٧ أيار … اليوم المشؤوم للاعلام

راما الجراح

ما قبل ٧ أيار ليس كما بعده… عصيان وقطع طرقات، قنابل ورصاص، دماء، قتلى وجرحى، حواجز على الهوية تُنذز ببداية حرب أهلية جديدة، وميليشيا مُسلحة سقطت مقاومتها عندما صوّبت بندقيتها نحو الداخل واجتاحت بيروت وكأنها حيفا، وقتلت شركاءها في الوطن وكأنهم جنود العدو، ومجّدت بوقاحة فِعلتها !

عبد السلام موسى

يقول منسق عام الإعلام في تيار “المستقبل” عبد السلام موسى: “٧ أيار هو اليوم الذي سقطت فيه المقاومة بسلاحها، هو اليوم الذي تأكدنا فيه أن حزب الله ليس مقاومة ضد إسرائيل بل مقاولة ضد اللبنانيين أنتجت ٧ أيار في الداخل، وهذا الأمر تأكد بعدما تعهد حزب الله بإدارة أعمال إيران التخريبية في المنطقة العربية مثل سوريا والعراق واليمن”.

وعن اللحظات التي لا تُنتسى عندما تعرض للهجوم هو وزملاؤه في جريدة “المستقبل” ق ال:”جلست مع الزملاء (نصير الأسعد، قاسم خليفة، نبيل بو غانم، أيمن شروف، وعمر حرقوص) في الطابق الثالث في مبنى الجريدة تحت زخ الرصاص وقصف الآر بي جي وبدأ يمز شريط حياتي أمامي بسرعة أتذكر من خلاله أهلي وأحبابي بإنتظار اللحظة التي سيدخل فيها أحد المسلحين لقتلى… أيضاً لا أستطيع أن أنسى اللحظة التي وصلت فيها فرقة من الجيش اللبناني واعتقدنا أننا وصلنا إلى بر الأمان ولكن كانت المفاجأة أن أحد الضباط بدأ بشتمنا وطريقة تعامله معنا كانت لا تليق بقيادة الجيش اللبناني، كان المشهد مؤسف جداً، نحن الصحفيين العزل لم تكن لنا لا ناقة ولا جمل في أي شيىء ولكن كان واضحاً جداً أن ولاء الضابط كان لحزب الله ومتحيز له بشكل كبير”.

وأردف: “عندما حصل الهجوم كنت أنا وزملائي على شرفة الطابق الثالث ولاحظنا خلافا بين دورية الدرك المولجة بحماية المبنى وهمّوا بعدها لمغادرة المكان بعدها وبقينا نحن في المبنى من دون حماية، ولكن هذا الموضوع لم يثر عندنا أي خوف ولم نكن نتوقع أي هجوم على الجريدة بإعتقادنا أن الإعلام خط أحمر… عندما اجتاحت إسرائيل بيروت لم تتعرض لأي وسيلة إعلامية لا بالحرق ولا بالضرب ولا بالتسكير، وعندما أطلق عناصر حزب الله أول رصاصة على الجريدة تأكدنا أنه سقطت جميع المحرّمات وادرمنا تماماً اننا نتعرض لهجوم عنيف ولا ندري كيف ستكون نهايته… أطلقنا العديد من النداءات للقوى الأمنية والجيش اللبناني ولكنهم تأخرنا حوالي الساعة ونصف الساعة للوصول إلينا بعدما كان المسلحين قاب قوسين أو أدنى من اقتحام المبنى”.

ورأى أن “حزب الله” ومنذ لحظة استخدام سلاحه في الداخل اللبناني “لم يعد مقاومة ضد العدو بل ضد الشعب اللبناني، ومن بعد ٧ أيار لليوم تحول إلى مقاولةلدماء المشاركة بأعمال إيران التخريبية في الدول العربية”.

واستبعد موسى حصول ٧ أيار جديد لأن “حزب الله يدرك أنه ارتكب حماقة كبرى في ٧ أيار أدت إلى كشف صورته الحقيقة واستخدم سلاحه ضد أشقائه في الوطن الذين وقفوا معه ضد العدو الإسرائيلي وتحديداً نحن أبناء مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذين فتحنا بيوتنا للمقاومة وجمعنا التبرعات لهم”.

سحر الخطيب

الصحافية سحر الخطيب تقول لموقع “لبنان الكبير” ان “مرارة السابع من أيار ليس إعادة اكتشاف حزب الله كميليشيا، بقدر ما هي اكتشاف مأزق جميع اولئك الذين هالتهم خطورته، حيث لم تحرك دعوى واحدة أمام القضاء ضد انتهاكاته أو قتله المدنيين، أو تهديده السلم الاهلي، أو خرقه القوانين… وهكذا يُفترض أن تكون الذكرى مدعاة خجل جماعي، حتى وإن واراها البعض بعبارات إنشائية ما عادت تنفع لا سيما وقد بات حزب الله منفّذا لسوابع ايار اخرى أقوى واشمل في كل من سوريا العراق واليمن ودوماً تحت مسمى حماية خاصرة المقاومة… لسنواتٍ آثرت الصمت في هذه الذكرى، إذ أن إعادة إحيائها بنَفَس كربلائي تملأه الحسرات قد تنفع في لغة تحشيد حتى وإن غاب هدفه، لكنها لا تفيد قط في بناء دولة”.

أضافت: “الحقيقة إن ما فعله السابع من أيار لم يعد يقتصر على مروية مدينة تعاقبت على شوارعها كل الميليشيات، بل تعداه ذلك إلى اكتساب حزب الله بيديه الصيتَ الذي جهد سنوات لدفعه عنه”.

 واعتبرت “حزب الله خطرا على لبنان… المسلًمة الراسخة اليوم في أذهان الناس، أقله أولئك الذين ليسوا من ناس الحزب، قناعة ترسخت على مدى ثلاثة عشر عاماً وأتت نقيض شعارات حزب الله التي وعدت ذات يوم بأن “نحميكم بأشفار العيون”، وإن تناسينا فسحات الإفصاح الخجول في مسلك حزب الله التاريخي حول طبيعته، من تفجير سفارات وثكنات، إلى اغتيال قادة من اليسار، إلى اقتتاله مع حركة أمل”.

وختمت الخطيب قائلةً: “تعدّ صفحة السابع من ايار اعترافاً واضحاً لا لبس فيه بأن حزب الله انتقل من التلميح إلى التصريح بحيث انه وبين حساباته الإقليمية وقدسية احتفاظه بالسلاح، فإن كل أرض قريبة هي السابع من أيار، وكل قضية تمس سلاحه هي السابع من أيار، وإبان كل تهديد سيكون هناك ٧ أيار ولا همّ إن وقف الحزب في ضفة والله في ضفة أخرى”.

لا رغبة لأحد في إعادة عجلة الزمن إلى الوراء واستذكار ما حصل، ولكن شعب لبنان كلما مرّت عليه السنوات كلما زاد تعصبه لطوائفه على حساب سلامته وسلامة وطنه وهذا ما يعزز إشعارات الخوف دائماً من اندلاع ٧ أيار جديد أمام ولادة أي استحقاق سياسي جديد!

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً