وداعاً فريد مكاري

لينا دوغان
لينا دوغان

أبو نبيل ابن أنفه – الكورة، تلك الشخصية التي لمعت في المشاريع الهندسية وإدارة الأعمال والسياسة وهندسة السياسة، هو المهندس المتخرج من الولايات المتحدة الأميركية لينضم إلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري في شركتَيْ أوجيه السعودية والعالمية ليدخل بعدها أيضاً عالم السياسة إلى جانب الرفيق…

رافق الرفيق أيضاً في خوض غمار السياسة فدخل المعترك من باب النيابة في منطقته التي بقي نائباً عنها من عام ١٩٩٢ حتى ٢٠٠٥. شغل أيضاً منصب وزير إعلام ومنذ العام ٢٠٠٥ انتُخب مكاري نائباً لرئيس مجلس النواب.

الوطني والسيادي وصاحب المواقف الحاسمة في موضوع حرية واستقلال لبنان التي برزت كلها خلال مرحلة التحضير لوثيقة “البريستول” وتوّجها بعد استشهاد الرئيس الحريري بحضوره كأبرز الوجوه في ثورة الأرز، خصوصاً ضد الوجود السوري في لبنان والسلاح غير الشرعي وحزب الله رافضا المثالثة والمشروع الإيراني.

خلال مرحلة الربيع العربي، حصل بين فريد مكاري وبيني حديث فكان له رأي بأن ما نراه يحصل في مصر، أكيد سنراه يوماً ما في سوريا ويسقط النظام السوري. كان له رأي وأمل كبيرين نظراً لموقفه المعادي لهذا النظام، وكان لي رأي لكنني لم أحلم بالتفاؤل الذي كان في قلب وعقل أبو نبيل التوّاق إلى كل ما من شأنه أن يحرّر لبنان ويجعله حاكماً لا محكوماً وينتقم لكل الشهداء الذين سطّروا بدمائهم انتفاضة الاستقلال الثاني…

بقي رفيق الرفيق على الرغم من خسارة الحبيب وفياً وصادقاً مع سعد الحريري ولم يفارقه في أصعب الظروف وما أكثرها.

أنا شخصياً أعرف فريد مكاري دولة الرئيس الأنيق الراقي الذكي الكليم والمهضوم، لكنني سمعت عن وجه آخر وهو فريد مكاري الكريم صاحب البيت المفتوح والأيادي البيضاء، عرفته صراحةً بعد وفاته من العديد من الناس، وأقصد محبة الناس.

أبكيتنا حقاً وكانت تليق بك الضحكة الحلوة… وكان يليق بك السيجار… والحياة… أبكيتنا على أيام جميلة مضت ولن تعود… فلترقد روحك بسلام يا رفيق أغلى الناس.

شارك المقال