“ذا غارديان”: خطة إسرائيلية لهجوم بري على غزة

حسناء بو حرفوش

نشرت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية مقالاً تحدثت فيه عن هجوم بري إسرائيلي على غزة في ضوء “الغوغائية” التي تسود في الأراضي المحتلة. وبحسب المقال، “يخطط الجيش الإسرائيلي لعملية برية في غزة في ظل ارتفاع حصيلة القتلى والعنف الغوغائي، حيث يمضي الجيش قدماً في الهجوم الجوي الشرس على القطاع بينما تطلق حركة حماس، من خلال الجماعات المسلحة داخل غزة، وابلاً من الصواريخ التي تستهدف العمق الإسرائيلي. وفي غضون ذلك، تستمر هجمات العصابات العنصرية بالانتشار مشيعة أسوأ فوضى عرفتها إسرائيل بين العرب واليهود منذ سنوات. ونزلت حشود يهود يمينية متطرفة ليل الأربعاء إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد بحثًا عن عرب، بينما اشتبك مواطنون فلسطينيون مع الشرطة، ووردت تقارير عن محاولات إطلاق النار”.

وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن “خطط الهجوم، التي ما زالت في مراحلها الأولية ولم تحظ حتى الآن بالموافقة، ستعرض على قادة الجيش في وقت لاحق الخميس، للنظر في تقديمها للحكومة الإسرائيلية”. وتتزامن خطط تصعيد العملية مع إعلان بنيامين نتنياهو أمام زملائه في الحكومة، رفض إسرائيل اقتراح حماس بوقف إطلاق النار. وقدّم عرض الهدنة الأربعاء عبر وزارة الخارجية الروسية، التي نقلت عن مسؤول كبير في حماس قوله إن الحركة الإسلامية مستعدة لوقف الهجمات “على أساس متبادل”، حسبما أفاد موقع “يديعوت أحرونوت”.

ومع استمرار تفاقم الأزمة، أعلنت شركة الطاقة الأميركية “شيفرون” أنها أغلقت منصة “تمار” للغاز الطبيعي قبالة الساحل الإسرائيلي كإجراء احترازي (…) كما ألغت شركتا طيران أميركيتان على الأقل الرحلات الجوية إلى تل أبيب الأربعاء والخميس. (…) ودفع وابل الغارات على تل أبيب الخميس إسرائيل إلى تغيير مسار رحلة على متن طيران الشركة الإسرائيلية “إل عال” من بروكسل بعيداً عن بن غوريون، وجهتها المقصودة، إلى مطار رامون في الجنوب. وهذه هي المرة الأولى كما يبدو، التي تستخدم فيها إسرائيل رامون كبديل لبن غوريون بسبب الصراع. وقد تم تحويل مسار رحلة إلى هناك في السابق بسبب سوء الأحوال الجوية، وفقًا لما ذكرته صحيفة هآرتس. ومع احتدام الصراع، تعاني إسرائيل من فقدان السيطرة على مدنها المختلطة.

ودعا نتنياهو اليهود والعرب إلى وقف الهجمات على بعضهم البعض (…) بينما يبدو أن وزير الأمن العام، أمير أوهانا، يشجع على الفوضى. فقد نادى هذا الأخير الأربعاء، بإطلاق سراح رجل يهودي اعتقل لضلوعه بإطلاق نار على رجل عربي في مدينة اللد، بعد إحراق كنيس يهودي وممتلكات يهودية أخرى. وقرر أوحانا أن مطلق النار “تصرف دفاعاً عن النفس”، من دون تقديم أدلة، مضيفاً أن “المواطنين الملتزمين بحمل السلاح” قدموا يد عون للسلطات. وفي وقت لاحق الأربعاء، قام حشد من الإسرائيليين من اليمين المتطرف بجر رجل اشتبهوا بأنه عربي، من سيارته وضربوه حتى انهار على الأرض مضرجاً بدمائه.

وعلى الرغم من بث لقطات للهجوم الذي وقع في بات يام، إحدى ضواحي تل أبيب، على الهواء مباشرة على شاشات التلفزة، لم تصل الشرطة وخدمات الطوارئ إلى مكان الحادث إلا بعد 15 دقيقة، بينما كان الرجل ملقى في وسط الشارع.

كما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لما بدا كمحاولات إعدام أخرى بين عشية وضحاها. وأبلغ عن حوادث عنف، شملت حرق المتاجر والمطاعم، في عدة بلدات في جميع أنحاء إسرائيل، بما في ذلك عكا وحيفا وطبريا. واعتقلت الشرطة أكثر من 400 شخص. وكان مكتب نتنياهو قد أبلغ الرئيس الأمريكي، جو بايدن الذي أمل بانتهاء وتيرة العنف قريباً، أن إسرائيل “ستواصل العمل لضرب القدرات العسكرية لحركة حماس والجماعات الإرهابية الأخرى العاملة في قطاع غزة”.

وفي ما يتعلق بالتقارير التي تفيد بأن وسطاء مصريين حاولوا التوسط في صفقة لإنهاء القتال، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بأن “إسرائيل لا تستعد لوقف إطلاق النار. لا يوجد حالياً تاريخ لانتهاء العملية. لن نتوقف إلا عندما نحقق الهدوء التام”. ومنذ تصاعد حدة القتال مساء الإثنين، أطلقت حماس نحو 1500 صاروخ من غزة على الأراضي الإسرائيلية، وفقا لأحدث تقدير للجيش الإسرائيلي (…) وكشف الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أنه قتل أربعة من كبار قادة حماس في “عملية معقدة والأولى من نوعها” بالاشتراك مع جهاز الأمن العام (الشاباك).

وأعلنت وزارة الصحة بغزة عن مقتل ما لا يقل عن 72 شخصاً حتى الآن، بينهم 16 طفلاً. بينما قال مسؤولون في القطاع الطبي أن سبعة أشخاص قضوا في إسرائيل ، بينهم طفل في الخامسة من العمر قتل الأربعاء نتيجة شظية في بلدة سديروت الحدودية. وعلّق نتنياهو على تصاعد حدة الأحداث بالقول: ” لقد قضينا على قادة كبار في حماس وهذه ليست إلا البداية. سنوجه لهم ضربات لا يمكنهم حتى أن يحلموا بها (…) والجيش الإسرائيلي سيلجأ للتصعيد”.

كلمات البحث
شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً