fbpx

كونت التيار الحر يحقق انتقامه من لبنان

محمد شمس الدين
تابعنا على الواتساب

إفرح يا شعب لبنان العظيم، العهد القوي يعدّد إنجازاته التي ستُسجل في التاريخ الحديث، ففي لقاء مع المرشحة بالتزكية، مستشارة الكهرباء الأولى التي لو كان توماس إديسون حياً لوضع صورتها إلى جانب سريره، وزيرة الطاقة السابقة ندى البستاني التي كانت تبتسم خلال تعداد أوهام انجازات تيارها السياسي، ولربما كانت المرة الأولى يكون هدف عون وعهده وتياره بهذا الوضوح، وهو الانتقام من اللبنانيين، الذين لم يسيروا معه بحروبه العبثية.

‎عاد حامي الحمى، المقدام، البطل، المنتصر في معركة 13 تشرين، ميشال قلب الأسد عون عام 2005، بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، عاد ليزأر من مطار الرئيس الشهيد الدولي: “اسكتوااااااا”. فرح مناصروه يومها، فما زال صوت الذي هرع إلى السفارة الفرنسية يصدح عاليا، لكنهم لم يعلموا أن هذه الكلمة ستكون عنوان المرحلة… نعم اصمتوا، ممنوع التكلم بحضرة المبجّل المنزّل، الذي اختارته آلهة صدف الأرجوان ليحقق حلم اللبنانيين. ممنوع مساءلته، ممنوع الاعتراض على توريث الصهر، ممنوع حتى مطالبته بتطبيق الدستور، فهو لم يأتِ من أجل بناء وطن، كل ما يسعى إليه هو الانتقام، هو يريد الانتقام من اللبنانيين، معاقبتهم لأنهم رفضوا أن يكونوا ذخيرة حروبه العبثية، لذلك لم يجد نفسه في معسكر ١٤ آذار، لكون نواة الأخيرة الأساسية هي تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، الحريصان على دستور الطائف، فبحث الجنرال عن حليف قوي لم يحبّذ الطائف يوما، فوجده في حزب الله، الذي تقاطعت بعض مصالحه مع نيرون عصره.

من هذا المنطلق، بدأ معركته ضد رعاة الطائف، فأصبح بالمفهوم العوني؛ الحزب الاشتراكي سارق أجراس كنائس المسيحيين، وتيار المستقبل داعش ببدلات، وحركة أمل ميليشا الدولة، مصطلحات لعب عليها تيار “غوبلز” لتعلق بعقول اللبنانيين، كي يهاجم هذه الأحزاب من دون أي رادع.

وصل عون إلى سدة الرئاسة، وهدفه واضح وهو الانتقام، ليس فقط من رعاة الطائف السياسيين، بل يجب معاقبة كل مواطن يؤمن بالطائف، لذلك حاول عون السيطرة قدر الامكان على جميع القطاعات، والتي لم يقدر له السيطرة عليها وضع فيها خلية عونية هدفها التدمير عبر التعطيل، ٣ سنوات كانت كافية ليدمر البلد. وإن كان لم يجاهر بها علنا سابقا، اليوم يقولها بالفم الملآن: “لقد أنهينا الحريرية السياسة، وحاصرنا الزعامة الاشتراكية، وجعلنا من مجلس النواب باش كاتب لا تقرّ قوانينه في السلطة التنفيذية”، هذا ما تسوقه الماكينة العونية لجمهورها.

يجب أن يفرح العوني حتى لو كان جائعا لا يستطيع دفع كلفة طبابته، حتى لو كان يعيش برد الشتاء بسبب غياب الكهرباء والمازوت، حتى لو أن بلده أصبح في قعر الديبلوماسية بعد أن كان رائدها. نعم يجب أن يفرح لأن قائده وعده بأن يدمر البلد من أجل أن يعيد إعماره من دون قوى الطائف. سيبني لهم بلدا على شاكلة سدود تعبئة الجيوب التي كانت حضرة المستشارة المبتسمة وزيرة لها.

لم يكفِ اللبنانيين ذلك التصريح بالأمس، لذلك خرج عليهم ولي العهد، وينستون تشرشل لبنان، نعم هو كذلك أو على الأقل يتكلم مثله، فهو انتصر على الاسرائيليين والسوريين وداعش والآن يستعد لمحاربة الإيراني حسب زعمه. لكن أهم ما قاله جون كونور البرتقال أنه ثبّت التصريحات في اللقاء الانتخابي مع مستشارته، وهو عاد إلى معزوفته الشهيرة “ما خلونا” لكنهم استطاعوا تفكيك المنظومة، نعم لقد فككوا المنظومة المالية والاقتصادية، وفككوا المنظومة الخدماتية والمعيشية، وفككوا كل معاني المواطنة والحياة، ولذلك فعلا هذا العهد “قوي”، هو كالانفلونزا الاسبانية أو الطاعون الأسود، اللذين فتكا بالأوطان، وقتلا شعوبها.

يبدو أن رئيس جهنم متأثر بقصة “كونت دو مونتي كريستو”، الرجل الذي خانه أقرب الأقربين، وعاد لينتقم منهم، وكون الجنرال توهم أن الشعب اللبناني كله خانه، عاد كونت التيار الوطني الحر ليعذبه بجهنمه، “ويلي مش معاجبو يهاجر”.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال