“الدوري” في اجتماع بعبدا: الرئيس الغافي عن الكبتاغون!!

الدوري
الدوري

يدور”الدوري” ويلف لكن مرجوعه يبقى دائماً إلى قصر التلة. الطاووس كل يوم عنده قصة وعنده جمعة واجتماع لقضية ما. من لما انشغل النسر بالدوران حول العالم لتأمين الخير لأهله، صار الطاووس المحاط بسرب غربان يحسب نفسه حاكماً بأمره، له الطاعة وعلى الجميع الانحناء أمامه.

سمع “الدوري” الذي يحب نقر حبوب الرمان حين تتفتح الأكواز، أن ثمة رمانا لبنانياً جديداً محشواً بحبوب بيض “تطيّر عقل” من يتعاطاها. وسمع أيضاً أن “رمان الكيف” صادرته دولة صديقة وقفت مع دولة الطاووس دائماً وقدمت لها الكثير. الدولة الصديقة بل الشقيقة غضبت وقررت حفاظاً على سلامة أهلها أن تمنع كل الخضار والفاكهة الآتية من لبنان.

علم “الدوري” أن “قصر التلة” سيشهد اجتماعاً حاسماً يضرب فيه الطاووس على الطاولة ويقول: هذه إجراءات أريدها فوراً ليس فقط لإرضاء الدولة الشقيقة فتتراجع عن قرار منع الصادرات الزراعية اللنانية، وهو قرار يكلف الكثير لآلاف العائلات، بل أيضاً لأن التهريب والإتجار بالمخدرات أمران معيبان بحق أي دولة لديها ذرة كرامة.

فإلى هناك، طار “الدوري” وحط عند بوابة القصر، وإذ بالرئيس حسان دياب والوزراء في حكومة تصريف الأعمال الدفاع والداخلية والبلديات والمال والخارجية والمغتربين والزراعة والاقتصاد والتجارة والصناعة، والمدعي العام التمييزي وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية والجمارك وعدد من المعنيين في القطاع الزراعي من مزارعين ومصدرين.

دخل “الدوري” خلف آخر ضيف، من دون أن يلحظه صيادو القصر وغربانه. وفي قاعة الاجتماع انتظر كالآخرين حضور “فخامة الرئيس”. حضر فعلاً وكأنه لم يحضر. رأى “الدوري” الدهشة على وجوه الجميع. الرئيس غير عارف بـ”حبوب الكبتاغون”. اجتماع “واضح من عنوانه” قال “الدوري” بتهكم موجع، ونتيجته واحدة “رفع عتب”، بعد حجم الضغوط التي تعرض لها الرئيس جراء صرخات المزارعين والعاملين في هذا القطاع والاقتصاديين الذين لمسوا كارثة ستجتاح لبنان جراء قرار السعودية.

ران الصمت على الجميع. نظرات مشوشة في القاعة، بعض الكلام من دياب، وخطاب انشائي من ميشال عون، وسجال ورمي مسؤوليات بين وزيري الاقتصاد والزراعة. لاحظ “الدوري” غياب اللواء عباس ابراهيم، فيما فضل غالبية قادة الأجهزة الأمنية عدم الحديث. يا حبذا لو يسجل اللواء عثمان مداخلة حامية، موجهاً الموضوع إلى ما هو أبعد من قضية رمان مظهراً أن التهريب قضية أكبر خصوصاً تجاه موضوع المعامل في الحدود. فلقوى الأمن خبرة واسعة في هذا الملف، وخلال سنوات وتحديداً منذ العام 2017 استطاعت أن تضبط بالتعاون مع مكاتب مكافحة المخدرات في دول أخرى أكثر من نصف مليار حبة كبتاغون، فضلاً عن ضبط أطنان من الحشيش التي لم تتلف بعد، وتوقيف أكثر من 17 ألف شخص ينشط في ملف المخدرات، وآخرهم حسن دقو الذي يعتبر أكبر تجار حبوب الكبتاغون في المنطقة. لا يخفي الدوري خشيته من أن يتم التدخل لإخراج دقو من السجن.

في الاجتماع تطرقوا إلى موضوع السكانر الغائب عن المعابر الحدودية البرية والبحرية والجوية، فوعد وزير المال بأن تكون متوافرة خلال 3 أو 4 أشهر، حيث ستتم على طريقة BOT، خصوصاً أن هذ القرار اتخذ منذ سنوات ولا يزال عالقاً في الديوان المحاسبة.

سأل “الدوري” نفسه: ماذا عن الجمارك؟ لكنه تذكر صديق له قال له أن جمارك لبنان ليس لديهم أوراق يطبعون عليها، فهل سيقدرون على ضبط فالتة تحميها ميليشيات حاكمة وأقوى من الدولة.

طار “الدوري” بعيدا متألماً مما شاهد وسمع. لكنه أراد معرفة قصة هذا الرمان، فقصد صديقاً له يعرف أسراراً كثيرة، فقال له: قصة شحنة الرمان أتت شبه واضحة. دخل الرمان من سوريا بشحنة أو اثنيتن على أساس أنه للاستهلاك المحلي اللبناني. أطنان من الرمان دخلت فيما 2% منه تقريباً كانت محشوة بالمخدرات. بعد دخول هذا الرمان إلى لبنان براً، ارتأت المافيا تحويله إلى لبناني المنشأ، للاستفادة من أمرين: الأول تسهيلات من الجمارك لتصدير كل المنتوجات اللبنانية؛ وثانيا، لأن المنتوجات السورية ممنوعة من التصدير بظل قانون قيصر. أوجدت المافيا شركة وهمية وسجلتها عبر غرفة التجارة والصناعة، ثم “كسبت” توقيع وزارة الزراعة ليكون الرمان لبنانياً، وبعدها نقلت إلى المرفأ ليتم تصديرها في وضع مشبوه إلى الخليج، وسط تساؤلات عن كيفية مرورها من المصنع، وعن كيفية تمرير نشوء شركة وهمية وتوقيع وزارة الزراعة على لبنانية منشأ شحنة رمان في بلد لا ينتج يصدّر الرمان أساساً.

ختم الصديق المطلع قائلاً: “التحقيقات قضية الرمان من السهل الوصول إلى خواتيم لها، لكن موضوع التهريب ملف كبير، والحل بسكانر أو نشر قوات دولية على الحدود، أو بتسليم المعابر بأكملها لشركات أجنبية ويكون التواجد اللبناني الأمني للتدخل”.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً