التصالح مع الذات لحماية لبنان

حسان الرفاعي

بصرف النظر عن أسباب “استراحة” سعد الحريري ودوافعها، المعلومة أو غير المعلومة، الداخلية أو الخارجية، يمكن إبداء الآتي:

أن الطائفة السنّية لا تُؤلِّه سياسيّيها ولا تؤمِنْ بالاصطفافات الفئوية الضارّة بالوطن كما هي حال “الثنائيّة الشيعيّة” ورافعي شعار “أوعا خيّك” و”توحيد البندقيّة”.

اصبح بوسع كل واحد منا لام سعد الحريري على اخطاء، يُشهد للرجل جرأة الاعتراف بها اليوم، ان يقدّم ما عنده، فالساح استحالت امامه “سراح براح”

ولندع التاريخ ينصف سعد الحريري او يدينه.

يجب أن تشكّل “أخطاء” سعد الحريري خطوطاً حمراً أمام كل طامح إلى النيابة:

فلا “ربط نزاع” أو تساهل مع “حزب الله” الذي قَتَلَ …

ولا اقتراع لرئيس جمهورية لا يؤتمن على الدستور، رئيس منحاز الى محور أو الى فريق يعمل لجماعته ولطائفته، رئيس لا يقيم وزناً لوحدة لبنان الكبير ولمرتكزاته، رئيس لا يُؤمِن بالدستور الذي أقسم على حمايته.

ولا سكوت بعد اليوم على قانون الانتخابات الحالي أو أي قانون يفرز اللبنانيين قطعاناً ومذاهب أو أي قانون قائم على النسبية التي لا تستقيم في بلدٍ يفتقر مثل لبنان إلى أحزاب سياسية عابرة للطوائف والمناطق. فهل يسمع الحكيم؟

ولا اقتراع لأشخاص من فئة الانتهازيين الوصوليين المتلوّنين مهما رفعوا من شعارات!.

هكذا يمكننا القول اننا تعلّمنا من أخطاء الماضي.

مطلوب من الرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام أن يسعيا ودار الفتوى:

– إلى رفع راية الاعتراض في وجه أي رئيس حكومة يفرّط بصلاحيات الرئاسة الثالثة تحت شعارات “تدوير الزوايا” أو “الاعتدال” والتسامح، إِذْ لم ينفع انفتاح الرئيس رفيق الحريري الودّي والتّام، على السيّد حسن نصر الله بل فُجِّر الرجل على أيدي رفاق سماحته من دون أن يرف للأخير جفن…

– إلى استنهاض أصوات المقترعين السُنّة، ولو لمرّة واحدة، وحثّهم على المشاركة في الانتخابات وعلى نبذ كل أشكال التشرذم والأنانيات للحؤول دون وصول نواب متماهين أو متعاونين مع حلف الممانعة بمختلف أحزابها وتياراتها الإيرانية والسورية واللبنانية.

يُنتظر من مجموعات ثورة ١٧ تشرين أن تنظّم نفسها وتنقّي صفوفها من المتسلّقين وأن تبتعد عن كل أنواع الشرذمة وأن تَعِيَ أن مساواة اللبنانيين، كل اللبنانيين، في الحقوق والواجبات هي الأساس الذي لا يقبل استثناءات ولو كان لصالح من يدّعي التصدّي للعدو الصهيوني …

قيام الرئيسين السنيورة وسلام بالتنسيق مع الرئيس سعد الحريري وسماحة مفتي الجمهورية بتأليف وفدٍ لزيارة قداسة البابا فرنسيس لشكره على اهتمامه بلبنان، وطن رسالة وعيش واحد، وللتأكيد على رفض سنّة لبنان كل مشروع دولي يؤول إلى تقسيم الوطن إلى إمارات ومربعات ومناطق نفوذ على حساب وحدة لبنان الكبير.

شارك المقال