عندما يُصبح وليد جنبلاط هاجس “المُمانعة”

علي الحسيني

يبدو أن ثمّة إجماع أو قاعدة أساسيّة لدى حلف “الممانعة” اليوم، تقوم على أن كُل يوم يمرّ من دون إستهداف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط هو خسارة لكُل المحور، وتحديداً للحلفاء من المُرشحين الدروز في مواجهة مُرشحّي جنبلاط من البقاع الغربي إلى الشوف وعاليه وصولاً إلى بيروت.

من هنا جاء القرار “الإلغائي” بصبّ الحمم التحريضية على خطاب جنبلاط الذي ألقاه خلال المهرجان الذي أُقيم في احتفال مؤسّسة “العرفان” التوحيدية في السمقانية بعد أن هالهم المشهد الجماهيري، الذي جاء ليؤكد مرّة جديدة العرفان والجميل لزعيم الجبل ولشُعلة المسيرة التي حملها النائب تيمور جنبلاط، ليس طمعاً بالزعامة التي وُلد ونشأ في دارتها وتربّى على مبادئها، إنّما لمتابعة رسالة وتعاليم جدّه التي ورثها بالفطرة عن والدٍ سخّر على مدى عقود من الزمن الرياح السياسية للحفاظ على المكوّن الدرزي من خلال تثبيت الإستقرار في لبنان.

ويبدو أن كشف جنبلاط عن التحضير لمُخطّط يهدف إلى عملية إغتيال سياسية عن طريق إستهداف الزعامة الجنبلاطية، والذي يُدار من خلف الحدود ومن داخله قد فعل فعله بعد أن حشر “الممانعة” في خانة الإتهام المُباشر، وذلك وفقاً للقاعدة الأمنية التي تقول بأن “تعطيل المُخطط يكون من خلال الكشف عنه”. وهذا ما أراد جنبلاط فعله حين أعلن على الملأ عمّا يُحاك ضد مسيرة تيمور جنبلاط حتّى ممن يُفترض أنهم مؤتمنون على أن الجبل ووحدته ومن هم أبناء جلدة تيمور الوطنية والطائفيّة.

جنبلاط الذي كان في العام 2019، ومن المكان نفسه، قد ختم كلمته بالقول: “إن الثروات مهما علت، لن ترد الأكفان عنا، ادفنوا أمواتكم وانهضوا”، أطلّ هذا العام ليؤكد على مسيرة الشهادة التي رسمها الشهيد كمال جنبلاط من خلال الكشف عن مُخطط لاغتيال سياسي من غير المعروف أين يُمكن أن يحط رحاله الأخير، ولتحضُر معه العقلانية ذاتها التي حملها منذ اللحظة الأولى لاغتيال والده بالدعوة إلى “ردّ الهجمة سويًّا عبر صناديق الإقتراع لمنع الإختراق ومنعِ التطويع والتبعيّة” بعيداً عن العقلية البطلجية التي التزمها البعض مع أزلامهم يوم إستُدعيّ إلى قصر العدل للإدلاء بشهادته بقضية مقتل المواطن علاء أبو فرج في حادثة الشويفات الشهيرة.

مُشكلة بعض المُلحقين بمحور “الممانعة”، أنهم يتناسون أفضال جنبلاط في إستمرار زعاماتهم الوهمية التي استمدوها من خلال إستجداء المواقع النيابية وحفظ ماء وجوههم بكُتل نيابية وهميّة يبنون عليها أمجاداً باطلة تفتح لهم الطريق أمام التقاط صورة مع زعيم جوقة تُبدع في التخطيط لعمليات إغتيال جسدية، فما بال هذا الزعيم وهو يُشاهد كُل تلك الحشود التي جاءت لتؤكّد على خيار جنبلاط والرهان على مسيرة الشباب بقيادة شاب مُتميّز بدأ يشق درب السياسة بنجاح لافت وثقة مطواعة يفتقدها أصحاب النوايا الأمّارة بالسوء.

شارك المقال