10 مقاعد للحزب في البقاع الشمالي… والخرق رهن التحالفات! 

راما الجراح

وكأنه لا انتخابات بعد 4 أشهر، لا حماسة ولا تحضيرات كباقي المناطق اللبنانية تُبشر بالتغيير، الأمور محسومة لجهة واحدة كانت وستبقى مسيطرة، وتحاول جاهدةً هذه المرة لتفادي خرقها من أي جهة سياسية أخرى، فرؤيتها معارضة حتى للتنوع والتغيير، وويلٌ لمن يقول غير ذلك. في منطقة البقاع الشمالي، قضاء بعلبك – الهرمل، هناك 10 مقاعد نيابية (6 شيعة، 2 سنّة، 1 كاثوليك، 1 ماروني)، وقد اعتاد “حزب الله” الذي يعتبر مسيطراً بشكل تام على هذه المنطقة الفوز بالمقاعد العشرة على النظام الأكثري، لكن عام 2018 استطاع “تيار المستقبل” بالتحالف مع القوات اللبنانية تشكيل خرق بنائبين في اللائحة والذي يسعى الحزب إلى تفاديه في الانتخابات المقبلة مستغلاً الخلاف القائم بين المستقبل والقوات.

ويشير مصدر مطّلع على الانتخابات لـ”لبنان الكبير” إلى أنه “على ما يبدو هناك ما بين 4 و5 لوائح محتملة كالدورة الإنتخابية السابقة عام 2018، لائحة “حزب الله”، ولائحة مضادة للقوات اللبنانية، وليس هناك أي معلومات مؤكدة عن تحالف بينهم وبين تيار المستقبل في هذه المنطقة، أو أن المستقبل سيرشّح أحدهم، لكن الأكيد أن القوات اللبنانية تحتاج إلى شخصيات سنية لتضعها ضمن لائحتها، إضافة إلى لائحة للمجتمع المدني، ولائحة للمستقبل، وترجح التوقعات أن الخرق يمكن أن يحصل في المقعد المسيحي ليس أكثر، أي أن الحزب من المتوقع أن يحصل على 9 مقاعد من 10 في قضاء بعلبك – الهرمل، وتحصل المعركة على المقعد المسيحي وطبعاً من المرجح أن يذهب للقوات”.

ويتابع المصدر أنه “من المرجح حتى الآن أن انطوان حبشي خارج المعادلة وعلى الاغلب لن يجددوا ترشيحه خلاف ما يقال في بعض المجالس الضيقة أنه المرشح المسيحي الوحيد عن المقعد الماروني، وهناك جو لامبالاة في الشارع بالنسبة للانتخابات، لكن هذا لا يعني أن الناس لن تصوّت في الإنتخابات، كالعادة أهالي هذه المنطقة دائماً في اللحظات الأخيرة يصوّتون بفعل أمور مادية أو عقائدية، وذلك بهدف شد العصب في مكان ما، وهذا كله في حال حصلت الانتخابات في موعدها، حيث أن فرص حصولها ضئيلة ولا يوجد وضوح بالمعلومات من وزارة الداخلية بالتجهيز للانتخابات وهناك توجه كبير لتأجيلها”.

ويضيف المصدر أن “هناك عدداً من الشخصيات لديها نية الترشح ممن يسمون أنفسهم بالمجتمع المدني، الوجوه نفسها التي ترشحت عام 2018 مع إضافة بعض الأشخاص بحجة التغيير ولا أتوقع أن يكون لهم خبز في المنطقة، ويجب أن لا نغض النظر عن العنصر الأمني الذي يعتبر عاملاً أساسياً في تحديد بوصلة الإنتخابات، من ناحية وجود تفلت للسلاح من جهة، والغياب الكامل للدولة من جهة أخرى”.

من جهة أخرى، يؤكد أحد الناشطين السياسيين في منطقة بعلبك أن هناك فوضى قائمة بالنسبة إلى الانتخابات النيابية المقبلة، وحتى هذه اللحظات “حزب الله” غير مستقر في هذا القضاء لأنه يريد تغيير من 5 إلى 6 مرشحين في لائحته، وتتردد أصداء أن هناك نية لترشيح شاكر البرجاوي في لائحته عن المقعد السني، أما بالنسبة إلى “تيار المستقبل” فيحاول تشكيل لائحة، لكن لم يحسم قراره بعد في حال سيبني تحالفا مع القوات أم لا، لكن من المتوقع أن يكون هناك تحالف بينهم بفعل مواجهتهم للحزب ليحاولوا نيل مقعد أو اثنين كحد أقصى، وإلا لن يتمثلوا في هذه المنطقة”.

ويؤكد أن “كل المعلومات حتى الآن تشير إلى أن انطوان حبشي سيبقى مرشحاً عن المقعد المسيحي، لكن هناك ضبابية في التأكيدات، ويُحكى عن توجهات من تيار للمستقبل لترشيح أحمد وهبي، وهو عضو المجلس الشرعي في دار الفتوى، فيما المرشح الثاني غير معروف حتى الساعة في حال أراد المستقبل عدم الإبقاء على النائب بكر الحجيري. من ناحية أخرى، هناك كلام عن معركة قاسية وطاحنة بين “حزب الله” والقوات اللبنانية في البقاع الشمالي، لكن بلا مواربة في حال لم يكن هناك تحالف بين القوات والمستقبل لن يصلوا حتى إلى الحاصل الانتخابي، وبالتالي سيفوز “حزب الله” بالمقاعد العشرة”.

ويرى المصدر أن “المرشح الثابت حتى الآن في لائحة “حزب الله” هو حسين الحاج حسن، بالإضافة إلى الدكتور علي المقداد، وأن هناك فرضية تقول إنه من الممكن أن تتحالف القوات مع المجتمع المدني، وبالتالي لا يمكننا أن ننسى أنه في انتخابات 2018 كانت نسبة اقتراع المسيحيين في البقاع الشمالي 100%، ويُذكر بأن القوات بدأت العمل في المنطقة وأجرت سلسلة لقاءات ومشاورات مع عدد من الشخصيات الشيعية والسنّية المستقلة، بهدف تشكيل لائحة متكاملة يمكن من خلالها الوصول إلى الحاصل الانتخابي، بالإضافة إلى أن هناك معلومات عن تواصل القوات مع بهاء الحريري الذي أبدى رغبته في خوض الانتخابات عبر 20 مرشحاً في كل لبنان”.

شارك المقال