كيف تتفاعل أوكرانيا مع رحيل جونسون؟

حسناء بو حرفوش

لا شك في أن أوكرانيا تراقب بحذر التطورات الأخيرة في المملكة المتحدة وبقلق بالغ، فما هي ردة الفعل المنتظرة تحديداً على إعلان بوريس جونسون استقالته من زعامة حزب المحافظين وبقائه في رئاسة الحكومة حتى اختيار بديل؟ وفقاً لقراءة في موقع “emerging-europe” الالكتروني، فانه “لا ينبغي أن تخشى أوكرانيا رحيل جونسون، فقد يتعزز دعم المملكة المتحدة لجهودها الحربية بتغيير الزعيم.

ودفعت النهاية الوشيكة لفترة رئاسة جونسون كرئيس وزراء بريطاني، الأوكرانيين الى التساؤل عن ثبات دعم لندن حتى الآن لكييف وهي تحارب الغزو الروسي مهدداً. وقادت المملكة المتحدة تحت قيادة جونسون، الطريق في تقديم المساعدة العسكرية الحيوية لأوكرانيا. وحسب معهد كايل للاقتصاد العالمي، الذي يراقب المساعدات الخارجية العسكرية والانسانية لأوكرانيا، فإن الولايات المتحدة وحدها هي التي أرسلت المزيد من الدعم العسكري اليها.

وأصبح جونسون بطلاً شعبياً في أوكرانيا منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل في 24 شباط، بحيث زار كييف مرتين وأظهر قيادة حقيقية في حشد زعماء العالم الآخرين لقضية أوكرانيا. وعندما نجا من تصويت بحجب الثقة في حزيران الماضي، قال زيلينسكي إنها “أخبار رائعة”، معبّراً عن سعادته بعدم فقدان حليف مهم للغاية.

دعم المملكة المتحدة لأوكرانيا

وتعهدت حكومة المملكة المتحدة اعتباراً من 1 يونيو (حزيران)، بما يقرب من أربعة مليارات يورو من المساعدات العسكرية. وتم التأكيد على الدعم الأخير في قمة حلف شمال الأطلسي في مدريد في 30 يونيو (حزيران)، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي المتطورة والمركبات الجوية غير المأهولة ومعدات الحرب الالكترونية الجديدة والمبتكرة وآلاف القطع من المعدات الحيوية للجنود الأوكرانيين. يضاف ذلك إلى الدعم السابق لأكثر من 5 آلاف صاروخ مضاد للدبابات من طراز NLAW مصنوع في ايرلندا الشمالية وأنظمة إطلاق صواريخ متعددة بعيدة المدى وأنظمة مدفعية، بما في ذلك بنادق ذاتية الدفع عيار 155 ملم، وتصميم سريع وإنتاج قصير المدى إلى متوسط ​​المدى من الذخائر المتسكعة.

وقال بن والاس، وزير دفاع المملكة المتحدة وأحد المرشحين لخلافة جونسون، ان “التزام بريطانيا تجاه أوكرانيا حقيقي ومستمر وسنقف إلى جانبهم حتى تغير روسيا مسارها”. ومن المرتقب أن يقوم والاس، أحد أعضاء مجلس الوزراء البريطاني الذي لم يستقل من منصبه بعد، بزيارة أخرى إلى كييف، ويؤكد لزيلينسكي أن دعم لندن لمعركتها ضد روسيا لن يتأثر بالمناورات السياسية في وستمنستر. وفي الواقع، قد يزداد هذا الدعم مع احتمال أن يعزز أي رئيس وزراء جديد أوراق اعتماده كحليف لأوكرانيا من خلال تقديم المزيد من الوعود بالمساعدات العسكرية والانسانية على حد سواء.

وإذا قرر رئيس الوزراء الجديد، أياً كانت هويته، استبدال بريتي باتيل كوزيرة للداخلية، فقد يصبح الأمر أسهل بكثير على الأوكرانيين الراغبين في الانضمام إلى عائلاتهم في المملكة المتحدة. وعلى الرغم من سوء تعامل جونسون مع الفضائح المختلفة التي يبدو الآن أنها ستسقطه لا محالة، وبغض النظر عن حكمه لبريطانيا، سيبقى قادراً على الأقل على الإشارة إلى دعمه لأوكرانيا كواحدة من اللحظات التي طبعت عهده.

لكن من المهم بالنسبة الى الأوكرانيين أن يفهموا أن دعم بريطانيا لقضيتهم متجذر بعمق داخل حزب المحافظين وفي الحقيقة عبر الطيف السياسي، وأن التغيير في القيادة لن يترك أي تأثير على هذا الدعم. بالنسبة الى جونسون، ونظراً الى أن شعبيته في أوكرانيا حالياً تفوق بصورة كبيرة الدعم في الداخل، هذا ما يسفر عن ربط استقالته بالتعبير الممازح الذي يدعوه الى التفكير في وظيفة ترتبط بالسياسة الأوكرانية. وأعلن جونسون تنحيه وسط سلسلة من الفضائح والاستقالات هذا الأسبوع من فريقه الحكومي احتجاجاً على قيادته، مع الإشارة الى بقائه في منصبه حتى انتخاب زعيم جديد.

وبينما أصر نواب محافظون على ضرورة “استبدال جونسون على الفور، بدلاً من السماح له بتصريف الأعمال حتى الخريف”، شددت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس على الدعوة الى الهدوء والوحدة”.

شارك المقال