زعماء “القاعدة” ورقة قوة للرؤساء الأميركيين

حسين زياد منصور

لم يكن مجرد عنصر عادي في تنظيم “القاعدة” تسعى الولايات المتحدة الأميركية خلفه، بل كان الساعد الأيمن لأسامة بن لادن وخلفه في إمارة التنظيم بعد مقتله في العام ٢٠١١، واعتبرته واشنطن المسؤول الأساس والرئيس بعد بن لادن عن التخطيط لهجمات ١١ أيلول في العام ٢٠٠١. وبعد مطاردة لأكثر من ٢٠ عاماً أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في خطاب أمام الشعب الأميركي مقتل زعيم تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري وأن العدالة تحققت.

تمكنت “السي آي إيه” من استهداف الظواهري الأحد الماضي من دون مقتل أحد من أفراد عائلته أو المدنيين الموجودين بالقرب منه، بعد أن تعقبته وكالات الاستخبارات الأميركية لمعرفة منزله في أحد المناطق المزدحمة في العاصمة الأفغانية كابول.

هذه العملية ذكرتنا بما قامت به القوات الأميركية في حربها على الإرهاب وأبرزها مقتل أسامة بن لادن في العام ٢٠١١، أبو بكر البغدادي في العام ٢٠١٩، قاسم سليماني في العام ٢٠٢٠ وأبو إبراهيم القرشي في العام ٢٠٢٢.

الظواهري

طبيب العيون المصري أيمن الظواهري ولد لعائلة بارزة في العام ١٩٥١ وجده شيخ الأزهر الأسبق محمد الأحمدي الظواهري. أمضى حكماً بالسجن ثلاث سنوات بتهمة حيازة سلاح من دون الحصول على رخصة. في سن الخامسة عشرة اعتنق الفكر الأصولي الإسلامي مستوحياً أفكاره من الاسلامي سيد قطب الذي أُعدم في العام ١٩٦٦ بتهمة محاولة قلب نظام الحكم.

عرف العالم الظواهري عندما خاطب الصحافة الدولية من قفص في قاعة المحكمة بعد اغتيال الرئيس المصري أنور السادات، عن التعذيب الشديد الذي تعرضوا له. بعدما أطلق سراحه عمل مع الهلال الأحمر في علاج المجاهدين الاسلاميين الذين كانوا يقاتلون القوات السوفياتية، وخلال تلك الفترة تعرف على بن لادن.

استراتيجية الرؤساء الأميركيين

اوباما

يعيدنا هذا السيناريو الى أكثر من ١٠ سنوات للوراء عند اعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما مقتل أسامة بن لادن. هذا الاعلان جاء خلال استعداد أوباما لخوض انتخابات رئاسية لولاية جديدة، وفي سبيل كسب الرأي العام الأميركي الى جانبه في ظل الفشل في تحقيق أهدافه في أفغانستان بعد أن أعلن في العام ٢٠٠٩ زيادة في القوات الأميركية في أفغانستان وسيطرتها على مناطق كان من الصعب الوصول اليها، حتى تمكنت قوات سيلز الأميركية من قتل بن لادن.

ترامب

بالاستراتيجية نفسها وخلال التحضير للانتخابات الرئاسية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” أبو بكر البغدادي. 

بايدن

بعد انسحاب القوات الأميركية المذل من أفغانستان، اعتبر سيناتور جمهوري أن وجود زعيم “القاعدة” في أفغانستان “يعكس الفشل التام لسياسة إدارة بايدن تجاه ذلك البلد”.

وأضاف آخر أن الضربة “بمثابة تذكير بأن بايدن كذب على الشعب الأميركي وبأن القاعدة لم تختف من أفغانستان كما زعم بايدن كذباً قبل عام”.

هذه الخطوة جاءت في سبيل تدعيم بايدن موقفه السياسي على الصعيدين الداخلي والخارجي خاصة في ظل الأزمة الأوكرانية – الروسية.

كرر الرؤساء الأميركيون هذه الاستراتيجية في سبيل تدعيم موقفهم، فكانت ورقة في أيديهم خاصة في ما يتعلق بالولاية الرئاسية واختيار زمن تنفيذ العمليات. وأشارت تقارير الى استخدام أوباما هذه القضية خلال حملته الانتخابية في مواجهة خصمه الجمهوري.

شارك المقال