حسنا فعل بشار

عالية منصور

دائما ما يعود المجرم الى مسرح جريمته. هكذا فعل بشار حافظ الأسد. كل مدينة وقرية في سوريا كانت يوما ذكرى لجريمة ارتكبها بشار الاسد، ولكنه هذه المرة اختار دوما في الغوطة الشرقية لينتخب هو وزوجته، التي اطلقت عليها الغارديان البريطانية لقب “السيدة الأولى للجحيم”.

دوما، التي كان نصيب اهلها القتل خنقا بالسلاح الكيماوي، زارها بشار ناخبا باسما مبتهجا، سعيدا هو وزوجته بمسرحية هزلية تافهة تسمى زورا انتخابات. زارها ليقول انه انتصر. ولكن المشهد في دوما كما كل المشاهد الاتية من سوريا، كان شاهدا على اجرام الاسد لا على انتصاره، شاهدا على عزيمة السوريين واصرارهم، لا على استسلامهم.

كان هناك “سوريتان”: سوريا التي رفضت الذل وحكم الاسد فخرجت التظاهرات على الرغم من كل ما عاناه وتعرض له السوريون خلال السنوات العشر الاخيرة، ليؤكدوا استمرار ثورتهم وعدم قبولهم بالرضوخ لآلة القتل السورية الروسية الإيرانية؛ وسوريا الخاضعة لسلطة الاسد والتي بدا عليها الأسى والحزن على الرغم من حلقات الدبكة والمهرجانات الغنائية التي عقدها النظام واجبر البعض على المشاركة بها.

فحتى في مناطق نفوذه وسيطرته خرجت التظاهرات لتقول له لا. ودرعا، حيث كانت الشرارة الاولى للثورة قبل أكثر من عشر سنوات، عادت لتجدد عهد الثورة الاول ولترفض اعطاء الشرعية للقاتل، كما قالت اللافتات التي رفعها الأهالي. وحتى في مراكز الاقتراع وبوجود جميع أجهزة المخابرات، كان هناك من يجرؤ على تصوير المهازل الحاصلة ونشرها ليقول للعالم هذا هو بشار الأسد، وهذه هي المهزلة التي يسميها زورا انتخابات، حيث موظف الامن يقترع بالجملة عن المواطنين، وموظف اخر يغير قميصه ليقترع مرتين.

ظن النظام انه باقامة حفلات هابطة يعلن فوزه، وان تصويت بعض ممن انتخبوا بشار بدماء مسحوبة من صدورهم وقلوبهم لهو دليل على الفوز الكبير. لكن حقيقة المشهد كانت شديدة الكآبة والبؤس، وهل من مشهد اشد بؤسا من رؤية اصوات الناخبين تنقل للفرز بسيارات نقل القمامة؟ كل ما في سوريا الاسد بائس ويائس، ولكن مشهد سيارات نقل القمامة لأصوات الناخبين كان الاكثر واقعية في هذه المهزلة المسماة زورا انتخابات، فلا ارادة السوريين ولا أصواتهم كانت تعني أكثر من القمامة لهذا النظام منذ وصول حافظ الاسد الى السلطة.

حسنا فعل بشار الاسد باصراره على اجراء هذه المهزلة، التي سميت زورا انتخابات، فعلى الرغم من كل الاجرام الذي استخدمه هو ونظامه وحلفاؤه في السنوات العشر الاخيرة، اتت هذه المهزلة لتعيد المشهد السوري مجددا الى الواجهة، ولينقل الاعلام كأيام الثورة الاولى صورا وفيديوهات لسوريين يتظاهرون طلبا للحرية، ولتصدر معظم دول العالم المتقدم بيانات تؤكد مجددا ان لا شرعية لهذه الانتخابات وانها لن تعترف بنتائجها.

فأكثر من نصف الشعب السوري مهجر بين لاجىء في الخارج ونازح في الداخل غالبيتهم في مناطق لا تخضع لسيطرة النظام.

حسنا فعل بشار الاسد باصراره على اجراء هذه المهزلة، ليثبت للعالم مجددا انه غير معني لا بحل سياسي ولا بأي حل من اي نوع، طالما انه يشعر ان بامكانه الافلات من عواقب جرائمه. هو كل ما يعنيه الكثير من عمليات التجميل والحفلات الهابطة والرقص فوق جثث الضحايا.

حسنا فعل بشار، فقد اظهر للعالم ان هذا الشعب وبعد كل ما حصل، ما زال يتمسك بارادة الحرية والحياة.. شعب يستحق الحرية والحياة.

دائماً ما يعود المجرم إلى مسرح جريمته. هكذا فعل بشار حافظ الأسد. كل مدينة وقرية في سوريا كانت يوماً ذكرى لجريمة ارتكبها بشار الأسد، ولكنه هذه المرة اختار دوما في الغوطة الشرقية لينتخب هو وزوجته، التي أطلقت عليها الغارديان البريطانية لقب “السيدة الأولى للجحيم”.
دوما، التي كان نصيب أهلها القتل خنقاً بالسلاح الكيماوي، زارها بشار ناخباً باسماً مبتهجاً، سعيداً هو وزوجته بمسرحية هزلية تافهة تسمى زوراً انتخابات. زارها ليقول إنه انتصر. ولكن المشهد في دوما كما كل المشاهد الآتية من سوريا، كان شاهداً على إجرام الأسد لا على انتصاره، شاهداً على عزيمة السوريين وإصرارهم، لا على استسلامهم.
كان هناك “سوريتان”: سوريا التي رفضت الذل وحكم الأسد فخرجت التظاهرات على الرغم من كل ما عاناه وتعرض له السوريون خلال السنوات العشر الأخيرة، ليؤكدوا استمرار ثورتهم وعدم قبولهم بالرضوخ لآلة القتل السورية الروسية الإيرانية؛ وسوريا الخاضعة لسلطة الأسد والتي بدا عليها الأسى والحزن على الرغم من حلقات الدبكة والمهرجانات الغنائية التي عقدها النظام وأجبر البعض على المشاركة فيها.
فحتى في مناطق نفوذه وسيطرته خرجت التظاهرات لتقول له لا. ودرعا، حيث كانت الشرارة الأولى للثورة قبل أكثر من عشر سنوات، عادت لتجدد عهد الثورة الأول ولترفض إعطاء الشرعية للقاتل، كما قالت اللافتات التي رفعها الأهالي. وحتى في مراكز الاقتراع وبوجود جميع أجهزة المخابرات، كان هناك من يجرؤ على تصوير المهازل الحاصلة ونشرها ليقول للعالم هذا هو بشار الأسد، وهذه هي المهزلة التي يسميها زوراً انتخابات، حيث موظف الامن يقترع بالجملة عن المواطنين، وموظف آخر يغير قميصه ليقترع مرتين.
ظن النظام أنه بإقامة حفلات هابطة يعلن فوزه، وأن تصويت بعض ممن انتخبوا بشار بدماء مسحوبة من صدورهم وقلوبهم لهو دليل على الفوز الكبير. لكن حقيقة المشهد كانت شديدة الكآبة والبؤس، وهل من مشهد أشد بؤساً من رؤية أصوات الناخبين تنقل للفرز بسيارات نقل القمامة؟ كل ما في سوريا الأسد بائس ويائس، ولكن مشهد سيارات نقل القمامة لأصوات الناخبين كان الأكثر واقعية في هذه المهزلة المسماة زوراً انتخابات، فلا إرادة السوريين ولا أصواتهم كانت تعني أكثر من القمامة لهذا النظام منذ وصول حافظ الأسد إلى السلطة.
حسنا فعل بشار الأسد بإصراره على إجراء هذه المهزلة، التي سميت زوراً انتخابات، فعلى الرغم من كل الإجرام الذي استخدمه هو ونظامه وحلفاؤه في السنوات العشر الأخيرة، أتت هذه المهزلة لتعيد المشهد السوري مجدداً إلى الواجهة، ولينقل الإعلام كأيام الثورة الأولى صوراً وفيديوات لسوريين يتظاهرون طلباً للحرية، ولتصدر معظم دول العالم المتقدم بيانات تؤكد مجدداً أن لا شرعية لهذه الانتخابات وأنها لن تعترف بنتائجها.
فأكثر من نصف الشعب السوري مهجر بين لاجئ في الخارج ونازح في الداخل غالبيتهم في مناطق لا تخضع لسيطرة النظام.
حسناً فعل بشار الأسد بإصراره على إجراء هذه المهزلة، ليثبت للعالم مجدداً أنه غير معني لا بحل سياسي ولا بأي حل من أي نوع، طالما أنه يشعر أن بإمكانه الإفلات من عواقب جرائمه. هو كل ما يعنيه الكثير من عمليات التجميل والحفلات الهابطة والرقص فوق جثث الضحايا.
حسناً فعل بشار، فقد أظهر للعالم أن هذا الشعب وبعد كل ما حصل، ما زال يتمسك بإرادة الحرية والحياة.. شعب يستحق الحرية والحياة.

 

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً