باسيل ينتقد عون… و”حزب الله” يرد بالاشادة بعمل الجيش

لبنان الكبير

وفود خارجية تأتي وتغادر لبنان في ظل إنسداد داخلي في الملف الرئاسي. حثٌ دولي على ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، وإنقسام واضح على إسم الرئيس. في هذه الأثناء، يجري الموفد القطري لقاءات ويقوم بزيارات الى عدد كبير من القوى السياسية لا تزال نتيجتها مجهولة، مع العلم أن غالبية القوى تعوّل على الدور القطري. وبعدما عاد الاعلام يطرح اسم قائد الجيش جوزيف عون، الذي تحدث للمرة الأولى في السياسة، سارع الصهر المدلل جبران باسيل الى تصعيد مواقفه، فاعتبر أن النزوح ليس وسيلة للحصول على الرئاسة، مشدداً على أن “كل ادعاء بأن الجيش والأجهزة الامنية عاجزون هو كلام باطل ويراد منه رئاسة، والطموح الشخصي مسموح ولكن يتوقف عند خطر الوجود”.

والرّد على باسيل جاء بصورة مفاجئة من نائب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم الذي وجه تحية كبيرة الى الجيش اللبناني، مشيداً بعقيدته وبتصديه للاحتلال الاسرائيلي. ورأى أن “الحوار هو الطريق الذي يوصل الى المجلس النيابي، ومن يرفضونه لا يريدون الجلوس مع الذين يعارضونهم، وبدلاً من أن تزيدوا اللبنانيين بلاء بكثرة التحريض اعملوا على تحقيق الاستحقاق النيابي الرئاسي بطريقة تجمع”.

في المقابل، تزايدت السجالات بين “حزب الله” و”القوات اللبنانية” بعد كلام رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد بأن “من يرفضون الحوار يتوهمون في مكان ما أنهم يملكون الأكثرية التي تأتي لهم بالرئيس الذي يرغبون به على حساب شراكتهم معنا وعلى حساب رأينا”، معتبراً أن “هذا المنطق لا يستقيم في بناء الدولة ولا في حفظ الاستقرار، والذين يرفضون اليوم الحوار سيتوسلونه في يوم من الأيام”. وسارعت عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب غادة أيوب الى الرد عليه متسائلةً: “أيّ حوار ينجح مع فريق اعتمد الاستقواء نهجاً، والتهديد أداةً واستباحة الحقوق أسلوباً؟”. وقالت: “انهم يكابرون ظناً منهم أننا أقلية، اذ يجهلون تاريخنا ونضالنا”.

وفي ظل كل هذه السجالات المتواصلة بين غالبية الكتل السياسية، لا تزال الأنظار متجهة الى ما سيحمله شهر تشرين الأول في جعبته خصوصاً مع عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان المتوقعة الى لبنان، ليبقى السؤال متى ستحل الأزمة الرئاسية اللبنانية؟ ورأت أوساط نيابية في حديث عبر “لبنان الكبير” أن “المشهدية تزداد سوداوية، ولا حل رئاسياً في المدى القريب”، مشيرة الى أن “لكل موفد دولي شروطه الخاصة ومنهم الموفد القطري”.

ومن سيدني، شدد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي على أن “الكنيسة لن تتهاون بشأن كل هذه الأمور السلبية الحاصلة في لبنان، ولن تسكت عنها، ولن تصمت عن التنديد بعدم إنتخاب رئيس للجمهورية وبتعمد تغييب رئيس البلاد المسيحي الوحيد في أسرة جامعة الدول العربية”.

وفي المقابل، أيّد المفتش العام المساعد لدار الفتوى وإمام خطيب جامع الامام علي الشيخ حسن مرعب كلام الراعي، متوجهاً اليه بالقول: “نعم إرفع صوتك عالياً غبطتك في وجه أبنائك المتناحرين المتناطحين على كرسي الرئاسة الذين لا هم لهم الا أنفسهم ومصالحهم ولو على حساب دمار لبنان”، مضيفاً: “تقبلها مني بكل احترام أبناؤك هم الذين يعطلون الانتخابات الرئاسية وبكل أسف يدمرون الجمهورية اللبنانية”.

ورأى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده في عظة الأحد أن “كل طرف يبحث عن أخطاء الطرف الآخر حتى يعرقله، وتالياً يتعرقل العمل النافع للجميع، بسبب الخصومات والمناكفات والحقد والمصالح”، متسائلاً: “لم لا يتبارى المسؤولون بالمواهب الفضلى، كما يقول الرسول بولس، أي يعملون بطريقة متكاملة، بصدق وأمانة، عوض أن يحاول كل واحد منهم أن يهدم عمل الآخر لتظهر أناه، ويستعلن للجميع أنه المتقذ. هل هكذا تبنى الأوطان؟”.

شارك المقال