شهر عسل بايدن انتهى ولبنان نال حصته من اللسعات

حسناء بو حرفوش

“لقد انتهى شهر عسل الرئيس الأميركي جو بايدن وتشهد رئاسته حالة من السقوط الحر. هذه ليست مزحة، كما يكتب ستيفن ميلر في موقع “سبكتاتور وورلد” (spectatorworld). وهذا ليس رد فعل مبالغ فيه (…) وأمام رئاسة بايدن فرصة حقيقية للغاية لمواجهة الانهيار التام خلال عامها الأول”. فما هي القضايا المحلية والخارجية التي تكمن وراء هذه القراءة؟

وفقاً للمقال، “بعد بداية واعدة لإدارة بايدن التي ورثت، على سبيل المثال، حملة التطعيم بلقاحات كورونا، التي انطلقت بالفعل في عهد الإدارة السابقة، وإن لفترة وجيزة، توقفت استراتيجية التطعيم الخاصة ببايدن لدرجة أنه يطالب الآن بتفويضات من الشركات الخاصة، وهي خطوة أكد للناخبين أنه لن يتخذها. علاوة على ذلك المستجدات حول الهجوم بالطائرة المسيرة في مطار كابول. فبينما كان بايدن يقضي عطلة نهاية أسبوع طويلة في ديلاوير ويركب دراجته الهوائية متجاهلاً المراسلين، كشف البنتاغون أن الضربة التي أدت لمقتل 13 جندياً أميركياً لم تقتل أي عنصر من داعش، كما ادعى بايدن ووزارة خارجيته، بل قتلت عوضاً من ذلك عامل إغاثة بريئاً مرتبطاً بالولايات المتحدة، إضافة إلى سبعة أطفال.

(…) وإلى جانب كارثة أفغانستان التي فرضت نفسها بنفسها، والتي تسببت في أزمة لاجئين هائلة في منطقة أجنبية، تسبب بايدن في أزمة أخرى على حدود الولايات المتحدة الجنوبية. حيث أظهرت لقطات وصور مسيرات منتشرة في جميع أنحاء وسائل التواصل الاجتماعي في نهاية هذا الأسبوع آلاف المهاجرين (…) الذين حصر تجمهرهم تحت جسر ديل ريو، مع العديد من الخيام والملاجئ الموقتة.

(…) كما أخفقت استراتيجية بايدن بمساعدة الحلفاء، حيث استدعت فرنسا سفيرها بشأن صفقة “أوكوس” (…) عدا عن أجندة بايدن المحلية، التي وضعها بين أيدي نانسي بيلوسي والتي توقفت تمامًا (…) فما الذي يحصل عليه جو بايدن في الوقت الحالي؟ وما هي الإنجازات التي تحققها رئاسته؟ يبدو أن الولايات المتحدة، التي كانت على استعداد لمنح ترامب فرصة حتى نتمكن جميعًا من الحصول على بعض الراحة من “غضب الرجل البرتقالي”، ترسل الآن رسالة إلى بايدن بصوت عال وواضح: لا يكفيك ألا تكون ترامب! لا يزال يتعين عليك إنجاح مهمتك! لكن يبدو أن الناس يستيقظون على حقيقة أن جو بايدن لن يتغير وأن زلاته لم تعد تقتصر على الزلات المضحكة وسوء التنظير بل توسعت لتصبح زلات سياسية”.

ماذا عن لبنان؟

وفي السياق نفسه، علق موقع “واشنطن إكزامينر” (washingtonexaminer) على إخفاق بايدن في لبنان. وأورد “أدت حملة “الضغط الأقصى” لإدارة ترامب لاستنزاف خزائن “حزب الله” (…) لكن سماح إدارة بايدن بتدفق النفط الإيراني إلى لبنان ينتزع الهزيمة من بين فكي النصر، ويمكّن “حزب الله” من إعادة تجميع صفوفه وتوسيع نفوذه”. ويوجه الكاتب مايكل روبن الملامة للديناميكية الأميركية في لبنان، بالقول إن “المشكلة تكمن في وزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية حيث لا يتعامل الدبلوماسيون الأميركيون (…) إلا مع عدد قليل من النخب اللبنانية (…) فتأتي النتيجة النهائية بتمكين “حزب الله” وبفشل لبنان. لقد حان الوقت لأن يدرك بايدن ووزير الخارجية أنطوني بلينكين ومديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور والكونغرس أنهم، بهذه الديناميكية يضرون اليوم بلبنان، أكثر بكثير مما يجلبون عليه المنفعة”.

“أسوأ من ترامب”

وتتجه كل الأنظار مجدداً إلى بايدن وإلى مدينة نيويورك هذا الأسبوع حيث يرتقب وصول قادة حوالى مئة دولة على الرغم من المخاوف المرتبطة بوباء كورونا، لحضور الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة. موقع “بوليتيكو” (politico) الأوروبي نشر أن الاهتمام “سيتركز على بايدن، الزعيم المثير للجدل بشكل متزايد للبلد المضيف”.

وبحسب الموقع، “سيقترح الخطاب المنتظر لبايدن طي فصل عشرين عامًا من الحرب وفتح فصل من الدبلوماسية المكثفة من خلال حشد الحلفاء والشركاء والمؤسسات للتعامل مع تحديات العصر: جائحة كورونا وتغير المناخ والتقنيات الناشئة والتجارة والاقتصاد والاستثمار في البنية التحتية النظيفة وغير الفاسدة والمعايير العالية والنهج الحديث لمكافحة الإرهاب والمنافسة الشديدة مع القوى العظمى لكن من دون الانزلاق في أتون الحرب الباردة الجديدة. (…) وسيتناول بايدن قضية أفغانستان مباشرة، من خلال الإصرار على أن الانسحاب الكامل هو الخيار الوحيد المعقول، ويسطر السعي لدبلوماسية أميركية هادفة وفعالة ومكثفة (…) لحل المشكلات التي لا يمكن حلها بالقوة العسكرية”.

أخيراً، توقع تحليل “بوليتيكو”، أن يعتبر “كبار قادة الاتحاد الأوروبي وفرنسا أن بايدن يقوم بعمل أفضل بكثير في إثارة غضب الحلفاء بدلاً من لمّ شملهم، على خلفية التحالف العسكري الجديد مع المملكة المتحدة وأستراليا (…) وهم يتهمون بايدن الآن بعدم الولاء وتقويض التحالف عبر الأطلسي، ويشيرون إلى إهانة لا يمكن تصورها تقريبًا: إنه أسوأ من دونالد ترامب”!

المصادر:

politico
washington examiner
spectato rworld

شارك المقال