نتنياهو يلغي فلسطين من الخارطة… قائد الجيش يحكي سياسة

لبنان الكبير

على وقع الجمود الرئاسي، دارت سجالات ضمن الفريق الواحد لدى كل من المعارضة والموالاة حول المشاركة في الحوار من عدمها، بحيث سجل أمس رد ورد على الرد بين “القوات” و”الاشتراكي”، فيما تستمر الرسائل بين ميرنا الشالوحي وعين التينة على الضفة الأخرى.

أما على الجبهة المحايدة، فقد سجل أمس أيضاً أول كلام في ميدان السياسة، لـ “غير المهتم” بالرئاسة قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي رد على منتقديه من دون أن يسميهم والذين يتزعمهم “التيار الوطني الحر”، معتبراً أنهم يميتون الوطن من أجل مصالحهم مقابل الجيش الذي تهمه مصلحة الوطن.

وفي نيويورك، ألغى رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو فلسطين من الوجود، بعد أن حمل خريطة “اسرائيل” خلال القائه كلمته، وليس فيها لا قطاع غزة ولا الضفة الغربية، بما يناقض حديثه عن سعيه الى السلام مع الدول العربية، بحيث تقود السعودية مفاوضات وعلى رأس أولويتها حل القضية الفلسطينية وفق حل الدولتين، وهذه الصورة لا بد أنها ستشكل عثرة أمام هذه المفاوضات.

وفي شأن استهداف السفارة الأميركية في عوكر بالرصاص، جدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي خلال استقباله السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، إدانة الاعتداء الذي تعرضت له السّفارة، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية تُكثّف تحقيقاتها لكشف ملابساته والضالعين فيه. فيما أكدت شيا “اننا في السفارة الأميركية لا نشعر بالخوف اثر هذا الحادث، فإجراءاتنا الأمنية متينة جداً وعلاقتنا صلبة ونحن نتابع عملنا في السفارة كالمعتاد”.

في الشأن الرئاسي، اندلع اشتباك قواتي – اشتراكي على خلفية الحوار، اذ رد عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبد الله عبر منصة “اكس” على حديث صحافي لعضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص، وكتب: “أن نتمايز مع القوات اللبنانية في الموقف من الحوار، فهذا أمر طبيعي يرتبط بالمنطلقات الفكرية المختلفة، والتباعد في مقاربة كيفية حماية الكيان وهويته ودوره. أما أن نختبئ وراء البطريركية المارونية واللجنة الخماسية لنبرر المساهمة في تعطيل المؤسسات وكل محاولات الإنقاذ، فهو النتعة بل أكثر”.

وتعليقاً على الرد الاشتراكي قال عقيص: “لا أعلم لمن يتوجه الدكتور عبد الله، فنحن لا نختبئ وإذا كنا مقصودين كقوات لبنانية أو كمعارضة لا نختبئ ببطريركية ولا بلجنة خماسية، غيرنا يختبئ بمقولة حوار لتبرير إضاعة الوقت وإهدار الفرص في انتخاب رئيس”. ورأى أن “الدكتور عبد الله يجب أن يرى من يعطل وينتقده، أما اللجنة الخماسية فإذا أعلنت موقفاً في الدوحة يناسب تطلعاتنا وموقفنا وهو الموقف المبدئي الصحيح، أي اجراء إنتخابات رئاسية في أسرع وقت وعدم تعطيل النصاب ومواصفات الرئيس يجب أن تكون سيادية وإنقاذية وإصلاحية فهذا الشيئ لا يمكن أن ننتقده”.

ولفت عقيص الى أنّ “موقف البطريركية المارونية مبدئي وطني لا يدخل في زواريب السياسية”، معتبراً أن “الحوار هو إضاعة للوقت وإمعان في تعطيل الرئاسة”. وشدد على أنّ “الدستور يوجب علينا أن ننتخب رئيساً للجمهورية. وواضح من يعطّل هذا الانتخاب وهو يخترع حججاً لتبرير تعطيله منها عقد طاولة حوار”.

في الغضون، وبما يمكن اعتباره أول كلام سياسي في الرئاسة لقائد الجيش العماد جوزيف عون، رد على “التيار الوطني الحر” من دون أن يسمّيه، وقال في جولة تفقدية في الهرمل: “نسمع بعض الأصوات المشككة بدور الجيش في حماية الحدود انطلاقاً من مواقف سياسية معروفة. لم نرَ هؤلاء يبادرون إلى دعم الجيش بل يحاولون عرقلة عمله وإثارة الشبهات حوله، ولم نرَ لهم مشاركة فاعلة في معالجة أزمة النزوح السوري. نقول لهم اننا مستمرون لأن هدفنا هو الوطن ومصلحته، فيما هدفكم مصلحتكم الشخصية. نحن نموت ليحيا الوطن، وأنتم تُميتون الوطن من أجل مصالحكم”.

وفيما كان لرئيس مجلس النواب نبيه بري تصريح صحافي تعليقاً على رفض الحوار قواتياً، وفرض تعجيزات برتقالية، قائلاً: “يبدو الكنيسة القريبة ما بتشفي”، كتب رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل عبر حسابه في منصة “اكس”: “ما فهمت كيف الحرص على الحوار لانتخاب رئيس هو رفض للحوار؟ كل شغلة لها شروطها وظروفها لحتى تنجح. اذا قلنا انه لازم نتفق بالحوار على برنامج العهد بخطوطه العريضة لحتى ننتخب رئيس على أساسه وينجح بعهده، منكون عم نرفض الحوار أو حريصين على إنجاح العهد؟ إذا قلنا إنو رؤساء الأحزاب لازم يكونوا بالحوار لحتى يكون في قرار مش بس كلام، منكون عم نرفض الحوار؟ اذا قلنا إنو بدنا إدارة محايدة وليس ترؤس من طرف أساسي بالنزاع لحتى يكون في توازن ونتيجة توافقية، منكون عم نرفض الحوار أو عم نؤمن نجاحه؟ اذا قلنا ان الحوار ما لازم ياخد شكل تقليدي وطاولة مستديرة فقط، بل نخلق ظروفاً للبحث الثنائي والثلاثي والمتعدد الأطراف والجماعي لكي تكون هناك فرصة حقيقية للانقاذ وليس كلام نمطي على طاولة واحدة لن تقرر اسم الرئيس، فهل قول الحقيقة والواقع يعني رفضاً للحوار أو تحصيناً له؟ نحن قلنا ومنكرر أننا مع حوار جدّي ينجح، من لا يريد الحوار هو من يرفض تأمين ظروف النجاح له”.

وعلق عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم على كلام بري قائلاً: “الكنيسة أكيد بتشفي ان كانت قريبة أو بعيدة، بس الكنيسة أصول ودستور، مش ابداعات ظرفية. خلّينا نلتزم بالدستور الوطني ونطبّق القوانين العامة ومش عايزين حدا من بعيد، فينا نعيش سوا بسلام”.

شارك المقال