ارتاح الرئيس سعد الحريري من وحول السياسة وطبول الانتخابات التي تًقرع، لكن البعض، وعلى وجه التحديد “القوات اللبنانية”، لم ترتح، وتمعن في “دس السموم” في “عسل” مخاطبة جمهور الحريري، وتقمص “التقية السياسية” في استجداء أصواته، وتصويب إعلامها وأقلامها للنيل من الحريري، و”اللعب الخبيث” داخل بيت “المستقبل”، ومحاولة “دق أسافين” بين أبناء البيت الواحد، على شاكلة ما تًطل به صحيفة “نداء الوطن”، أو بالأحرى “نداء القوات”، من مقالات وخبريات، أقل ما يقال فيها: “إذا لم تستحِ… فاصنع ما شئت”.
قبل قرار الحريري، لم يستمع قائد “القوات” ومرشد “النداء” سمير جعجع إلى نصيحة الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري بـ”اللعب في ملعبه وعيش الاحلام التي يتمناها”، وآثر بعد القرار، الاستمرار في “سياسة شق الصفوف” بين الأكثرية السنية وقيادتها السياسية، والاصرار على التنسيق مع الأخوة في “تيار المستقبل” غصباً عن قرارهم الالتزام بقرار الحريري وتوجهاته، ظناً منه بأن الساحة قد أخليت له لـ”تزعم السنة”، وأن الأوان قد آن ليكون “مرشداً” لهم، أو “وصياً” عليهم، ربما تشبهاً بالأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، مرشد “جمهورية جهنم” التي يرأسها حليفه ميشال عون.
قلنا للحكيم آنذاك: “كما ترانا يا حكيم نراك”. ونكرر، أنه إذا كان من مكانة لـ “الحكيم” لدى الأكثرية السنية في يوم من الأيام، فقد كانت بفضل رجل لم يخلف العهد معه، اسمه سعد الحريري، وأعطاه في السياسة ما لم يعطه لأحد.
ونكرر أيضاً، أن جمهور “المستقبل” راشد بقيادة رئيسه ولا يحتاج “مرشداً”، على شاكلة جعجع، يهزأ منه بحركة من لسانه بأنه “بات خارج اللعبة”، ويتقاطع مع جبران باسيل على “الضرب بالحريري” وحجب ما سماه بـ “الميثاقية المسيحية” عنه، ويُحوّل الحريري و”المستقبل” إلى شماعة يعلق عليها كل ويلات حساباته السياسية الفاشلة!.
ثم بعد قرار الحريري، يستجدي “الحكيم” أصوات جمهور “المستقبل” كي يكونوا “وقوداً” لحسابات انتخابية تسعى إلى “كم نايب بالزايد”، وليس لمواجهة “حزب الله” الذي يعلم القاصي والداني، أن سياسات “القوات” في السنوات الماضية، ومن حيث تعلم جيداً، صبت في خدمة “حزب الله”، وسلمته بالاصرار “العدواني” على قانون الانتخابات بنسخته “الأرثوذكسية المقنعة”، “أكثرية قاسم سليماني” في مجلس النواب، وأعادت إلى يد الحزب “العصمة” لاعادة إنتاج نواب سنة في انتخابات 2018 كانت انتهت صلاحياتهم في انتخابات الـ 2005، وأهدته رئاسة الجمهورية برضوخ جعجع، مرشح الحريري و”١٤ آذار” للرئاسة، لمعادلة “حزب الله”: “عون أو لا أحد”، وإنسحابه من السباق الرئاسي لمصلحة عون، بـ”صفقة معراب”، تسليماً بالإتيان برئيس جمهورية لـ”حزب الله”، في خطوة قال فيها وهو يضرب “كؤوس الشمباين” مع عون وجبران باسيل في معراب، انها “تحمل الأمل بالخروج مما نحن فيه، إلى وضع أكثر أماناً”، فإذ بها تحملنا إلى “جهنم وبئس المصير”.
لكن، وبدل أن يتلقف “الحكيم” وقيادة “القوات” حقيقة موقف جمهور “المستقبل” منهم، آثروا الهروب من حقيقة هذه الوقائع السياسية إلى بعض “الفتات السني” للظهور بموقع من يملك الحيثية في الشارع السني، وذهبوا الى الترويج السخيف الذي لا يركب على قوس قزح، بأن “المستقبل” يشن حملة على “القوات” وحكيمها، وأن رموزه الإعلامية باتت مسيرة من قبل “حزب الله”، فقط كي لا يواجهوا “الحقيقة المرة”.
كان رد “المستقبل” على “القوات” على قاعدة “لكل مقام مقال”. وانتهى البيان آنذاك، لكن ما بات واضحاً للجميع في إعلام “القوات” ومنبرها “نداء الوطن”، أن قيادة “القوات” لا تزال مصرة على إدارة “الأذن الطرشاء” لكل الأجوبة والنصائح والحقائق، وتتوهم أنها قادرة على النيل من التيار وقيادته، وعلى “دق الاسفين” بين الحريري وجمهوره بمقال لرئيس تحريرها الزميل بشارة شربل، وبين الحريرية الوطنية ورموزها كالرئيس فؤاد السنيورة بمقال للزميل نجم الهاشم، أو بخبريات تضج بالكذب عن السيدة بهية الحريري والأمين العام أحمد الحريري.
أليس ما تقوم به “نداء الوطن” حملة على الرئيس الحريري و”تيار المستقبل” من خلال ما تنشره من “سموم قواتية”، كما لو أن “القوات” تخوض الانتخابات ضد الرئيس الحريري و”المستقبل”، وليس ضد “التيار الوطني الحر” أو “حزب الله”؟
ومنذ متى أصبح “القواتيون” خبراء في البيت الحريري، الى الحد الذي يُخوّل الزميل القواتي، نجم الهاشم، مد السجاد الأحمر وكتابة “ملحمة ذاتية” في الرئيس فؤاد السنيورة، فقط من أجل النيل من الرئيس سعد الحريري؟
ما هذا الدرك الذي وصلت اليه “القوات” في التعاطي مع الرئيس الحريري وتياره ورموزه وجمهوره؟!
ألهذا الحد تعمي بعض المقاعد النيابية البصيرة؟!
نصيحة جديدة لـ”القوات”، تواضعوا، وكفوا عن دس السموم في الدسم الحريري، و”خيطوا بغير مسلة!”.
المكتوب بمثابة رد على ما يُكتب للنيل من الحريري وتياره وليس حملة، لأن الحملة على الحريري “منكم وفيكم”، وما دمتم لن تضعوا لها حدوداً، فحدودنا بالرد مفتوحة، ومن يدق الباب سيسمع الجواب دائماً… وأبداً.