جيروزاليم بوست تشكك بفعالية درع القبة الحديدية

حسناء بو حرفوش

تساءلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية حول فعالية درع القبة الحديدية، في ضوء التطورات الأخيرة في الأراضي المحتلة، لافتة إلى أن حماس قد وجدت نقطة ضعف في الدرع وقد يتعلم “حزب الله” وإيران من هذه التجربة. وورد في المقال:

“لطالما امتلكت القبة الحديدية نقطة ضعف. لقد أسقط نظامها في جولات القتال الماضية نسبة 85 إلى 90٪ من صواريخ حماس التي استهدفت أي شيء، ما أدى إلى تعطيل العديد من صواريخ غزة. وشكّلت القبة نظام دفاع محكماً تقريبًا، بما أن حجم الصواريخ التي تمكنت حماس من إطلاقها دفعة واحدة، صغير.

وحذرت المخابرات الإسرائيلية ومسؤولو الأمن القومي في حديث لـ”جيروزاليم بوست” منذ فترة طويلة، من أن “حزب الله” يمتلك ما يكفي لإطلاق 500 صاروخ في اليوم باتجاه الدولة اليهودية، وهو ما قد يسمح باختراق درع القبة الحديدية. كان هذا أحد الأسباب التي دفعت الجيش الإسرائيلي إلى توخي الحذر والضبط في ما يتعلق بـ”حزب الله”. وتمتلك الجماعة الإرهابية مئات الصواريخ المتطورة ولديها 150 ألف صاروخ أو أكثر، ما يعني أن 500 صاروخ في اليوم لن تؤثر على ترسانتها.

وخلال حرب غزة 2014، أطلقت حماس نحو أربعة آلاف صاروخ، لكنها توزعت على مدى خمسين يوماً. وعادة ما تطلق العشرات من الصواريخ في يوم واحد على الأكثر، ويتوزع إطلاقها على مدار اليوم. وسجل أعلى مستوى لإطلاق الصواريخ، بمعدل حوالي 200 صاروخ موزعة على يوم كامل. وعلى مدى 50 يوماً، لم يطلق أكثر من 100 صاروخ في اليوم لمدة أسبوعين تقريبًا.

كذلك، أطلقت الغالبية العظمى من هذه الصواريخ على معبر غزة، لأن حماس تمتلك عدداً ضئيلاً من الصواريخ التي قد تطال تل أبيب ومناطق أخرى. وبين العدد الضئيل للصواريخ التي قد تصل إلى تل أبيب والمشكلة اللوجستية المتعلقة بعدد الصواريخ التي يمكن إطلاقها دفعة واحدة، فشلت حماس إلى حد كبير باختراق درع القبة الحديدية الصاروخي.

لكن يبدو أن حماس نجحت الثلاثاء وصباح الأربعاء، مرتين بإطلاق أكثر من 100 صاروخ في غضون دقائق، بما في ذلك عدد كبير من الصواريخ التي تركز على معبر تل أبيب. ويشكل هذا العدد قفزة في عدد الصواريخ المستخدمة ضد تل أبيب وفي قدرتها على إطلاق الصواريخ بكميات كبيرة في وقت واحد.

وقد اعتقد معظم الناس أن “حزب الله” يمتلك هذه القدرة، ولكن هذا الاعتبار لم يشمل حماس. ومن المبالغ بعض الشيء الحديث عن نهاية القبة الحديدية في هذه المرحلة. الحقيقة هي أنه حتى خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، قلما وصلت صواريخ حماس إلى معبر تل أبيب. لكنها طالت ما هو أبعد من المتوقع.

إذا اعتمدت إسرائيل بعد حرب غزة التي استمرت 50 يومًا في 2014، على صمودها أمام حماس، لأن القبة الحديدية بعيدة المنال بالنسبة لمعظم البلاد خارج غزة، وقد لا يكون ذلك صحيحاً. ويدور السؤال الأهم حول صحة تقديرات المخابرات الإسرائيلية التي تقدّر بأن حماس لا تمتلك إلا بضع مئات فقط من الصواريخ التي يمكن أن تصل إلى تل أبيب.

إذا صحّت التقديرات، فهذا يعني أن حماس قد استهلكت الكثير من تلك الترسانة، حتى لو كان لديها آلاف الصواريخ الأخرى التي يمكن أن تضرب بئر السبع وأشدود ومعبر غزة. وقد يؤثر امتلاك حماس المزيد من تلك الصواريخ طويلة المدى، على خطط إسرائيل الحربية بشأن مدة الصراع وأفضلية الذي يمتلك ميزة الوقت.

أضف أن ضعف إسرائيل أمام حماس يزيد من ضعفها أمام “حزب الله” وإيران. فإذا كانت حماس “الصغيرة” تستطيع أن تخترق الدرع الصاروخي بمئة صاروخ في بضع دقائق، مرتين في اليوم، فما مقدار الضرر الذي قد يحدثه “حزب الله” وإيران بصواريخ أقوى وأكبر حجماً؟

سيتوجب على صانعي القرار والاستراتيجيين العسكريين الإسرائيليين أخذ هذا الوضع الجديد في الاعتبار، عند تحديد المدة التي قد يستغرقها ذلك والسرعة التي قد يحتاجون إليها، للتصعيد مع القوات البرية ولتقليل قدرات حماس على إطلاق الصواريخ (من الواضح أن القصف المكثف للجيش الإسرائيلي الثلاثاء لهذه الغاية لم ينجح بشكل كاف) أو تجد طريقها لوقف إطلاق النار بسرعة أكبر ووضع خطط جديدة للجولة التالية. وسيحتاج الجيش الإسرائيلي أيضا لإعادة التفكير بالسرعة في التحرك في سياق الصراع مع “حزب الله”، ناهيك عن إيران.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً