“حزب الله” لـ”لبنان الكبير”: جعجع قاتل ولن نقبل بأقل من إزاحة بيطار

محمد شمس الدين

كادت الحرب الأهلية تشتعل من جديد، ولربما القدر هو أن يكون الحدث دائماً من عين الرمانة، فتظاهرة الثنائي الشيعي السلمية تحولت مجزرة تحت رصاص القنص، فيما كان الهدف إيصال رسالة إلى مجلس الوزراء والقضاء وكل من يعنيهم الأمر أن المحقق العدلي طارق بيطار غير مقبول به لأنه يسيّس التحقيق، فماذا سيكون الهدف بعد اشتباكات الطيونة؟ وما هي خطوات حركة أمل و”حزب الله”؟ وهل “تطيّر” الحكومة على وقع رصاص القنص؟

“حزب الله”: جعجع يعيد أمجاده الإجرامية

الخيارات مفتوحة، هذا ما يؤكده مصدر في “حزب الله” لموقع “لبنان الكبير”، و”لا عودة إلى الحكومة أو المشاركة في الجلسات قبل أن يطرح موضوع القاضي بيطار على جدول الأعمال، بل يجب أن يكون أول بند، وما لم تتبنَّ الحكومة موقفاً واضحاً ليس أقله استبدال القاضي بيطار وتنحيه، ليس لدى الحزب أي موضوع آخر على جدول الأعمال”.

بالنسبة إلى الكلام أن القوات خلقت معادلة ردع مع الحزب، “ردع غير مسبوق هذا، بارك الله بسمير جعجع” يعلق المصدر ساخراً، ويضيف: “هذا كلام لا يستأهل الرد، هو قاتل، والقاتل لا يخلق معادلات ردع، سمير جعجع قاتل، هذا لبوسه وتاريخه منذ اللحظة الأولى لوجوده السياسي، هو قام على الدماء، وبالتالي غير مستغرب أن يرتكب مجزرة مثل هذه، هو فقط يستعيد أمجاده الإجرامية”.

من ناحية أخرى، يؤكد المصدر أن أي تلكؤ بتسليم القتلة أو القبض عليهم أو محاسبتهم، سيعني أن المعنيين شركاء بالجريمة، من قضاء وأجهزة أمنية ومسؤولين.

خواجة: لتنحية بيطار وهو أيضاً مسؤول

عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة أكد أن “تربع بيطار على عرش التحقيق أصبح غير مقبول، تحديداً بعد المجزرة الدموية التي ارتكبها حزب القوات اللبنانية ضد المسالمين في الطيونة، والتي أدت لاحقا إلى اشتباكات”.

ويشير خواجة إلى أن الثنائي “حزب الله” وأمل يعتبران أن “أداء بيطار في التحقيق خلال الأشهر الماضية مسيّس واستنسابي، لا يخدم مصلحة قضية أهالي الشهداء ومعرفة الحقيقة، وإضافة إلى ذلك هو أصبح يهدد الاستقرار والسلم الأهلي، وما حصل بالأمس هو من تداعيات مسار بيطار، هناك 7 شهداء وعشرات الجرحى”. ويضيف: “تضررت صورة لبنان، فسابقاً كان يُقال أنه صحيح أن البلد يعاني من أزمات متراكمة في أكثر من مجال ولكن الوضع الأمني جيد وأكثر من مقبول، هذه الصورة اهتزت أمام اللبنانيين والعالم، وبالتالي لا يمكن أن يمر هذا الموضوع مرور الكرام، القتلة يجب أن يسلموا ويحاسبوا وتُنزل أشد العقوبات بهم”.

جشي: مسار بيطار فتنوي

كلام خواجة أكده عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي، الذي أشار إلى أن “الأمر واضح، القوات تورطت، والثنائي سيذهب بالمسار القانوني للجريمة إلى الآخر لمحاسبة القتلة”.

ويضيف: ” نحن نعرف متى نقاتل، لكن مستحيل أن نقاتل في الداخل، هذا البلد للكل، وسيبقى للكل، وإذا أراد أحد ما المشاغبة، يجب أن يوضع له حد ويحاصر من اللبنانيين”.

وعن موضوع المحقق العدلي طارق البيطار، اعتبر جشي أنه “ساهم في الوصول إلى ما وصلنا إليه، وكانت هناك توقعات بحصول فتنة بسبب مساره، لكن لم يكن هناك أي توقعات أن يكون بهذه الضخامة والإجرام، ولذلك هناك إصرار أكثر من قبل على تنحيته، والعمل على ذلك في مجلس الوزراء”.

الحكمة، مبدأ لا يتمتع به أغلب الزعماء في لبنان، وتحديداً الـ”أوعى خيك”، دعم مطلق لقاض أضاع البوصلة، وحول القضية إلى شعبوية بدل أن تكون الحقيقة، هذا إذا ما تم افتراض حسن النية وأنه لا ينفذ أجندات سياسية.

اليوم هناك مسؤولية دماء شهداء الطيونة، تضاف إلى شهداء المرفأ، وعلى السلطة التنفيذية تحمل مسؤولياتها، إما لتبديد الهواجس أو ضبط الوضع المتأزم، وهناك قتلة يجب أن تتم محاسبتهم ومحاسبة من حرضهم وأعطى لهم الأمر، وإلا ستُعاد عقارب الساعة إلى الوراء، ولن يسلم الوطن في لحظة تخلٍ قد تُفتقد فيها الحكمة.

شارك المقال