بدران لـ”لبنان الكبير”: الدولة مصرة على تدمير الجامعة اللبنانية

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

في وقتٍ يتخبّط لبنان في أمواج مشكلاته الّلامتناهية، تواجه الجامعة اللّبنانية أيضاً كوارث عدة. فبعدما كانت طوال هذه السنين تعيش على أجهزة الانعاش فقط، بدأت تحتضر بصمت، تاركةً وراءها آلاف التلاميذ مجهولي المصير، وأساتذة لم يعد بامكانهم انعاشها.

فقد أعلنت الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرّغين في الجامعة اللبنانية في بيانٍ، الاضراب المفتوح ابتداءً من نهار الخميس 14 تموز في جميع كليات الجامعة اللبنانية ومعاهدها وفروعها، فتوقفت الامتحانات والدروس في الفروع كافة.

هي ليست المرة الأولى الّتي تدعو فيها الرابطة الى الاضراب وتمضي فيه، ولكن هذه المرّة العودة عن الاضراب شبه مستحيلة بعد أن أقرت الدولة زيادة رواتب القضاة نحو 5.5 أضعاف من دون أن تزيد للأساتذة وموظّفي القطاع العام.

وفي حديث لموقع “لبنان الكبير” يقول رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران: “انّ العاملين في الجامعة اللّبنانية وصلوا الى مرحلة لم يعد بامكانهم الاستمرار، ولا تحمل عبء مصاريف الحياة فبالكاد راتبهم يؤمن لهم تعبئة وقود للسيارة. وما زاد الطين بلّة أن المدارس رفعت أقساطها السنوية فلم يعد بامكان هذا الموظّف تسجيل أولاده ودفع أقساطهم المدرسية”. ويوضح أن “الجامعة اللبنانية لم تتقاض المساعدة التّي لا تزال الى الآن بنداً وهمياً يحمل الرقم 61 ويقضي بالموافقة على مشروع مرسوم لنقل اعتماد من احتياطي الموازنة العامة الى موازنة وزارة التربية للعام 2022 على أساس القاعدة الاثني عشرية بقيمة 104 مليارات ليرة لبنانية عن 6 أشهر. اذاً الى الآن لا سيولة تنشل نوعاً ما العاملين”.

أمّا عن الحل فيؤكد البروفسور بدران أن “على الدّولة أن تتحرّك، ففي السابق كان العاملون يعملون باللّحم الحي أمّا الآن فلم يعد هذا اللحم قادراً على العمل”، مشيراً الى أن “الجامعة اللبنانية كجميع الوزارات الرسمية الّتي أعلنت الاضراب ولكن لا يمكنها أن تقفل، فحتّى الوزارة أصبحت تتأخر في صرف رواتب الموظّفين”.

وعما اذا كان هناك تنسيق بين الجامعة ووزارة التّربية، يلفت الى أنّ “التنسيق موجود مع معالي وزير التربية الّذي يتابع عن قرب المستجدات، وسيحاول الضغط على الحكومة لصرف المساعدات وإقرار حل ينشل هذه الجامعة من مشكلاتها”، معرباً عن أسفه لأن “الدولة مصرة على تدمير الجامعة اللبنانية”.

ويختم بدران في رسالة الى الطلّاب أن أولاده طلاب جامعة لبنانية أيضاً وهو يعلم تماماً الضغوط الّتي يعيشونها، فطلاب الجامعة اللبنانية هم أولاده وأمانة لديه، آملاً “أن ينتهي هذا الوضع المأساوي قريباً لتعود الجامعة اللبنانية الجامعة المتألّقة والّتي تخرّج أجيالاً يلمعون أينما كانوا”.

أمّا عن أساتذة الجامعة اللبنانية، فيؤكد عضو لجنة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور رامي عاكوم أنّ “الأساتذة لم يعد بإمكانهم الاستمرار فلم تعد رواتبهم تكفيهم. أصبح الأستاذ غير قادر على الذهاب الى الطبيب أو تسجيل أولاده في المدارس حتّى أن بعض الأساتذة أصبحوا يعانون لتأمين أبسط احتياجاتهم اليومية”.

ويضيف: “باشرنا بالتعليم عن بعد ومع الغلاء الذي طال قطاع الاتصالات والانترنت أيضاً بتنا غير قادرين على دفع فواتير الانترنت. نحن لسنا ضد الزيادة التي طالت القضاة ولكن ننتظر أيضاً من الدولة أن تنصفنا”.

ويشدد عاكوم على “أننا لسنا ضد التلاميذ، على العكس نحن نريد بناء جامعة قوية تضمن حقوقهم، بل ان التلاميذ هم الحلقة الأقوى فهذا العدد الكبير قادر على أن ينزل الى الشارع ويضغط على الدولة لتأمين مطالبنا ومطالبهم”، مشيراً الى أن “الزيادة على الأقساط في مكان ما يمكن أن تكون محقّة فقسط الجامعة اللبنانية بات لا يتخطى الـ ١٠ دولارات في الوقت الذي طال التضخم جميع القطاعات وطال أيضاً التلاميذ الذين اعتادوا على الأمر”.

ويختم عاكوم قائلاً: “هذه المرّة الاضراب مختلف، فنحن لم يعد لدينا شيء نخسره، فايتين يا قاتل يا مقتول”.

بين الظلم الذي يعانيه الأساتذة والموظفون وبين الظلم أيضاً الذي وقع ضحيّته الطلاب، تبقى الجامعة اللبنانية يتيمة… تنتظر التبني.

شارك المقال