باريس تراهن على الجيش وموسكو سئمت من باسيل

المحرر السياسي

عاود قائد الجيش العماد جوزاف عون نشاطه المعتاد في لبنان بعدما عاد من باريس، محملاً برصيد ودعم فرنسي تجاوز المساعدات العينية للجيش اللبناني، إلى وعود من شأنها بث روح الطمأنينة إلى أن المؤسسة العسكرية ليست وحيدة أو متروكة، بل هي كانت ولا تزال المؤسسة التي يثق بها المجتمع الدولي والدول العربية، التي لم تبخل عليه بالمساعدة عندما طلب ولبت النداء، وأولها العراق ومصر وعمان والمغرب من أجل حماية أمن لبنان واستقراره.
صرخة الجنرال عون في نيسان تردد صداها عند الفرنسيين وتلقفوا اللحظة المؤاتية، علهم يعيدون إحياء الوضع الحكومي والضغط على المسؤولين اللبنانيين لتحريك هذا الملف من بوابة الجيش وعبر شخص قائده الذي بان واثق الخطوات، والذي رأت فيه مصادر فرنسية رفيعة المستوى لموقع “لبنان الكبير” بأنه ذو شخصية غير انفعالية وتوحي بالثقة ويمكن التعاطي معها، وليست لديه مواقف تشنجية على غرار رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي يرزح تحت عقوبات أميركية معلنة وفرنسية غير معلنة بحقه، أدت إلى عدم زيارته إلى باريس على الرغم من الجهود الحثيثة التي قام بها السفير اللبناني في فرنسا ومستشاره السابق رامي عدوان، والذي لم يكن حاضراً في أي من لقاءات قائد الجيش لا سيما مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. في الوقت الذي كان اسم باسيل، وبحسب مصادر مطلعة، يتداول في موسكو أمام مستشار رئيس الجمهورية أمل أبو زيد الذي سمع من جانب الروس توصيفاً غير مرض، بأنهم لم تعد لديهم ثقة بشخصه وأنهم سئموا من أدائه السياسي الملتوي.

زيارة الجنرال عون، وما أحاطها من دلالات لجهة التوقيت والاستقبال والحفاوة لا سيما في الإليزيه والمواقف السياسية الفرنسية، شكلت صدمة للرئاسة الأولى ولباسيل على وجه التحديد. وبحسب مصادر مطلعة، حاول باسيل تعطيل هذه الزيارة والتشويش عليها لبعدها الرئاسي، والتي كشفت مدى الاهتمام الفرنسي بشخص الجنرال عون وبالمؤسسة العسكرية وأهمية دورها في الوضع الراهن، كما أن الهم الفرنسي يتمحور حول كيفية إنقاذ لبنان قبل الانهيار أو الارتطام الكبير في حال عدم تشكيل حكومة.
وأشارت المصادر إلى أن ماكرون طمأن عون خلال لقائهما إلى أن فرنسا باقية على عهدها والتزاماتها تجاه لبنان، وأنها ستسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى حشد الدعم للمؤتمر الدولي، الذي سيعقد تحت إشراف الأمم المتحدة من أجل مساعدة الجيش على غرار المؤتمر الذي عقد في روما سابقاً وقد شاركت فيه دول أوروبية وعربية.
ووفق معلومات لموقع “لبنان الكبير” فإن دولة عربية فاعلة كان لها دور مهم في التحضير لهذه الزيارة إلى فرنسا وإلى دول أخرى في المستقبل القريب.
ووعد الرئيس الفرنسي قائد الجيش بمساعدات عسكرية عاجلة عينية ومالية مباشرة تتعلق بالعسكريين والضباط لسد العجز في رواتبهم التي تقلصت بفعل سعر الصرف، ما قد يسهم بمدهم بجرعة من الثقة بمؤسستهم في ظل الصعوبات التي تعاني منها المؤسسة العسكرية في الوقت الراهن. وينطلق هذا الدعم من الأداء الذي قدمه الجيش اللبناني منذ بدء ثورة 17 تشرين وصولاً إلى تسلمه زمام الأمور عقب إنفجار مرفأ بيروت، إضافة إلى حفظ الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب والتهريب وضبط الحدود، ما أكسبه ثقة شعبية جراء التضحيات التي قدمها إبان الأزمات.

زيارة فرنسا، وما حملت من نتائج، قد تكون مقدمة لزيارات مقبلة يتم التحضير لها بإتجاه بعض دول القرار، وبينها الولايات المتحدة الأميركية، من أجل طلب الدعم والمساعدة لتحصين المؤسسة العسكرية، إذ أنه وقبل زيارة باريس أعلنت وزارة الخارجية الأميركية التزامها دعم الجيش من خلال منحة قيمتها 120 مليون دولار على شكل مساعدات وتمويل عسكري، فيما توقع البنتاغون أن يتم مد الجيش اللبناني بمساعدات مهمة حتى آخر السنة الحالية.

 

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً