موسكو تجدد الدعم للحريري… ولا خرق بعد لجدار التشكيل

هيام طوق
هيام طوق

بين عقد تأليف الحكومة الداخلية والخارجية، ضاع اللبنانيون في متاهات لا ناقة ولا جمل لهم فيها لأن جُلّ ما يهمّهم الخلاص من لهيب جهنم الذي يحرقهم كيفما استداروا في حياتهم اليومية. سبعة أشهر مرت على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة والأمور على حالها تدور في حلقة التعثر المستمر، على الرغم من كل المبادرات العربية والدولية، ولعل أبرزها الفرنسية التي أصبحت في حكم الميتة سريرياً.

فأين كلمة السر وسط انقسام اللبنانيين بين من يرى أن التأليف رهن بضوء أخضر خارجي وبين من يعتبر أن معظم العراقيل من إنتاجنا الداخلي؟ وهل هناك من أمل في ولادة حكومة من خلال مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد إعادة مجلس النواب التكليف للحريري ومسعى بكركي للخروج من النفق المظلم؟

وفيما يتردد الكلام عن دافع منشط لمبادرة بري، صدر موقف روسي لافت في توقيته عقب مناقشة رسالة الرئيس ميشال عون في مجلس النواب، اذ أعادت موسكو التأكيد، بعد اجتماع المبعوث الروسي الخاص نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع جورج شعبان الممثل الخاص للحريري، على “تشكيل حكومة تكنوقراط برئاسة سعد الحريري قادرة على حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الملحّة والحادة الماثلة أمام لبنان”.

موقع “لبنان الكبير” سأل جهات معنية فتقاطعت الآراء بأن لا جديد حالياً على مستوى التأليف، إلا أن المبادرات والوساطات لا تزال قائمة لخلق ثغرة في جدار التشكيل.

قزي: ما يهم بكركي اتفاق الطرفين على مخرج

الوزير السابق سجعان قزي لفت إلى أن “لا شيء جديداً على صعيد تشكيل الحكومة. ونحن بانتظار عودة الرئيس المكلف على أمل أن يقدم تشكيلة جديدة لرئيس الجمهورية. وجل ما يهم بكركي من خلال مسعاها أن يتفق الطرفان على مخرج لتشكيل حكومة”.

ورأى أن من يقول إن عقد التشكيل داخلية “يريد تحييد إيران وسوريا عن تحمل مسؤولية عرقلة التأليف، علماً أنه يوجد بالطبع عقد داخلية بين الجماعة السياسية حول الحصص والحقائب والأسماء، لكن تمديد عدم التشكيل لا يعود فقط إلى العقد الداخلية بل أساساً إلى أن بعض القوى السياسية ترهن مصير الحكومة بمصير المفاوضات الأميركية – الإيرانية والإيرانية – الخليجية”.

وشدد على أن “مصيرنا مرتبط بتطورات الوضع في المنطقة طالما هناك أطراف لبنانية لديها ولاء لدول أخرى”.

علامة: بري يسعى للتوافق بمظلة المبادرة الفرنسية

عضو كتلة التنمية والتحرير النائب فادي علامة قال: “رئيس مجلس النواب نبيه بري يسعى دائماً لإيجاد حلحلة في ملف تشكيل الحكومة ولن يتوقف عن المبادرات في هذا الإطار. لكن المهم أيضاً أن يلمس جدية من قبل الأطراف المعنية بالتأليف لأننا أمام مسؤولية وطنية كبرى” وأكد انه “حالياً لا جديد يذكر في الشأن الحكومي لكن الرئيس بري يسعى للتوافق بين المعنيين تحت مظلة المبادرة الفرنسية، ويبقى طرحه قائماً بتأليف حكومة من 24 وزيراً بلا ثلث معطّل”.

ولفت إلى أنه “بعد جلسة مجلس النواب السبت الفائت عقدت لقاءات في اليونيسكو لتدوير الزوايا وحث الأطراف على تشكيل حكومة قبل الوصول إلى الانهيار الكبير”، معتبراً أن “عقد التشكيل تكمن في الداخل بسبب تمسك الأطراف بمواقفها”.

 

علوش: عون لا يلاقي الحريري في منتصف الطريق

نائب رئيس “تيار المستقبل” مصطفى علوش أكد أن “لا جديد على خط تأليف الحكومة حيث إن الرئيس المكلف يسعى مراراً وتكراراً لحلحلة الأمور وإيجاد مخارج ترضي الأطراف، لكن رئيس الجمهورية لا يلاقيه في منتصف الطريق بل يبقى متمسكاً بمواقفه ومتشبثاً بآرائه”.

وعمن يربط التأخير في ايجاد حلحلة لتشكيل الحكومة بسفر الرئيس المكلف قال علوش: “الحلحلة لا ترتبط أبداً بسفر الرئيس المكلف أو بوجوده في لبنان، لأنه عند حصول أي تقدم في هذا الإطار يعود الرئيس فوراً من دون أي تأخير”.

وشدد على أن “الرئيس المكلف أبدى دائماً استعداده للنقاش بالأسماء والحقائب، وهو استمع لدعوة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي لتقديم تشكيلة حكومية محدثة إلى رئيس الجمهورية والاتفاق معه على الهيكلية والحقائب خصوصاً حقيبة وزارة الداخلية على أساس حكومة اختصاصيين غير حزبيين من دون ثلث معطل، لكن الحريري يصطدم دائماً بستاتيكو قائم في القصر الجمهوري حيث يبقى القديم على قدمه”.

ورأى علوش أن “هناك تساهلاً إقليمياً في عدم التشكيل من خلال “حزب الله”، حيث إن إيران تحتفظ بالملف اللبناني كورقة ضغط في يدها في المفاوضات النووية القائمة حالياً مع أميركا، كما أن هناك عقداً شخصية عند بعض المسؤولين في الداخل اللبناني”.

 

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً