحمله وفده إلى المفاوضات في قطر.

شارك المقال