أطفال غزة: أوصال مقطعة وترقّب لشبح الموت

حسناء بو حرفوش

سلطت مواقع عالمية منها “ميرور” (mirror) البريطاني و”بابليك راديو انترناشيونال” (Public Radio International) الأميركي، الضوء على الصور المروعة لأطفال غزة الذين سقطوا نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع بينما يرزح أترابهم أسرى لرعب لا مثيل له.

ووفقاً لـ”ميرور”، “تظهر الصور المؤلمة التي تصل من غزة جثث الأطفال الملطخة بالدماء وهي ملقاة على الأرض، ورجالاً يركضون حاملين جثث فلذات أكبادهم إلى المستشفى بعد أن سوّت الغارات الجوية الإسرائيلية منازلهم بالأرض. وفي الصور المروعة أيضاً، جثث لأطفال قد جمّعت على الأرض تحضيرا لدفنها في مدينة بيت لاهيا شمال غزة. وفي صور أخرى تعتصر القلب، جثث للأطفال وهي مقطعة الأوصال.

 

وبحسب رئيس مجلس إدارة أكبر مستشفى في غزة، الدكتور محمد أبو سلمية، “وصلت جثث أطفال قد بترت أرجلهم أو أذرعهم، وهناك أطفال تمزقت أجسادهم، وبعضهم نقلوا بشكل طارئ إلى غرف العمليات الجراحية بسبب إصابات في الكبد والأمعاء”.

ويروي عطا الله المصري، الذي يعالج شقيقه في مستشفى الشفاء، كيف تمزقت أجساد فتاة واثنين من أبناء عمومته في ضربة واحدة، لافتاً إلى أن أكثر من 50٪ من الإصابات خطيرة أو حرجة.

الأحياء أسرى للرعب

كما تظهر اللقطات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، الأطفال وعائلاتهم وهم يترقبون بخوف داخل منازلهم في مدينة غزة والتي تزلزلها الانفجارات القريبة. وفي إحدى الصور المفجعة التي علّق عليها موقع “ميرور”، فتى فلسطيني وهو يسحب عربة تحمل شقيقه ومتعلقاتهما أثناء فرارهما من منزلهما.

ونقلت منظمة إنقاذ الطفولة عن فتاة في العاشرة من عمرها أنها “تعيش في خوف وتوتر ورعب طوال الوقت. أصوات الانفجارات لا تتوقف حتى خلال العيد. لقد أخذوا فرحة العيد منا. لم نحتفل ولم نرتد ملابس جميلة ولم نزر أحداً”.

ويسرد مازن نعيم ، الذي يعمل في منظمة إنقاذ الطفولة في القطاع: “في وقت سابق من هذا الصباح (…) سمعنا دوي انفجار قوي، ولم يتوقف الأطفال عن الصراخ. لقد تملكهم خوف شديد. ركضنا واختبأنا في غرفة نومنا واستمر القصف. سمعناه مرة ومرة ثانية فأخرى، حتى توقفنا عن العد. تساقط علينا البناء وأمكننا سماع صراخ الجيران أيضًا. وبعد أن هدأ الغبار، رأينا سيارات الإسعاف تهرع. من يدري ماذا حدث بعد ذلك؟”

“أمي، متى سنموت؟”

ونقل “ميرور” عن الأمهات في المنطقة عجزهن عن النوم خوفا من أن تداهمهن اللحظة الأخيرة. تقول نجوى، وهي أم لخمسة أطفال: “كل شيء يهتز من حولنا. أطفالنا خائفون للغاية”.

وأردفت أم من غزة، لـ “بابليك راديو انترناشيونال” قائلة إن “سلسلة مستمرة من الانفجارات تهز منزلها وتسبب صدمة لأطفالها الصغار. كل البيوت المحيطة بالمنطقة ترتجف وعلمنا بمقتل ثلاثة أطفال داخل سيارتهم. (…) الوضع سيئ للغاية. لا يمكنك أن تتخيل ما هو أسوأ. (…) عندما يسمع الأطفال قنبلة ضخمة أو شيء من هذا القبيل، يسرعون للاحتماء في الصالون لأنه أكثر أمانًا من غرف نومهم، بسبب النوافذ في غرف النوم والزجاج فوق رؤوسهم (…) في الوقت الحالي، أبقيهم مشغولين بقراءة القصص في محاولة لتشتيت انتباههم عن الانفجارات. لا أريدهم أن يركزوا على ما يحدث حولهم.

في الأيام الأولى، أخبرتهم أن هذه ألعاب نارية وليست صواريخ. لكن بعد ذلك أخبرتهم بالحقيقة، ونحن ننتظر مصيرنا بالفعل. يسألني أطفالي: “أمي.. متى سيأتي دورنا؟” يقصدون متى سيموتون لأنهم يرون الدمار في كل مكان. أحاول حمايتهم من رؤية ما يحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو التلفزيون، لكنهم يرون أطفالاً في سنهم ويسألون: “أمي، من قتلهم؟ لماذا؟ إنهم أطفال. هل سيقتلوننا أيضًا؟”.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن 31 طفلاً من بين 119 مدنياً فلسطينياً فقدوا حياتهم في الأيام الأخيرة. وبدأت إسرائيل قصفها لقطاع غزة بعد إطلاق حركة حماس صواريخ على تل أبيب والقدس يوم الاثنين. وأتى إطلاق حماس للصواريخ على القدس وتل أبيب الاثنين رداً على اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين بالقرب من المسجد الأقصى في القدس. وقد دعا الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس إلى وقف تصعيد العنف وخفض الهجمات الصاروخية”.

كلمات البحث
شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً