أوميكرون يهيمن على العالم عشية 2022

حسناء بو حرفوش

أثبتت التطورات الأخيرة أن أي تنبؤ بموعد ثابت لنهاية جائحة كورونا عبثي حتى الآن. وعلى أعتاب العام الجديد، ترجح الاحتمالات هيمنة سلالة أوميكرون على مستوى العالم عشية العام 2022. وزاد متغير “أوميكرون” الجديد والذي يتميز بالانتقال السريع بشكل كبير مقارنة بمتغير دلتا ومن المرجح أن يصبح السلالة المهيمنة لفيروس كورونا على مستوى العالم في العام الجديد، وفقا للخبراء المقيمين في سنغافورة.

ودعت منظمة الصحة العالمية العالم إلى التكاتف من أجل أنهاء الوباء في العام الجديد. لكن الخبراء المقيمين في سنغافورة قالوا إن الكثير يتوقف على مدى قوة متغير “أوميكرون” وأكدوا أنه من “غير المجدي” محاولة التنبؤ بموعد انتهاء الوباء (…) وعلى الرغم من ان الآثار المترتبة عنه لا تزال غير واضحة، إلا أن المؤشرات تظهر عدم السيطرة على الوباء بعد، وإلى أن تصبح جرعات لقاح كورونا الأولية والمعززة متاحة لجميع المؤهلين على مستوى العالم، يمكننا أن نتوقع ظهور متغيرات جديدة”.

ويبدو أن خطر الإصابة مرة أخرى بمتغير أوميكرون أعلى بخمس مرات مقارنة بالمتغيرات الأخرى كما أنه لا يبدو أكثر اعتدالًا من دلتا. ومن المحتمل أن يكون أوميكرون قد تسبب “بموجة كبيرة” من كورونا. ويراقب خبراء الصحة العامة البيانات الخاصة بخطورة أوميكرون وينتظرون المزيد من الأرقام الملموسة لتعزيز التقويم الأولي حول فعالية اللقاحات ضده. وفي هذا السياق، يشرح الدكتور ليم كيات، من جامعة سنغافورة، بأنه “من غير المجدي” محاولة التنبؤ بموعد انتهاء الوباء. في النهاية، لم تنته جائحة إنفلونزا التي بدأت عام 1918 أبدا، ووفقا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، ما زالت سلالات فيروس الإنفلونزا منتشرة منذ أكثر من قرن حتى اليوم. ونقل عن الدكتور قوله أن الطريق إلى الحياة الطبيعية سيتخللها تقلبات وطرقا مسدودة، وحتى انتكاسات في أماكن مختلفة من العالم.

كما نقل موقع “سي أن أن” عن خبراء الصحة أن المتحور الجديد سيطبع العام 2022 ببداية صعبة حيث تتزايد الإصابات وتكافح المستشفيات مع أكثر سلالات فيروس كورونا المعدية حتى الآن. وحسب عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون: “سيكون كانون الثاني شهرا صعبا للغاية. ويجب أن يستعد الناس لشهر قد يصاب فيه الكثير من الناس بالعدوى”. كما يتوقع زيادة أعداد المصابين بين عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، مشيرا إلى أن معظم الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح لن يصابوا بمرض خطير، لكن الحال لن تكون سهلة بالنسبة لغير الملقحين.

وقال الدكتور أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في أميركا، أن التجمعات الصغيرة للأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل آمنة، لكن على الناس تجنب الحفلات الكبيرة حيث لا يعرفون وضع جميع الضيوف. ولذلك أوصى بشدة بالابتعاد عن التجمعات هذا العام، مشيرا إلى أن السنوات المقبلة ستعطي فرصة للاحتفال (…) وأكد الأستاذ في قسم الأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة “فاندربيلت” الدكتور ويليام شافنر، إن التوصيات الجديدة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ستسمح للأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض بالعودة إلى العمل بشكل مبكر وبأمان وبمخاطر منخفضة للغاية. كما قام مركز السيطرة على الأمراض بتحديث فترة الحجر الصحي الموصى بها لأولئك الذين تعرضوا لشخص مصاب بكورونا. وبالنسبة لأولئك الذين لم يتم تلقيحهم، ولم يتلقوا جرعة ثانية من اللقاح لأكثر من ستة أشهر أو لم يحصلوا على جرعة معززة، يوصي مركز السيطرة على الأمراض بالحجر الصحي لمدة خمسة أيام مع استخدام القناع بشكل صارم لمدة خمسة أيام إضافية.

وأكد مركز السيطرة على الأمراض إن الأشخاص الذين حصلوا على جرعة معززة لا يحتاجون إلى الحجر الصحي إذا تعرضوا لكورونا، لكن يجب عليهم ارتداء قناع لمدة 10 أيام بعد التعرض للفيروس.

أخيرا وفي هذه الفترة الغامضة من عمر البشرية والأبحاث المستمرة حول فيروس كورونا ومتحوراته، يدعوكم “لبنان الكبير” للتحصن باللقاح ولاتباع توصيات منظمة الصحة العالمية وإرشادات الجهات المعنية وأهمها ارتداء قناع الوجه والحفاظ على التباعد الاجتماعي، حفاظا على صحتكم وصحة المحيطين بكم.

المصادر:

cnn
theweek

شارك المقال