أوضاع اللبنانيين في أوكرانيا سيئة… ولا خطوات جدّية من الوزارة!

راما الجراح

لعنة الخوف واللااستقرار ترافق اللبناني أينما ذهب، ولو كان هارباً من أعباء بلده وأزماته المتتالية وفساد سياسييه، وقلة حيلته في وطنه الأم، حتى وإن كان طلباً للعمل أو للعلم في بلاد الله الواسعة، ومنها أوكرانيا التي تضم أكثر من 4300 مواطن لبناني بين طلاب وعاملين لبناء مستقبل أضاعوا وجهته في لبنان ويبدو أنه يشارف على الانتهاء قبل نهايته، بعدما بدأت روسيا حربها على هذا البلد.

ومع ازدياد وتيرة الاشتباكات واحتلال روسيا منطقتين وضمّهما الى الأراضي الروسية، بدأت عمليات الغزو واحتدام القصف والهجمات على مناطق أوكرانية عدة حيث يتواجد مئات المواطنين اللبنانيين ولا سيما في منطقة خاركوف الحدودية مع روسيا، التي ازدادت أعداد الطلاب فيها في الآونة الأخيرة مع تفاقم الأزمة اللبنانية، على أمل إيجاد فرصة ذهبية في الغُربة.

محاولات عدة يقوم بها الطلاب للعودة إلى لبنان لكن غالبيتهم لا تملك ثمن تذكرة العودة التي تبلغ حوالي ٥٠٠ دولار أميركي، وبالتالي هم محتجزون في بلد أطلق صفارة الانذار وأعلن حال الطوارئ مع بدء الحرب، فيما السفارة اللبنانية في أوكرانيا خارج التغطية ولا تستجيب لاتصالات الجالية اللبنانية ونداءاتها، وسط جو من الهلع والخوف يسيطر على الطلاب.

وفي السياق، حاول موقع “لبنان الكبير” التواصل مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب للاستفسار عن الخطوات التي يمكن أن تتخذها الوزارة ولو من الناحية الإنسانية تجاه اللبنانيين في أوكرانيا، لكن سكريترة مكتبه أجابت بأن “معاليه لا يستطيع الرد على أي سؤال بسبب الضغوط فوق رأسه واجتماعاته المكثفة، وقد يصدر بيان في ما يخص اللبنانيين في أوكرانيا فانتظروا”. وبعد الإصرار على ضرورة الحديث مع الوزير لإيصال صوت أهالي الطلاب الخائفين على أولادهم، قامت السكريترة بتحويلنا إلى مكتب “الست نوال” من دون ذكر مركزها في الوزارة، لأنها تستطيع أن تُفيدنا بمعلومات، وعندما اتصلنا بها رفضت الاجابة عن أي سؤال، مكررة القول: “أعوذ بالله أنا ما بقدر أعطي ولا معلومة وما عندي شي احكيه”. ولدى سؤالها عن الخطوات التي يمكن القيام بها للطلاب الذين انقطع التواصل بينهم وبين ذويهم بشكل نهائي، أجابت: “ما في شي، عم نتواصل مع برا وما في ولا لبناني تعرض لشي”!

وفي وقت لاحق، صدر بيان عن وزارة الخارجية والمغتربين يدعو الى توخي الحذر، مع رابط مرفق لمن يود مغادرة أوكرانيا والتسجيل عليه فقط لا غير!

وأكدت عائلة أحد هؤلاء الطلاب من منطقة بر الياس في البقاع الأوسط “أننا فقدنا الاتصال مع ابننا منذ ساعات الليل ولا نعلم عنه أي معلومة، وهو متواجد مع مجموعة شبان وجمعيهم من الجالية اللبنانية في منطقة خاركوف على حدود روسيا، وعلمنا منه أن ليل البارحة كان قاسياً على منطقتهم وأن أصوات القصف كانت قريبة جداً منهم، وآخر ما قاله لنا انه سيحاول الانتقال إلى مدينة أخرى وإيجاد طريقة للخروج من أوكرانيا إلى لبنان”.

وأفاد مصدر مقرب من أحد أهالي اللبنانيين في أوكرانيا أن “السفارة اللبنانية في أوكرانيا اكتفت فقط بإعطاء توجيهات لأبنائنا بتوخي الحذر والحيطة، وهذه قمه المسخرة وعدم الاكتراث بأرواحهم. وهناك مطالبات من الأهالي بعودة أبنائهم بشكل فوري وآمن ومجاني، ولو كانوا يملكون المال لما خرجوا من وطنهم”.

شارك المقال