روسيا في مواجهة “جحيم العقوبات”

حسناء بو حرفوش

يواجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مأزقاً بحسب تحليل في موقع 19fortyfive الالكتروني الأميركي، خصوصاً على خلفية ما حدث في مدينة بوتشا الأوكرانية. ووفقاً للموقع، “بينما لا يزال التحقيق العاجل على قدم وساق في تقارير جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الروسية في أوكرانيا، بما في ذلك استهداف المواقع التاريخية والثقافية والمباني السكنية، إضافة إلى التقارير الجديدة التي تفيد بإعدام مدنيين أبرياء على أيدي القوات الروسية في بوتشا، يزيد اندفاع الغرب باتجاه فرض سلسلة من العقوبات الجديدة. فما هي هذه العقوبات؟

لقد انتشرت منذ السبت الصور الأليمة من بلدة بوتشا الأوكرانية والتي تظهر جثث المدنيين الأبرياء في الشارع. وبعد خمسة أسابيع من العمل العسكري المستمر في بوتشا، ألقى مسؤولون ومنظمات حقوقية باللائمة في مقتل عشرات المدنيين في المنطقة على القوات الروسية. وتحدث رئيس بلدية المدينة المذكورة أناتولي فيدوروك في مطلع الأسبوع عن منظر الجثث المنتشرة في شوارع البلدة، وقال في شهادته للإعلام: ان جثث الأشخاص الذين أُعدموا لا تزال متراكمة على طول شارع يابلسكا في بوتشا. وتبدو أيديهم مقيدة خلف ظهورهم بخرق بيضاء، وقد أصيبوا برصاصة في مؤخرة رؤوسهم. لذلك يمكن تخيل نوع الفوضى التي حلت هناك.

زيلينسكي يدين جرائم الحرب والمقابر الجماعية

وفي رحلة نادرة خارج العاصمة الأوكرانية الاثنين، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ضاحية بوتشا ليرى بنفسه الفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية. وأكد خلال جولته أن “هذه جرائم حرب وسيعترف العالم بأنها إبادة جماعية”. وتوقف الرئيس الأميركي جو بايدن عن وصف “جرائم الحرب” التي ارتكبتها القوات الروسية بأنها “إبادة جماعية”، كما كرر الاثنين أن بوتين “مجرم حرب” مصراً على وجوب محاسبته. وكجزء من الجهود المستمرة لمحاسبة بوتين، تستعد الولايات المتحدة وأوروبا لفرض عدد من العقوبات الجديدة ضد روسيا.

الولايات المتحدة وأوروبا في حالة تأهب

وأعلن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان أن الولايات المتحدة تخطط للاعلان عن تفاصيل عقوبات جديدة ضد روسيا في وقت لاحق من هذا الأسبوع، بهدف زيادة “الضغط” و”رفع التكلفة على بوتين وروسيا”. لكن سوليفان لم يوضح بالتفصيل العقوبات الجديدة التي سيتم تنفيذها. وهذا ما أكد عليه الرئيس بايدن من خلال القول انه “سيواصل إضافة المزيد من العقوبات”، ولكن مرة أخرى، لم يقدم أي تفاصيل حول ما ستترتب عليه تلك العقوبات الجديدة. ومع ذلك، ورد أن بعض دول الاتحاد الأوروبي يضغط على الكتلة السياسية لتنفيذ عقوبات جديدة ضد روسيا رداً على الفظائع التي ارتكبت في بوتشا وفي جميع أنحاء أوكرانيا.

ويؤكد ديبلوماسيون مطلعون على المناقشات أن المفوضية الأوروبية تدرس بالفعل إجراءات من شأنها أن تركز على سد الثغرات وجعل التهرب من العقوبات أكثر صعوبة. وتشمل الاجراءات الأخرى التي تنظر فيها المفوضية الأوروبية عقوبات على البنوك التي تم قطعها بالفعل عن نظام الدفع العالمي “سويفت” (SWIFT) وزيادة العقوبات على الأفراد وتعزيز العقوبات المفروضة بالفعل على تصدير التكنولوجيا إلى روسيا.

صور الأقمار الصناعية

وركز موقع صحيفة “لا ديبيش” الفرنسية على أن “صور بعض الأقمار الصناعية تناقض النسخة الروسية حول جرائم القتل التي ارتكبت في بوتشا، وتحديد توقيت حدوثها أثناء احتلال القوات الروسية للمدينة. وحسب تحليل صور الأقمار الصناعية لبلدة بوتشا التي تقع على بعد كيلومترات قليلة من العاصمة كييف، يبدو أن قتل المدنيين تم بالفعل أثناء احتلال القوات الروسية للبلدة، في تناقض مع رواية الكرملين.

ومن شأن هذه المعلومات أن تقوّض البروباغندا التي تعتمدها موسكو، بحيث أثبتت التحليلات الأخيرة لصور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها صحيفة “نيويورك تايمز”، الثلاثاء، أن الروس يكذبون عندما يقولون إن الأوكرانيين هم الذين نفذوا مذابح بوتشا. ويمكن بالفعل، من خلال هذه الصور التي التقطت في 11 آذار، رؤية الجثث في منتصف الشارع، بينما يزعم الروس أن رفات المدنيين هذه لم تكن هناك عندما غادروا في نهاية آذار. وبناء على تحليل “التايمز”، يبدو أن هؤلاء المدنيين قتلوا قبل أكثر من ثلاثة أسابيع.

إضافة إلى ذلك، يُظهر مقطع فيديو صوّره أحد أعضاء المجلس المحلي في 1 نيسان جثثاً عدة متناثرة على طول شارع يابلونسكا في بوتشا. كما تظهر صور الأقمار الصناعية التي قدمتها شركة Maxar Technologies أن 11 منهم على الأقل كانوا في الشوارع منذ 11 آذار عندما احتلت روسيا، كما تقول المدينة”.

شارك المقال