ميقاتي يزيد مأزق باسيل بدعم فرنجية؟

آية المصري
آية المصري

أطلق رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي صفارة الحرب على “التيار الوطني الحر” وتحديداً رئيسه جبران باسيل من خلال دعمه العلني لمرشح الكواليس رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية. وفي خطوة مفاجئة، أطل ميقاتي أول من أمس ليعلن تمنيه بأن يكون فرنجية رئيساً للبلاد في المرحلة المقبلة، مشدداً على علاقتهما الطيبة والتاريخية. كما أكد وجوب أن يكون الرئيس مقبولاً من الجميع وألا يكون رئيس تحد لأحد، وهذه العبارة أعادت الى أذهان كل من سمعها وقرأها سؤال: كيف لا يشكل فرنجية تحدياً شخصياً لباسيل الذي يرفضه جهراً وعلناً؟

وسط كل هذه المناخات الساخنة، برز اجتماع رؤساء الحكومات السابقين الذي ضم الى الرئيس ميقاتي الرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام في دارة ميقاتي، وعاد الى الواجهة بعد تعليق طال منذ ما قبل الانتخابات النيابية وعبّر عن أبعاد ضاغطة في مسار أزمة الفراغ الرئاسي. وكان بيان الرؤساء واضحاً في ما يتعلق بوجوب تضافر كل الجهود الخيرة لدى النواب لاجراء الانتخابات الرئاسية للتوصل الى رئيس جديد.

من هنا، تطرح جملة تساؤلات: لماذا دعم الرئيس ميقاتي فرنجية مع العلم أنه لا يملك كتلة نيابية داخل المجلس؟ وهل فعلاً أن رئيس مجلس النواب نبيه بري قرّب المسافات بين الرؤساء من أجل التوافق على فرنجية أو أن هناك صفقة جديدة بين ميقاتي و”حزب الله”؟ وماذا وراء عودة رؤساء الحكومات السابقين الى الاجتماع؟

ميقاتي يبدي رأيه بقناعة

مصادر قريبة من الرئيس ميقاتي أوضحت في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “رئيس الحكومة يربطه الكثير من القواسم المشتركة بسليمان فرنجية، وهو لا يبدي رأيه بأحد بناءً على حزازيات على عكس الكثيرين انما يبدي رأيه بناء على قناعات، وعلاقته تاريخية مميزة مع فرنجية، ولا يعتبره رئيس تحد خصوصاً أن الأخير أشار في وقت سابق الى أنه لا يتحدى أي طرف”.

ورأت هذه المصادر أن “هناك مرحلة مفصلية في البلد، ومن الطبيعي أن يجتمع رؤساء الحكومات السابقين في ظل الفراغ الحاصل وأن يتشاوروا ويبدوا رأيهم في هذه المرحلة”.

حظوظ فرنجية إرتفعت

وأكدت مصادر مقربة من السرايا الكبير أن “الرئيس ميقاتي لم يقل أريد سليمان فرنجية كإرادة رئيس حكومة خصوصاً وأنه لا يملك كتلة نيابية في مجلس النواب، ولكنه أشار الى علاقته التاريخية المميزة بفرنجية نظراً الى عمق العلاقة بين طرابلس وزغرتا، وما لديه من حضور في المجتمع السني وانطلاقاً منها أبدى الرئيس ميقاتي تمنيه كأي مواطن عادي”، لافتة الى أن “فرنجية بات يملك أكثر من فرصة تجعله رئيساً للمرحلة المقبلة خصوصاً بعد الحفاوة السعودية به في منتدى الطائف وتموضعه في الصفوف الأمامية مع الرؤساء والتعاطي معه كمرشح أساسي وجدي لرئاسة الجمهوية ولاقى اهتماماً بصورة كبيرة في حين أن خصمه ميشال معوض كان في الصفوف الخلفية ولم يتعاط معه أحد بصورة رئاسية جدية. واليوم موضوع التحدي لا يكون للتيار الوطني الحر لأنه من الخط نفسه الذي ينتمي اليه سليمان فرنجية، على عكس القوات اللبنانية وكل فريق 14 آذار، وفي حال كان هناك تحدٍ شخصي فهذا لا علاقة له بالوضع الوطني”.

اما بالنسبة الى اجتماع رؤساء الحكومات، فاعتبرت المصادر أنه “ليس بنادٍ منظم أو جمعية تدعو الى اجتماعات بصورة دورية، بل رؤساء حكومات يجتمعون عندما تدعو الحاجة، وليس هناك اجتماع دوري انقطع وعاد مجدداً، وبيانهم الصادر عنهم كان في إطاره الطبيعي”.

باسيل في مأزق حقيقي

في المقابل، اعتبرت مصادر تابعة للثنائي الشيعي أن “الاستفزاز ليس داخل المحور الواحد، بل من محور الى آخر. والنائب جبران باسيل في مأزق حقيقي لأن لديه سليمان فرنجية الذي يملك قاعدة شعبية كبيرة، وكل هذا يجعله خائفاً ويعتبر الوضع القائم بمثابة امتحان يصعب تخطيه”، مشيرةً الى أن “دعم الرئيس ميقاتي لفرنجية بالاسم، كان لافتاً، مع العلم أن الرئيس نبيه بري أراده منذ اللحظة الأولى ولكن لم يقلها رسمياً حتى هذه اللحظة، ومعاونه السياسي الأول علي حسن خليل أشار في وقت سابق الى أن فرنجية لم يترشح حتى هذه اللحظة”.

وأكدت المصادر أن “الرئيس بري لا يخفي موقفه تجاه فرنجية، ودوره محلي وعربي ودولي من أجل انهاء الفراغ الرئاسي ويسعى بصورة متواصلة الى تسهيل الأمور من دون تعقيدات”.

يتظهر من كل ما يجري أن الرضا الدولي على المرشح غير الرسمي بدأت ترتسم ملامحه أكثر وأكثر، وأن صيغة التوافق والاجماع على فرنجية رهينة الوقت، وأن معالم هذا القبول لن تطول أكثر.

شارك المقال