متى نجد “الشنكاش”؟

فؤاد حطيط
فؤاد حطيط

… أما “الشنكاش” فهو ضائع فعلاً وليس قولاً فقط. لا نسب ولا جذر له في معاجم اللغة، ولا يقربه لفظ سوى الشنكليش لكننا ندخل عالم الأكل ونبعد عن حالات الحيرة والخيبة.

ويبدو الشنكاش صناعة لبنانية مئة في المئة، لأنه يبقى ضائعاً. لم يجده أحد بعد ولن يجده أحد لاحقا.

الشنكاش اللبناني يمكن ان يأتي مسبوقاً بـ”ضاع” أو بـ”عم فتش عالـ”، لكنه يصير أهضم إذا سبقه “محروق سلاّفي” فيصير أقرب الى الفهم. “محروق سلاّفي عم فتش عالشنكاش” ويمكن إضافة “ما تتعاطي معي” فتكون الصورة أوضح لبنانيا.

المعنى مرتبط بماهية “السلاّف” المحروق. فللكلمة جذر في اللغة بين سَلَف وسَلّف، والأهون اعتبارها “الأسلاف” فيكون المرء محروقاً من زمان… يعني مضيع الشنكاش من جذور شجرة العيلة.

فالشنكاش اللبناني ضائع فعلاً منذ بدء شجرة الوطن. ضاع في “حوادث الستين” عام 1860. وضاع في المتصرفية. وضاع في “لبنان الكبير” في الميثاق الوطني وفي أحداث 1958. وضاع في “حرب السنتين” وما لحقها من حروب… وما زال ضائعا.

هو الحقيقة من وجهة نظر شخص أو جماعة ضد وجهة نظر شخص آخر وجماعة أخرى. ولو اتفق على ماهية واحدة له لكان بالإمكان “وضع تاريخ موحد لـجماعات” هذا الشعب.

للمسلمين شنكاش وللمسيحيين شنكاش. للشيعة شنكاش. للسنّة شنكاش. للموارنة شنكاش. للأرثوذوكس شنكاش. يعني شي 18 شنكاشا تحرق سلاّف اللبنانيين كل يوم.

مثلا اليوم من يجمع اللبنانيين على “شنكاش” واحد في مواضيع الدولار والودائع والمصارف، والمرفأ والطيونة، حكومة ميقاتي وفيتو “الثنائي”، العهد والتمديد…

ضاع العمر يا ولدي وما لقينا الشنكاش.

شارك المقال