درباس لـ”لبنان الكبير”: توقيع الترسيم مساكنة واقعية تحت غطاء قانوني ملتبس

لبنان الكبير

رأى الوزير السابق رشيد درباس، في حديث لـ”لبنان الكبير”، أن “توقيع الترسيم البحري بداية شيء أبعد وأعمق، وبغض النظر عن الخطابات بحيث أن كل طرف يدعي البطولة في هذا الملف، ليس هناك من بطل لأن البطل الحقيقي هو الحاجة الدولية والاقليمية الى الاستثمار في الثروة النفطية والغازية في ظل الحرب الروسية – الأوكرانية. هذا اليوم تاريخي بمعنى أنه حين تلتقي مصالح متعددة حول نقطة معينة، يتم الاتفاق، وبالتالي، من هذه الزاوية يمكن اعتبار الاتفاق تاريخياً، لكن ليس من زاوية الفخر أننا هزمنا العدو الذي حصل من خلال الترسيم على أكبر حصة ممكنة”.

ولفت الى أن “لبنان لديه دفائن نفطية وغازية في البحر، ولم تستخرج ويستفاد من ثرواتها لسببين: الأول، لأن الطبقة السياسية تتعاطى بخفة مع الأمور، وتضيع الفرص الكبيرة. والثاني، اللحظة الخارجية والاقليمية التي لم تكن مواتية للاستثمار اذ نحن دولة ليست لديها الاستقلالية في اتخاذ القرارات وتنفيذها. اليوم، بعد كل هذه الفترة تلاقت مصالح متعددة”، مشيراً الى “جانب تفاؤلي في الاتفاق بالنسبة الى لبنان ووضعه الاقتصادي بحيث أن العطشان حين يرى كوب الماء لا يهمه المصدر انما أن يروي عطشه، وهكذا بالنسبة الى الدولة العطشى المحتاجة الى أي مصدر لانعاش اقتصادها المتهالك”.

وأكد أن “المسألة لا تتوقف عند الجانب الاقتصادي بحيث أن المصالح الاقتصادية الضخمة، والشركات المستثمرة لا تعمل الا في أجواء الاستقرار والهدوء، ما يعني عملياً أنه لا بد من القيام بخطوة جدية للملمة بنية الدولة الدستورية، وانتخاب رئيس جمهورية يكون موضع ثقة، وانطلاق حوار لاستعادة بعض سيادة الدولة والتعايش بصورة جديدة مع حزب الله”، وقال: “كما أن اليونيفيل ترعى القرار 1701، كذلك اليوم حصل ترسيم بحري انما برعاية الولايات المتحدة الأميركية”.

أما بالنسبة الى ما قاله رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد عن أن لبنان اعترف بإسرائيل في الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية، أوضح درباس أن “هناك مساكنة اقتصادية وأمنية. عندما تبدأ الشركات بالتنقيب والاستخراج يعني أن المسيرات فقدت دورها، وهذه الأداة خرجت من اللعبة، وما يهمنا اليوم النتيجة التي على ما يبدو ستكون جيدة”.

أضاف: “نحن لا نعترف بدولة اسرائيل، لكن الفريق اللبناني تواجد في غرفة، والفريق الاسرائيلي في غرفة أخرى لكن في المقر نفسه، وتبادلا الأوراق عبر الوسيط الأميركي، ما يعني عملياً أن هناك مساكنة. ثم ان اسرائيل ستحفر في البحر بالقرب من حدودنا لا بل ستكون هناك موارد نفطية وغازية من حقول مشتركة. انها مساكنة واقعية تحت غطاء قانوني ملتبس”. واعتبر أن “الوفد الذي وقع في الناقورة من حواضر البيت لدولة متهالكة ومتصدعة، لكن بغض النظر عن مناصب الأفراد في الفريق اللبناني وهويتهم، علينا أن نسأل: هل اعترض أي طرف سياسي على الوفد؟ حين لا يعترضون على الوفد ولا على مضمون الرسالة الموقعة يعني أن كل الأطراف السياسية وافقت على الترسيم”.

شارك المقال