“التنمية والتحرير” تستذكر الرئيس الشهيد

محمد شمس الدين

17 عاماً مرت على الزلزال الذي هز لبنان، بل المنطقة بأجمع، في عملية اغتيال بشعة طالت الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الرجل الذي كان له الدور البارز في إنهاء الحرب الأهلية عبر اتفاق الطائف، ومن بعده إعادة الإعمار.

ترك الرئيس الشهيد أُثراً في كل لبنان وكل القوى السياسية المتعددة فيه، ومن بين هذه القوى كانت كتلة “التنمية والتحرير”، فماذا يقول نوابها، من الذين عايشوا حقبة الرئيس الشهيد، في ذكراه الـ 17 لموقع “لبنان الكبير”؟.

يشير عضو الكتلة النائب أيوب حميد الى أن أثر الرئيس الحريري يبقى شاهداً على الدور الذي كان يضطلع به في تلك المرحلة وخصوصاً بعد اتفاق الطائف وتوليه رئاسة مجلس الوزراء، وكان بالدينامية التي وُصف بها لا يترك فرصة إلا ويعمل من أجل مصلحة البلد وإعادة نهضته وتخليص اللبنانيين من الواقع المأزوم الذين عاشوه طيلة سنوات.

ويضيف: “يُشهد للرئيس الحريري أن هذه الدينامية لم تتوقف لحظة، وخصوصاً عبر علاقاته الدولية وعلى مستوى العالم، حيث كان ينتقل من مكان إلى آخر سعياً الى تثبيت واقع لبنان الجديد، وحرص على أن يكون لاعباً دولياً، حتى في إحدى المراحل الدقيقة من أجل الشقيقة سوريا، حيث لعب دور وزير خارجية لها عملياً خلال ما كان يقوم به وقتها. الأمر الآخر الذي يُشهد له فيه، هو حرصه على دور لبنان المقاوم، الذي كان يرى فيه فرصة لاستعادة حقه في أرضه وسيادته كاملة. وكان الرئيس الشهيد، طيلة الفترة التي تسنى له أن يمارس فيها عمله السياسي، إن كان رئيساً لمجلس الوزراء أو خارجه، يتميز بدأبه على تجاوز الخلافات بين الأفرقاء اللبنانيين ليصل إلى المشترك”.

ويستذكر حميد العام 2003، حين جهد الرئيس ليستفيد لبنان من ثروته النفطية، قائلاً: “كان لي شرف تسلم مسؤولية وزارة الطاقة في تلك المرحلة، وقد فُتح موضوع الثروة النفطية، وكنا قد بدأنا بإشراف الرئيس الشهيد بعمليات الاستكشافات، التي أظهرت أن هناك ثروة نفطية تتجاوز قيمتها الـ 40 مليار دولار، على سعر برميل النفط وقتها بين 24 و28 دولاراً، وأعددنا كل الدراسات والتحضيرات اللوجيستية، التي تمكننا في حينه من البدء بعمليات التلزيم والاستكشاف، ولكن للأسف كل تلك الجهود طويت لتبدأ مرحلة جديدة، وهذا دأب الكثير من الادارات والوزراء الذين تعاقبوا على المؤسسة المعنية، حيث يبدأون من جديد، وكأن الإدارة ليست استمرارية، ولو أُعطيت الفرصة في تلك المرحلة لكان الوضع يختلف جذرياً اليوم عما نعيشه”.

ويختم حميد: “الأماني أحياناً من الصعب أن تتحقق، ولكن بالتأكيد الرئيس الحريري رحمه له، كان يمكنه تجاوز العديد من المعوقات التي يعيشها البلد اليوم، من خلال علاقاته الخاصة التي نسجها مع قيادات عالمية، مؤثرة على صعيد المنطقة ولبنان”.

بدوره، يؤكد عضو الكتلة النائب قاسم هاشم أن هذه مناسبة على مستوى الوطن كله وبحجم الوطن، ويقول: “الرئيس الشهيد رفيق الحريري ترك كثيراً من بصماته في هذا الوطن، واستشهاده كان زلزالاً اهتز له لبنان، لأن من اغتيل هو قامة من قامات الوطن الذي لن ينساه لبنان أبداً، لا في اللحظات التي أنار بها دروب هذا الوطن بحضوره واعتداله، ولا بما كان له من وقع وأثر وبصمة في كل الحياة الوطنية، فرحيل الرئيس الشهيد ترك الكثير الكثير عند كل اللبنانيين من دون تمييز، وهم لن ينسوه مهما تقدم الزمن. وكل من عايش الرئيس الشهيد وعرفه في تلك المرحلة، يعلم حجم حضوره وعلاقاته الانسانية والأخلاقية والوطنية بكل ما يتعلق بهذا البلد وقضاياه وإنسانه، وهو يستحق فعلاً أن يكون من صنّاع هذا الوطن في أحلك الظروف وأدقها. ونفتقد في هذا الزمن تلك القامة التي كانت جاهزة في لحظة الأزمات لتفتش عن الحلول أينما كانت، في داخل الوطن وخارجه ووراء البحار وعلى مساحة هذا العالم، لذلك يفتقده اللبنانيون في كل مساء وفي كل لحظات حياتهم، ولنا الكثير الكثير من المحطات مع هذه القامة، التي لم تترك زاوية من زوايا الوطن، إلا واهتم الشهيد بها إنمائياً، وبكل ما تطلبه، وهذا ما كان في مرحلة الإنماء التي شهدت ازدهاراً في مرحلة حضوره، وكان يحرص على التواجد في كل مناطق لبنان من أجل تحقيق الإنماء المتوازن والعيش الكريم للمواطن اللبناني”.

ويضيف هاشم: “كم نحتاج إليه وإلى حضوره في هذه الأيام، ومهما قال البعض وحاول فلن يستطيع أن يفي هذه القامة حقها، وما قيل هو بعض من الوفاء لهذا الرجل، الذي كان رجل الوفاء لهذا الوطن وأهله وشعبه”.

أما عضو الكتلة النائب ميشال موسى فيرى أن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان زلزالاً أصاب لبنان، ويقول: “الرئيس الحريري لم يكن رئيس كتلة سياسية كبيرة، ولا زعيماً لطائفة فحسب، بل كان زعيماً وطنياً كبيراً، وبالتالي كان وقع اغتياله على مساحة كل الوطن. وكان يمتهن السياسة بامتياز، عبر علاقاته الدولية والمحلية القوية جداً، وأحسن إدارة البلد في زمن كان لبنان خارجاً لتوه من مرحلة الحرب الأهلية، التي كان له دور كبير في إنهائها عبر دوره في تحقيق اتفاق الطائف. وقد أحسن قيادة المرحلة، وعلاقاته مع الأفرقاء السياسيين اتسمت بالديبلوماسية والهم الوطني، ولا شك أننا ككتلة التنمية والتحرير علاقاتنا مع الرئيس الشهيد كانت أكثر من ممتازة، واليوم الكل يتذكر هذه القامة الوطنية الكبيرة التي خسرها الوطن، في ذكرى استشهاده”.

شارك المقال