ماذا لو انضمت أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي؟

حسناء بو حرفوش

من المقرر أن تُرشّح أوكرانيا رسميًا لعضوية الاتحاد الأوروبي، فما الذي يعنيه ذلك؟ يربط وزراء وديبلوماسيون هذا القرار الوشيك بالموقف “الرمزي الذي يهدف لرفع الروح المعنوية للأوكرانيين بعد الغزو الروسي”، حسب موقع شبكة “إي بي سي نيوز” الإخبارية الأميركية.

ويذكّر المقال بتوصية زعماء الاتحاد الأوروبي من بروكسل الأسبوع الماضي، حين قال ثلاثة ديبلوماسيين “إنه بعد عدة أيام من المناقشات الداخلية في الاتحاد الأوروبي، لم تظهر أي معارضة لانضمام أوكرانيا بين الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة. وصرح وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن بأن الأعضاء يعملون للتأكيد على أن أوكرانيا تنتمي إلى أوروبا، وأننا سندافع أيضًا عن القيم التي تدافع عنها أوكرانيا. لكن ماذا سيحدث بالفعل إذا انضمت أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي؟ فيما يلي ملخص لما قد تبدو عليه العضوية المحتملة.

بداية، يتطلب الترشح للعضوية إصلاحات واسعة النطاق تتوافق مع مجموعة من المعايير، تُراوح من السياسة القضائية إلى الخدمات المالية وسلامة الغذاء. ومع ذلك، يضع قرار الاتحاد الأوروبي كييف في طريقها لتحقيق طموح كان بعيد المنال قبل أشهر فقط. وتتكون العملية من عدة خطوات، بما في ذلك اعتماد جميع قوانين وأنظمة الاتحاد الأوروبي، وعادة ما تستغرق عددًا من السنوات. وأخيرًا، يوقع المرشح على معاهدة انضمام، يتعين على جميع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى الموافقة عليها.

وماذا لو انضمت أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي؟

يعتبر الاتحاد الأوروبي منظمة اقتصادية وسياسية في الغالب، وليس تحالفًا عسكريًا مثل الناتو. وهذا يعني أن العضوية لن تدفع بالضرورة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لحمل السلاح مباشرة في الحرب مع روسيا.

وكان الأمين العام للناتو قد حذر من أن حرب أوكرانيا قد تستمر سنوات، داعيا حلفاء أوكرانيا للاستعداد لصراع طويل و”عدم التهاون” في دعمهم الاقتصادي والمادي. ومع ذلك، يمكن للعضوية في الإتحاد الأوروبي أن تحدث فارقًا اقتصاديًا كبيرًا، كما فعلت مع بلغاريا ورومانيا، حين تضاعف ناتجهما المحلي الإجمالي على التوالي ثلاث مرات تقريبًا منذ أصبحتا جزءًا من الاتحاد الأوروبي.

علاوة على ذلك، هناك فوائد عسكرية لهذا الانضمام. فلدى الاتحاد الأوروبي بند دفاع مشترك، ينص على أنه إذا كانت دولة من دول الاتحاد الأوروبي ضحية لعدوان مسلح على أراضيها، فإن دول الاتحاد الأوروبي الأخرى تلتزم بمساعدتها بكل الوسائل التي تمتلكها. وعلى الرغم من أن وضع المرشح رمزي بشكل أساسي، ستساعد هذه الخطوة على رفع الروح المعنوية الوطنية في وقت صعب للغاية في صراع استمر أربعة أشهر وأودى بحياة الآلاف وشرّد الملايين وسوّى بلدات ومدناً بالأرض. إذا قبلت أوكرانيا فستكون أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي من حيث المساحة والخامسة من حيث أكبر عدد من السكان..

من يدعم أوكرانيا؟

وبصرف النظر عن الدول الأوروبية الأعضاء الـ27 التي وافقت على ترشيح أوكرانيا، تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن أيضًا عن العضوية المحتملة للدولة التي مزقتها الحرب، قائلاً بأن ذلك “محتمل جدًا”. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: “الأوكرانيون مستعدون للموت من أجل المنظور الأوروبي. ونحن نريدهم أن يعيشوا معنا الحلم الاوروبي”.

وأعلنت الحكومة الهولندية أنها ستدعم وضع أوكرانيا كمرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي، واصفة نصيحة المفوضية الأوروبية بأنها “حل وسط ذكي”. كما رأى الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس إلى جانب نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أن “[وضع المرشح] هو الحل الصحيح من منظور أخلاقي واقتصادي وأمني”. كما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يعتقد أن جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي سوف يؤيدون منح أوكرانيا وضع مرشح للاتحاد الأوروبي.

كيف أتى الرد الروسي؟

وانتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص، لكنه سعى إلى التقليل من شأن قضية الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن روسيا لا تمتلك شيئا ضد العضوية ضمن “كتلة غير عسكرية. لأي دولة الحق في الانضمام إلى اتحاد اقتصادي”. وأوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا تتابع عن كثب طلب أوكرانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، خصوصا في ضوء زيادة التعاون الدفاعي بين الأعضاء.

وفي كل الأحوال، من المحتمل أن تستغرق كييف سنوات لتصبح عضوًا في الاتحاد لأن الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي بعد الترشح ليست مضمونة، وتركيا هي الدليل إذ توقفت المحادثات معها سنوات وهي المرشحة منذ 1999. علاوة على ذلك، فإن أوكرانيا ومولدوفا أفقر بكثير من أعضاء الاتحاد الأوروبي الحاليين. كما أن لديهما تاريخًا حديثًا من السياسات المتقلبة والفساد والجريمة المنظمة والصراعات مع الانفصاليين المدعومين من روسيا.

أضف إلى ذلك أنه في أوقات السلم، استغرقت بولندا، جارة أوكرانيا ذات الحجم السكاني والتاريخ الشيوعي المماثل، 10 سنوات ما بين التقدم بطلب الترشيح قبل الحصول على العضوية عام 1994 والانضمام الفعلي عام 2004. كما استغرقت كرواتيا وبلغاريا ورومانيا حوالي 10 سنوات أيضا للانتقال من وضع الترشح إلى العضوية”.

شارك المقال