العراق: حلفاء ايران يركبون موجة فلسطين

علي البغدادي

تحول رقم هاتف اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خلال الايام الماضية الى خط ساخن تواصل عبره زعماء مليشيات عراقية موالية لإيران، في محاولة لاظهار وحدة الهلال الايراني الممتد من طهران حتى غزة، بهدف تحقيق مكاسب سياسية من وراء العدوان الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية.

وشهدت الساحة العراقية تفاعلا كبيرا من قبل الاوساط السياسية والشعبية، سواء عبر المواقف الرسمية او من خلال اللجوء الى الشارع او التنديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي بما يجري من محاولات التغيير الديمغرافي في القدس، والمجازر والقصف الاسرائيلي على قطاع غزة، فضلا عن التعاطف الواسع مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وهو ما دفع بالميليشيات العراقية الى الدخول على الخط وركوب الموجة انسجاما مع الرؤية الايرانية باستثمار الاحداث ضمن سياسة خلط الاوراق واظهار الحرص على القضية الفلسطينية.

وتوالت بيانات الفصائل المسلحة العراقية وزعمائها الذين تواصلوا هاتفيا مع اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، امثال زعيم تحالف الفتح هادي العامري وزعيم كتلة بابليون المسيحية ريان الكلداني وزعيم حركة النجباء الشيخ اكرم الكعبي وجمعهم معروف قربهم من ايران باعلان استعدادها لدعم “المعركة” في فلسطين.

حتى ان العامري خلال حديثه مع زياد نخالة الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي المح الى الدور الايراني في ما يجري عندما اشار الى ان “هناك اليوم معادلة جديدة، صاروخ بصاروخ، وصواريخ المقاومة طالت كل الارض الفلسطينية المحتلة، فزخات الصواريخ على تل ابيب ومدن اخرى حالة غيرت من قواعد اللعبة السائدة، وادت لتقدم عسكري للفصائل المسلحة في غزة التي تحاول ايران استثمار ما يجري فيها لتحقيق مكاسب في الملف النووي.

ووفقا لمصدر عراقي فأن فصائل عراقية مسلحة، سترسل “خبراء” منها إلى غزة لمساعدة الفصائل الفلسطينية في الحرب مع إسرائيل.

وقال المصدر في تصريح صحافي إن “بعض فصائل النخبة في العراق، وهي معروفة باسم (الفصائل الشيعية) تتواصل مع فصائل فلسطينية وحزب الله اللبناني لتنسيق إرسال الخبراء والمساعدات إلى غزة”، مشيرا أن “الحديث عن إرسال مقاتلين، لم يتأكد حتى الآن، لكن هناك استعدادات لبعض الفصائل، خاصة تلك المتواجدة في سوريا”.

والمفارقة اللافتة، ان اغلب الفصائل المتعاطفة حاليا مع الشعب الفلسطيني، متهمة اساسا باستهداف اللاجئين الفلسطينيين والاستيلاء على ممتلكاتهم في بغداد وتحديدا مجمع البلديات السكني ابان الحرب الطائفية في اعوام 2006 و2007 الى جانب ارتكاب اعمال قتل طالت عشرات الفلسطينيين وتهجير الالاف منهم الى خارج العراق، بحجة تعاطفهم مع نظام صدام حسين او انخراطهم في فصائل مقاومة عراقية او انتماء البعض منهم لتنظيم القاعدة.

ورغم التعبئة الجارية في اوساط حلفاء ايران، الا ان الرأي الراجح يشير الى ان كل ما يجري لن يتعدى كونه استعراضا اعلاميا يندرج ضمن البروباغندا الايرانية الخاصة بتهييج الشارع العربي، بالتنسيق مع اطراف حليفة لتركيا وخاصة الاحزاب الاسلامية السنية التي تدعم مشروع حماس لتحويل غزة الى إمارة اسلامية، والذهاب للسيطرة على الضفة الغربية لشق صفوف العرب ومنع قيام دولة فلسطينية.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً