حفريات تقطع الانترنت في الهرمل… والمحافظ “خارج التغطية”

آية المصري
آية المصري

تعيش منطقة الهرمل وضعاً حرجاً جداً هذه الأيام، فبعد كل أزماتها المتتالية، لا تزال خدمة الانترنت متوقفة لليوم الثالث على التوالي من دون معرفة السبب الحقيقي. وفي المقابل، جرى تداول العديد من المعلومات مفادها أن هناك جهة غير معروفة قامت بحفر احدى الطرقات في مدينة بعلبك وتعمدت قطع الخط الممتد الى الهرمل بهدف وقف الخدمة عن المنطقة. في حين نفت معلومات أخرى عملية الحفريات هذه، مؤكدة أن السبب الرئيس يتعلق بعطل مركزي من “أوجيرو”. والمؤكد حتى هذه اللحظة أن الخدمة لا تزال متوقفة اضافة الى سوء الارسال وغيابه تماماً لمستخدمي شركة “ألفا” في الهرمل. فما حقيقة ما يجري؟ وماذا عن السبب الرئيس وراء هذا الإنقطاع المتواصل؟ وهل ستعود الخدمة في القريب العاجل؟

كريدية: كابل الألياف الضوئية مقطوع

“كابل الألياف الضوئية مقطوع وفريق العمل يقوم منذ ساعات الفجر الأولى بالعمل على معالجة هذه المشكلة ويفترض بعد ساعات أن تعود الخدمة لكل المنطقة” بحسب ما أكد المدير العام لـ”أوجيرو” عماد كريدية لموقع “لبنان الكبير”، لافتاً الى أن “غالبية حالات قطع (الفايبر) تكون نتيجة محاولة سرقة هذا الكابل لأنهم يعتقدون أن في داخله مادة النحاس التي تباع بأغلى الأسعار من جهة، أو نتيجة الحفر من دون الحصول على إذن مسبق من وزارة الاتصالات ما يؤدي الى قطع الكوابل من دون إبلاغنا بهذا العطل من جهة ثانية”.

خضر يقرأ ولا يرد

وبعد العديد من محاولات التواصل مع محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر، وقراءته للرسائل التي بعثنا بها اليه ومعرفته بالموضوع، لم يرد لا على الرسائل ولا على الإتصالات. وهذه ليست المرة الأولى التي يتجنب فيها خضر الاجابة عن الأسئلة والمواضيع مع العلم أنه يرى كل الرسائل.

أهالي الهرمل: الموت أرحم

واعتبر حسن أن “الحياة في البقاع وتحديداً منطقة الهرمل باتت صعبة جداً، فكل مقومات العيش بكرامة أصبحت معدومة واليوم همنا الوحيد كيفية تأمين التدفئة خلال فصل الشتاء الذي إقترب كثيراً. وكل شيء بات بالدولار ولا تزال رواتبنا لا تتعدى المئة دولار، حتى أن المصروف في الأيام الأخيرة زاد نتيجة إنقطاع الانترنت في المنطقة وهذا ساهم في توقف عملنا خصوصاً أنني أعمل أونلاين، وبالتالي قمت بتعبئة دولارات على هاتفي المحمول كي أتمكن من الحصول على الانترنت وأنجز العمل المطلوب”.

وأشار عدد كبير من شباب الهرمل رفضوا الكشف عن أسمائهم الى أن “السبب الرئيس وراء هذا الإنقطاع يعود الى حفريات كانت تقوم بها جماعة مجهولة في منطقة بعلبك، ونتيجة الحفر غير الدقيق قامت بقطع الخط الذي يفصلنا عن بعلبك 22 كلم، وبالتالي نعيش في إنقطاع كلي وخدمة رديئة جداً منذ مساء الجمعة”.

اما نور فقالت: “أعيش في الهرمل، وأعمل عن بُعد نتيجة إرتفاع أسعار المحروقات وصعوبة التنقل في لبنان، وهذا هو اليوم الثالث الذي لم أتمكن فيه من إنجاز ما هو مطلوب مني في العمل نتيجة غياب الانترنت، وحاولت التواصل مع معظم أصدقائي كي أعمل لديهم لكن مع الأسف الجميع لا يملك الانترنت اضافة الى أن خطوط ألفا متوقفة طيلة اليوم”. واعتبرت أن “الأوضاع من سيء الى أسوأ ولا نعلم لماذا هذا الانقطاع المتواصل؟”.

من الواضح أن أهالي البقاع لم تعد لديهم القدرة على تخطي أزماتهم اليومية، حتى تأتيهم أزمة جديدة تزيد عيشهم مرارة وحسرة. فهل ستعالج هذه المشكلات من دون وقوع المزيد من الأضرار؟

شارك المقال