المطران رحمة لـ”لبنان الكبير”: الحياد والمؤتمر الدولي لإنقاذنا من جهنم

هيام طوق
هيام طوق

أكد المطران حنا رحمة، راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر للموارنة، أن “الحياد الإيجابي لمصلحة البلد بكل فئاته وطوائفه وسيحميه من الصراعات والاصطفافات المحورية”، معتبراً أن “من يلفقون الأخبار حول الحياد هم ضده ومرتهنون للخارج”، داعياً إلى “الالتفاف حول البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي لعقد مؤتمر دولي يشكل خارطة طريق لإنقاذ لبنان من جهنم التي لا نرى قعرها وهنا خطورة الاستمرار بالانهيار”.

ورأى رحمة في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي طرح موضوعي الحياد والمؤتمر الدولي برعاية الامم المتحدة، بعد تدهور الوضع في لبنان، والوصول إلى حائط مسدود مع المسؤولين الذين أوصلوا البلد إلى جهنم”.

ولفت إلى أن “الحياد الذي طرحه البطريرك حياد إيجابي وليس سلبياً، بمعنى أن هذا الحياد سينجي لبنان ويحميه من الصراعات والاصطفافات المحورية وإلا سنكون كالمثل القائل: نهار جوعة ونهار شبعة”.

وقال: “من يلفقون الأخبار حول الحياد هم ضده… كيف يمكن لحزب أو تيار أو أي طرف أن لا ينتمي إلى وطنه، ويعمل لما فيه مصلحته أولاً. وللأسف لدينا أحزاب مرتهنة للخارج، وتتلقى الأموال الضخمة للاستمرار، لكن لا يمكن لأي بلد أن ينهض ويتطور وفيه أحزاب لا تنتمي إلى أوطانها وتعمل لمصلحتها أولاً وأخيراً”.

وشدد على أن “الحياد لمصلحة البلد بكل فئاته وطوائفه، وطروحات البطريرك وطنية بامتياز لا تميز بين فريق وآخر بل تصب في المصلحة الوطنية العامة”.

وعن تخوف البعض من مسألة المؤتمر الدولي، لفت رحمة إلى أن “البطريرك وصل إلى حائط مسدود للتفاهم مع المسؤولين، حيث حاول بكل الطرق توعيتهم حول الخطر الذي يحيط ببلدهم، واستخدم كل الوسائل لإعادتهم إلى وطنهم، حتى إنه اعتبرهم في حالة خيانة عظمى. لكن عندما وجد أنه لا حياة لمن تنادي طرح موضوع المؤتمر الدولي برعاية الأمم المتحدة المؤلفة من 190 دولة”.

أضاف أن “المؤتمر ليس كما يعتقد البعض لصالح فريق على حساب آخر، بل هو للمصلحة الوطنية العامة، ولو كان مثلاً لصالح المسيحيين لكان توجه إلى الدول المسيحية الكبرى كفرنسا وغيرها، لكنه لجأ إلى المنظمة التي تنضوي تحت جناحيها دول تدعم هذا الفريق ودول تدعم الفريق الآخر”.

وأكد أن “البطريرك يتمنى لو أن كل الأطراف اللبنانية تسير معه نحو الأسرة الدولية، وتلتف حوله وتؤيد طروحاته، لنضع جميعنا خارطة طريق تساهم في قيامة لبنان وانتشال الشعب اللبناني من المأساة التي يعيشها يومياً على المستويات كافة. نحن اليوم بأمس الحاجة لإيجاد حلول لمشاكلنا برعاية الأسرة الدولية بعد أن تعذر على المسؤولين في الداخل من السير بالبلد إلى بر الأمان. نحن نتخبط في جهنم التي لا نرى قعرها وهنا تكمن الخطورة والخوف على لبنان وشعبه من الانهيار غير المحدود”.

وأشار إلى أن “طروحات البطريرك لا تزال قيد المتابعة وتحصل لقاءات مع أطراف معنية في هذا الشأن، وهو متمسك بهذه الطروحات لأنه مقتنع بها ويحاول إقناع الأفرقاء الآخرين بها لأن لبنان هو وطن واحد موحد لكل أبنائه وليس تابعاً لأي دولة، ولكن للأسف هناك جهات مرتبطة بالخارج بشكل وثيق ومصالحها لا تسمح لها بفك هذا الارتباط وهنا يكمن الخطر الأكبر… لا يمكن للبلد الاستمرار بهذا النهج المتبع وبهذا الاستخفاف في التعاطي مع القضايا، التي تهم الشأن العام وتنفيذ الأجندات الخارجية على حساب المصلحة الوطنية”.

وتحدث رحمة عن لقاء جمعه بالرئيس المكلف سعد الحريري، لافتاً إلى أنه “لمس إصراره على تشكيل حكومة من اختصاصيين مستقلين” ليتساءل: “لماذا لا نستعين بالكفاءات اللبنانية في الخارج المتحررة من القيود الحزبية والطائفية، والتي تتمتع بجدارة عالية لإنقاذ البلد وانتشاله من مأساته”.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً