درباس لـ “لبنان الكبير”: نتوقع رئيساً بمواصفات حارس قضائي

لبنان الكبير

أسف الوزير السابق رشيد درباس لأن “هناك في هذا البلد من يقول (يا منحكم البلد يا عمره ما يكون)، وأنا سمعتها من هذا الشخص في خطاب كان مستنفراً وقال يومها (يا منحكم البلد يا بلالنا هالصخرة) ونحن نقول له هذه الصخرة متمسكون بها ولا أحد بامكانه أن يحكم البلد وحده بمعزل عن الآخرين وخصوصاً من أخذ نصيبه كاملاً وجرب حظه كاملاً فلم نر منه الا ما نراه الآن”.

وأشار درباس في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى أن “هناك تيارين في لبنان يتجاذبان، تيار يريد الإمساك بالسلطة ولو كان البلد أشلاء، وتيار يريد أن ينقذ السلطة وبانتظار الظروف المؤاتية كي تعيد تركيب جمهورية كما يجب أن تكون، وهذه الحالة القائمة”.

وقال: “اننا نسمع خطاب ما كان يسمى بـ 14 آذار، يريدون رئيس تحدٍ يخلصنا من الهيمنة الايرانية، ونرى في المقلب الآخر جهة تقول انها تريد رئيساً مقاوماً مثلما كان الرئيس إميل لحود، واذا أردت ازاحة ميزان القوى السياسي العام، والاضاءة على ميزان القوى البرلماني فنستنتج أنه لم يعد يسمح لأي فريق من هؤلاء أن يأتي برئيس (على كيفهم)، لا يملك الأكثرية التي توصله ولا النصاب، ومن لديه هذه الأكثرية يكون نصابه غير مكتمل، وبالتالي لا رئيس التحدي له نصيب ولا الرئيس الممانع له نصيب وعليه يقتضي أن تعيد الناس بعض الواقعية السياسية”.

وأوضح أن “الواقعية السياسية تطالب برئيس يكون حارساً قضائياً، رئيس الجمهورية الذي سيأتي بحسب الظروف المحلية وميزان القوى، وبحسب الظروف الاقليمية والدولية لا ينفع الا أن يحافظ على هذا الأمر ويتمتع بالنزاهة والإستقامة والإرادة، وأن يحافظ على قيام الدولة اللبنانية كي لا تنتهي. ولكن الأفرقاء السياسيين لا يتمتعون بهذه الواقعية السياسية فبات من الممكن أن نصل الى المحظور الذي بات مسموحاً واعتدنا أن الاستحقاقات مخترقة بدون (ما يرفلنا رمش)”.

وأكد درباس أن “موعد انتخاب رئيس الجمهورية كان مقدساً، وحدثت الكثير من المحاولات لتعطيل انتخاب إلياس سركيس وفشلت، كما حدثت محاولات عدّة لتعطيل انتخاب بشير الجميل وفشلت، ولم يتعطل استحقاق رئاسي الا عند انتهاء عهد الرئيس إميل لحود ولم يكن هناك مجال للوصول الى رئيس جديد الا ان حدثت أحداث التيار المعروفة وأصبحت هناك تسوية أوصلتنا الى فخامة الرئيس ميشال سليمان. وبعد ذلك بقينا عامين ونصف العام تقريباً من دون رئيس وكانت الحكومة تقوم بالدور، الى أن بادر كل من رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع والرئيس سعد الحريري للذهاب الى الخصم وأتيا بالرئيس ميشال عون”.

ولفت الى أن “العملية نفسها تتكرر اليوم، بحيث يقولون لنا ان الحكومة يجب أن تتألف ضمن مدة معقولة ورئيس الجمهورية لا يجب أن ينتخب ضمن مهل دستورية معينة، واعتدنا على أن الاستحقاقات التي كانت مماثلة لشروق الشمس وغيابها ومثل تبادل الفصول باتت استحقاقات خاضعة لمزاج المتحكمين في السلطة”، متوقعاً “رئيس جمهورية بمواصفات الحارس القضائي، ولكنني مع الأسف لا أرى حتى الآن أن القوى السياسية تتمتع بالواقعية السياسية التي توصلنا الى هكذا رئيس، وعليه من الممكن أن نصل الى الفراغ، ولنتجنب سيئات هذا الفراغ من الأفضل أن تتشكل الحكومة”.

شارك المقال