الحكومة Game Over والانتخابات النيابية في الخريف؟

ليندا مشلب
ليندا مشلب

تسارعت التطورات السياسية وأصبحت البلاد على مسافة أيام من معرفة مصير ملف تشكيل الحكومة، ومسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اعتبر “آخر الفرص الأخيرة” بعد سقوط المبادرة الفرنسية. إلا أن فشل الحراك الذي تقوده عين التينة لن يكون آخر الدنيا، وأيام السوء لن تصل إلى التفجير الكبير، الذي حذر كثيرون من أنه سيصل إلى ذروته بداية حزيران. فالشهر سيجر الشهر إلى أواخر هذا العام حتى لا نقول العام المقبل. وكما أمضى اللبنانيون ٩ أشهر بعد انفجار المرفأ سيمضون شهوراً إضافية بحالة مراوحة قاتلة تتقدم فيها الخيارات والتطورات السياسية على ما عداها.

الدعم يرفع نفسه تدريجياً من دون التمدد إلى المواد التي يمكن أن تشعل الأرض بالمباشر، أي بصريح العبارة لن يعلن أي قرار يفجر الشارع كما حصل مع واتساب ١٧ تشرين، إنما الأمور ستزداد تعقيداً وصعوبة والمواطن يتكيف معها تدريجياً بحسب ما أورد مصدر سياسي رفيع المستوى لـ”لبنان الكبير” قائلاً إن سياسة ترك الأمور على حالها بضياع وتخبط ستدفع الناس إلى الانتظار لمعرفة كيف ستنتهي الأزمة، وما سيكون مصيرها ومصير أموالها وأعمالها على قاعدة “يسواني ما يسوى غيري”. كما أن التظاهر والاحتجاج وقطع الطرقات سيكون ضد من؟ وفي وجه من؟ طالما لا حكومة ولا مؤسسات والأجهزة تشكو والكل مستقيل من مسؤولياته، أما الأحزاب الكبرى صاحبة الجمهور الأكبر فلن تذهب حالياً إلى لعبة الشارع التي أثبتت فشلها وأصبحت مكشوفة…

يضيف المصدر السياسي: اللبناني اليوم يعيش وكأنه في حالة حرب، يعتقد أن عليه أن يصبر ليرى من فيها الرابح ومن الخاسر. يمضي أيامه ترقيعاً بترقيع، يؤمّن الأساسيات في مأكله ومشربه والقليل أو العدم من الثياب والترفيه، يؤجل كل الفواتير غير الضرورية، تأقلم مع طابور البنزين وكهرباء الدولة والمولدن يشتري ربطة الخبز بأربعة آلاف من بعض المتاجر كما يشتري حاجياته بأسعار خيالية. يخرج متذمراً حاقداً ويكتفي بالسباب… وهذا هو الموت البطيء وسياسة الضفدع.

يتابع المصدر: التغيير الوحيد الذي يمكن أن يحصل من خارج التوقع سيكون سياسياً بامتياز، أي خطوات ومفاجآت يقدم عليها الأفرقاء السياسيون من بينها وأبرزها المتاح حالياً الانسحاب من المجلس النيابي الذي سيصبح إذا ما استقال نصف أعضائه بحكم المنحل، ما سيحتم إجراء انتخابات مبكرة تحدد على الأرجح خريف هذا العام. من هنا لا صوت يعلو فوق صوت المواقف الشعبوية ومخاطبة الرأي العام وشد العصب، لأننا دخلنا عصر الانتخابات وعلى الأرجح ستكون تحت إشراف حكومة حسان دياب.

ويكشف المصدر أن هذا الأسبوع لن يحمل أي جديد، لان كل فريق يعكف على درس خياراته وجدوى قراراته ويهتم بحشد الشارع حوله. كما كشف أن كلاً من باسيل والحريري يريدان الخروج من المجلس للقيام بضربة استباقية. لكن من يخرج أولاً هذا هو السؤال؟ فالسياسة هذه المرة تسبق الشارع الذي سيجد نفسه متفرجاً على حلبة صراع سياسي غير مسبوق لا حول له فيه ولا قوة سوى الوقوف خلف زعيمه، لأن العوامل التي تجعله ينزل إلى الشارع يعمل حالياً على إيجاد علاجات ترقيعية لها على سبيل المثال: الكهرباء ستؤمن لمدة ١٢ ساعة يومياً بعد الاتفاق الذي تم بين المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ورئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي في زيارة ابراهيم الاثنين إلى بغداد التي تعهدت بتأمين ٥٠٠ ألف طن من الغاز أويل والفيول أويل إلى وزارة الطاقة مع إمكانية تبديلها في البصرة لتوائم المعامل اللبنانية. وهذا الإنجاز سيريح قطاع المحروقات لجهة تمديد أمد دعمه مع تحويل فتح اعتمادات الكهرباء إليه. كما أن الأدوية الأساسية ستبقى على ما هي عليه اليوم وهناك جهود تبذل للجم ارتفاع سعر الدولار داخلية و”خارجية” لتقطيع مرحلة مخاض إنتاج الحل السياسي.

ويختم المصدر: الحكومة game over والمناورات استنفدت وانتهت وإلى الانتخابات دُر…

 

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً