بنك أهداف صواريخ “حماس” فلسطينياً وإسرائيلياً

فاطمة حوحو
فاطمة حوحو

فجأة عادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث في الشرق الأوسط. عاد التضامن العالمي مع الفلسطينيين وفضح مشاريع الاستيطان الإسرائيلي ورفض الفلسطينيين مغادرة منازلهم في حي الشيخ الجراح وتحدي الجيش الإسرائيلي، بالتظاهر والصلوات وقطع الطرقات على المستوطنين ونقل المواجهات إلى مدن وقرى أراضي الـ 48.

فجأة تحولت البوصلة، انطلقت صواريخ “حماس” من غزة، لتخطف الأضواء وتشتعل الحرب، ويسقط المدنيون ضحية، فيما قيادات حماس تقود المعركة من قطر حتى بات الفلسطينيون في الداخل يطلقون النكات من ألم الواقع: هل صارت قطر كوبا الثوار وأمير قطر غيفارا أو الزعيم كاسترو، ولماذا تريد “حماس” مسك القرار الفلسطيني بيدها والانقضاض على حركة “فتح” التي تعاني من ضعف نتيجة الانقسامات والصراع على السلطة، كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستفيد من هذا التصعيد العسكري، حتى يداوي واقع الحال بمزيد من البطش بالفلسطينيين ويقوي نفوذه كونه يجتاز مرحلة صعبة في تاريخه السياسي ويواجه تحديات كثيرة هو المتهم بالفساد وملفاته القانونية مطروحة وقد تضع حداً لمستقبل عمله السياسي.

ومن الواضح أن نتنياهو في مأزق بعد الانتخابات الأميركية، التي أطاحت بالرئيس دونالد ترامب الذي هندس خطة التطبيع بين دول عربية وإسرائيل واعلن القدس عاصمة للدولة العبرية، من دون أن يقدم للفلسطينيين أي مقابل.

وبحسب قراءة مصادر فلسطينية مراقبة فإن “المعركة المستعرة بين حركة حماس وإسرائيل تضمر أسباباً، تخص كل منهما ولا علاقة لها بالأهداف المعلنة من قبلهما”، موضحة أن “حماس ونتنياهو سعيا إلى هذه الحرب لأسباب داخليه تخصهما. حماس قررت ركوب موجة الدفاع عن المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، رغم أن الأول ينتهك يومياً من قبل المستوطنين وقضية ترحيل سكان عائلات من الشيخ جراح عمرها سنين طويلة، وفي السابق لم تحرك حماس ساكناً بل إن البحث في أرشيف تصريحات الناطقين باسمها خالية تماماً من أي احتجاج تخصهما”.

وترى المصادر أن “من الواضح أن حماس استغلت موضوع الأقصى والشيخ جراح، على الرغم من أن المحكمة الإسرائيلية العليا ارجأت تنفيذ قرار ترحيل السكان والجيش الإسرائيلي انسحب وفكك الحواجز من ساحات الأقصى، بفعل الهبة الجماهيرية وضغط الرأي العام العالمي، قبل إطلاقها أي صارخ ، ما يعني أن للصواريخ وظيفة وهدفا آخر، هو أن قيادة حماس ظنت هي ومن خلفها أن فرصة لاحت لمد نفوذها إلى الضفة الغربية، عبر تفجير الوضع وإشاعة الفوضى فيها، وهي أقصر الطرق للإطاحة بالسلطة ومصادرة القرار والقيادة الفلسطينية وتصريحات إسماعيل هنية وخالد مشعل ومنتحل صفة المفكر عزمي بشارة واضحة في هذا الاتجاه”.

وتضيف: “على المقلب الإسرائيلي فإن استدعاء الحرب أكثر من ضرورة، بعدما كادت أن تفلت من بين أصابع نتنياهو فرصة تشكيل الحكومة وإسناد هذه المهمة لغريمه يائير لبيد، واحتمال أن ينهي باقي حياته في السجن بتهمة الفساد والاحتيال، فقد استطاع من خلال هذه الحرب أن يعيد بناء غجماع أحزاب اليمين وباتت فرصه عالية لاستعادة مهمة تشكيل الحكومة، حيث أعلنت جميع أحزاب اليمين بما فيها أشدها معارضة له، أنها لن تأتلف في أي حكومة لا يترأسها نتنياهو”.

وتعتبر المصادر أن “الحرب الدائرة حالياً ووقودها لحم ودماء الفلسطينيين في غزة أولاً والضفة ثانياً، هي الثمن المطلوب لسيطرة حماس على الوضع الفلسطيني وعودة نتنياهو للحكومة، وإنقاذه من أن يقضي بقية عمره خلف قضبان السجن… إنها هدية ثمينة من حماس لنتنياهو وتواطؤ إرادات بينهما لن تخفيها جميع ادعاءاتهما بالدفاع عن الأقصى أو الذود عن السيادة الإسرائيلية”.

وتعتبر المصادر أن “التيار القطري داخل فلسطين وخارجها يروج لنهاية منظمة التحرير، لا بل يعلن نهايتها، معتبراً أنها غير قادرة على التجديد”، مستغربة “عنجهية من يقبض المال ويخطط لتعميم أصولية دينية في فلسطين، لن تخدم سوى إسرائيل، ولا تسأل عن الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون وهم يفتقدون مقومات الصمود في غزة حيث تخزن حماس أسلحتها وصواريخها فيما قياداتها وعائلاتهم ينعمون بالراحة في فنادق قطر”.

كلمات البحث
شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً