عند الحديث عن الانتخابات النيابية المقبلة لا يمكن عدم التطرق الى حزب “القوات اللبنانية”، خاصة وأنه يعمل بشكل متواصل لدعم لائحته بشتى الطرق في مختلف المناطق اللبنانية، وتحديداً في المناطق ذات النفوذ السني الى حد أنه ينصّب نفسه بديلاً من السنة. بالطبع، اختلفت الأوضاع كثيراً هذ العام وشعبية “القوات” لم تعد كالسابق لا سيما بعدما خذلت أطرافاً عدة، واستفادت من أصوات التيارات الأخرى في الانتخابات الماضية ولم تقدم لها في المقابل شيئاً.
الى جانب كل هذا تبقى مناطق البقاع مهمشة الى حد كبير، وإمكان كسب الحاصل من سابع المستحيلات لدى “القوات”. فالحليف الذي قدم لها الحاصل في انتخابات 2018 لم يعد موجوداً، وقد تداركت أنها ستخسر من دون وجود “المستقبل” الى جانبها. ولكن كما هو معلوم بعد قرار الرئيس سعد الحريري العزوف عن الترشح والابتعاد عن الحياة السياسية لفترة مؤقتة، لبّت طائفته وجمهوره وكوادره النداء بحيث ستكون المقاطعة سيدة الموقف، اذ لا يريدون اعطاء الشرعية لـ “حزب الله” ولا للأطراف الأخرى بحسب اعتقادهم.
كما أكدت مصادر مطلعة لموقع “لبنان الكبير” أن “القوات تحاول اليوم إجتياح عرسال وكسب أصوات السنة من خلال تحقيق الحاصل الانتخابي، ولكن مهما حاولت فلن تتمكن من ذلك. فحظ القواتيين سيئ جداً هذا العام واختيارهم لمرشيحهم ليس موفقاً، بحيث أن وراء كل مرشح مشكلات فردية وعائلية قديمة، وفي الشأن العام يحاسب المرشح والمسؤول على كل خطأ صغير يتعلق به أو بعائلته. وعند النظر الى لائحة القوات يبدو إنزعاج العرساليين واضحاً فبعض المرشحين اشتهر منذ سنوات عدة بقطع الطرق وبتوصيف أهالي المنطقة بعبارات غير أخلاقية، اضافة الى من ساهم في خلق الخلافات ودفع قسم من الأهالي الى تركها وهؤلاء لا يزالون حتى الآن خارجها”.
ووفق معلومات خاصة، فان “وراء عدد من المرشحين في هذه اللائحة خلافات وانقسامات جوهرية، وهذه التجاذبات السياسية والعرسالية لن تجعل الأهالي يقدمون أصواتهم على طبق من فضة لمرشحي القوات خاصة وأن حصتهم من المشكلات عاشوها منذ زمن. اما بالنسبة الى مقعد النائب أنطوان حبشي فهذا العام شبه مستحيل ووضعه صعب جداً لأن هناك الكثير من التدقيق عليه وعلى مواقفه الأخيرة، وبالتالي من الصعب أن ينال المقعد النيابي مجدداً. واللائحة باتت شبه مكتملة وبانتظار الاعلان عنها في الأيام المقبلة”.
يبدو أن معركة “القوات” في عرسال شبه مستحيلة وهي تسعى بكل ما تملك الى تحقيق الحاصل وتجميع أكبر عدد من المقاعد، لكن الوضع على أرض الواقع اختلف كثيراً وبات واضحاً موقف العرسالي الرافض إعطاء صوته لأي طرف وتحديداً “القوات”. فما خطة “القوات” المقبلة؟ وهل سينجح رئيس الحزب سمير جعجع ومرشحوه في كسب صوت العرسالي؟