جمهورية العصفورية ترحب بكم!

رامي عيتاني

“جمهورية العصفورية” عبارة أطلقها أحد المراقبين الذين تابعوا عن كثب “الحراك الغازي” في بحرنا، بعدما شاهد الاجتماعات الرئاسية مع آموس “وسيط الجمهورية” الذي بات سريعاً من أهل البيت. وكي “يكتمل النقل بالزعرور”، أبى آموس الحضور، وأوكل إلى السفيرة الأميركية نقل المسودة إلى القصر الجمهوري، مشهد يثير الاستغراب والشبهات، المنظومة التي أفسدت هي التي تعالج.

الكل يمنّي النفس بالغاز المبارك، “حزب الله” الراعي الأول والحامي لجماعة المنظومة حرك مسيراته على بركة الله وكله “أمل” أن يستجيب الدعاء. وبقدرة الاتفاق النووي المنتظر توقيعه على أحر من الجمر الايراني استجابت الدول المعنية للدعاء، فغادر “المقاومون” كاريش تاركين للدولة وأركانها التسلية برسم الخطوط وتلوينها. وبسرعة بدأت ثعالب المنظومة “تخرطش” على مياه المتوسط خطوط الطول والعرض باللون الأزرق وبمراقبة أميركية مع العصا والجزرة، لكن المنظومة ذات الرؤوس المتعددة لها الباع الطويل والخبرات في التخلص الذكي، وطالما الحزب ساكت هادئ يكتفي بما أراده في هذا البحر. انصرف كل واحد من المنظومة إلى تدبير شؤونه طالما الجزرة الأميركية معروضة… واحد في البياضة وصل الليل بالنهار عله يفك حبل العقوبات، فيما رفيقه فتح بيت الضيافة في ضهور الشوير ولائم وكرماً طالما “طعمي التم بتستحي العين” والضيف آموس وازن في إدارته الأميركية فلا بد لهذا الطوق أن يفك، خط بالزائد متعرج أو مستقيم لا فرق طالما أن البحر واسع وسع المدى.

اما البقية من فرسان المنظومة فكانت في حضرة مسودة الاتفاق المعروضة أمامها كطير الوروار، هادئة، تهز الرؤوس بنعم المدوية والموافقة السريعة، فالكل عند الأميركي مرتكب، والتهمة لا تعوزها المستندات والأدلة بل أرقام وسحوبات وتهريب العملات إلى الخارج بالأرقام والتواريخ المحفوظة في وزارة الخزانة الأميركية، فشكلت العصا الأميركية المرفوعة هاجساً لدى هؤلاء وعاملاً لتسريع اللقاء الموسع في القصر. ارتاحت جماعة العهد، لأنها انتصرت على فريق “اللي ما خلونا” للمرة الأولى في السنوات الست، وانتصر سيد العهد في آخر لياليه الرئاسية بإنجاز طال انتظاره، دسم يسمن بعد طول جوع، وهكذا ينتهي العهد “بتوقيع” علماً أن العالم لم يجبره، بل الغاز بركة لا تنضب اذا أحسن العهد والمنظومة استغلالها وهم خبيران محلفان في ذلك، فلا لزوم بعد اليوم للسدود الجرصة ولا للبواخر الفضيحة ولا ولا… بل غاز يوزع ولا ينضب، مهما تكالبت الأحزاب والقوى السياسة والمنظومة عليه فالآبار “سدادة”.

قيل ان الفاجر يأكل مال التاجر، هذا صحيح. أما في لبنان فالفاجر يأكل التاجر والمنظومة أكلت الفاجر والتاجر وأموال الناس، ولن تكتفي بل جهزت نفسها وشركاتها وأزلامها للانقضاض على الثروة المنتظرة. فلا فرق لدى هذه المنظومة بين خطوط الطول والعرض أو بين كاريش وقانا أو بين خط ٢٣ أو ٢٩، كله عند المنظومة فلوس.

شارك المقال