انتخابات 15 أيار… كل السيناريوهات متوقعة!

جنى غلاييني

أيام قليلة تفصلنا عن يوم الاستحقاق الانتخابي في لبنان، الذي لطالما كانت تدور حوله علامات استفهامٍ في ضوء التخّوف من احتمال زعزعة الوضع الأمني في جوّ مشحون بين الأحزاب السياسية، على الرغم من طمأنة وزير الداخلية بسام مولوي منذ أيام الى أنّ لا وجود لتخوّف أمني يوم الانتخابات، وأنّهم يدرسون جميع المناطق اللبنانية لضبط الأمن وسيكونون حذرين. ولكن حتّى هذه اللحظة، لا يزال بعض اللبنانيين مقتنع بأنّ الانتخابات لن تحصل على الرغم من إتمامها في بلاد الاغتراب، وهذا بفضل قوى سياسية كانت تعمل سابقاً على تطييرها أو تأجيلها، لذا التخوف مستمر مع توقع حصول خضات أمنية تعرقل المسار الانتخابي في 15 أيار.

وفي حديث لـ “لبنان الكبير” مع وزير الداخلية السابق مروان شربل عن إمكان وجود سيناريو حول نشوب مشكلات وخضات أمنية، يقول: “كل السيناريوهات متوقّعة في يوم الانتخابات النيابية، ولكن بتقديري أرى أنّ كل الأجهزة الأمنية جاهزة وحاضرة لتجابه أي تفلت أمني أو مشكلة أو اعتداء من شأنه تعطيل العملية الانتخابية وعرقلتها، لذا الانتخابات ستجري طبيعياً”.

ويشير الى أن “لا وجود لانتخابات نيابية خالية من التوترات، وأي اعتداء على أي صندوق لا يطيّر الانتخابات، ولكن في حال تطوّرت الأحداث وازدادت سوءاً فمن الطبيعي أن تتوقف العملية الانتخابية ويكون مفتعلو هذه المشكلة مرادهم تطييرها”.

ويؤكد شربل أن “كل اللبنانيين يريدون أن تجري الانتخابات النيابية في موعدها، وهم حاصلون على ضمانات بعدم حدوث أي إشكال أمني مع انتشار الأجهزة الأمنية بكثافة. وعلى الرغم من ذلك لا يمكن استبعاد أي افتراض، إذ يمكن بنسبة 10 أو 20% وقوع مشكلة”.

وتعتبر الكاتبة والأكاديمية منى فياض أنّ “القابعين في السلطة إذا أرادوا عرقلة الانتخابات وبقوا في أماكنهم فما الجديد الذي سوف يقدّمونه الى اللبناني الذي لم يعد قادراً على شراء حاجاته الأساسية ولا الوصول الى دوائه ولا تأمين مستقبل لأولاده وتعليمهم؟ لذا التعطيل سوف يحمّلهم مسؤولية الانهيار الحاصل، وفي كل الأحوال حتى لو أظهرت الانتخابات أنّ نسبة كبيرة من الشعب ضدّهم فهم موجودون في السلطة ويقولون لنا إنّ البلد قائم بالتوافقية، وهم في الأصل مفضوحون وأي أزمة مفتعلة يوم الانتخابات ستفضحهم أيضاً”.

وعن التصريحات النارية للأحزاب على شاشات التلفزة، تعتبر أن “تلك التصريحات ليس المقصود بها افتعال إشكالات بين الناس بل دفعهم الى صناديق الاقتراع، وكما نرى المواطنون غير مهتمين بهذه الخطابات لإنشغالهم بهمومهم اليومية، لذا المقترع في يوم الانتخابات سيصوّت إمّا انطلاقاً من وعي أو لمصلحة حزب يؤيده”.

القلق يسيطر على اللبنانيين مع اقتراب موعد الانتخابات، ومحمد بستاني واحد ممن يعتقدون أنّها عبارة عن مضيعة للوقت ظنّاً منه أنّها لن تغيّر شيئاً، معرباً عن تخوفه من حدوث خضات أمنية في ظل الأجواء المليئة بالتوترات. ويقول: “إنّ الطبقة السياسية الفاسدة لو لم يكن إجراء الانتخابات لصالحها لما أرادتها أن تحدث في الأصل ولقامت بتطييرها قبل مدة، لكنها متأكدة أنها سوف تربح فيها بفضل غسيل الدماغ الحاصل لمعظم اللبنانيين الذي لا يريد للبنان أن يكون بلداً”.

أمّا هالة حسيني فتلفت الى أنّ “الأجواء الانتخابية لا تزال ضبابية حتى الآن مشحونة باستفزازات الأحزاب لبعضها البعض بطريقة غير مباشرة”، وهذا ما يقلقها من يوم الانتخابات، لذا تراها متردّدةً في الذهاب الى التصويت. وتقول: “إذا قرّرت أن أصوّت فسأضع ورقة بيضاء، لأنّنا سبق وخُدعنا بشعارات التغيير والوعود الفضفاضة، وعلى الرغم من معرفتي بأنّ الأشخاص أنفسهم سيستمرون في مناصبهم، لكن يبقى الأمل في التغيير، والورقة البيضاء تعني اعتراضي على هذه المنظومة الفاسدة”.

شارك المقال