طاووس “منتوف” بالرئاسة… وحكيم “جديد عالكار” السني

رواند بو ضرغم

تختلف الأطراف الداخلية في الرؤية السياسية والاستراتيجيا، الا أنها تتحد في قراءتها للنائب جبران باسيل على أنه “دجاجة مفكر حاله طاووس”.

في 13 تشرين 2019 توعد باسيل بقلب الطاولة على حلفائه وخصومه. وبعد أربعة أيام فقط، باغتته ثورة 17 تشرين وقلبت عهد عمه رأساً على عقب، ونظم له الثوار أبيات “هيلا هيلا هو”. حارب صهر العهد من أجل عدم تكليف الرئيس نجيب ميقاتي وعرقل تأليف حكومته، الا أن ميقاتي استمر في تصريف الأعمال واستمال وزراء باسيل وهو يجتمع بهم ويلتقيهم لتسيير شؤون وزاراتهم. أما مؤخراً فتعاظمت ثقته الزائفة بنفسه الى درجة توهّمه بأنه الممر الالزامي لأي رئيس جمهورية، وبأنه وحده صانع الرؤساء ولن يكون لديه رئيس سيء، والنتيجة معروفة سلفاً وتبلغ باسيل بمضمونها من حليفه قبل خصومه: لا رئيس جمهورية الا سليمان فرنجية، ولا خطة باء مهما لفّ باسيل ودار حول أي اسم آخر، حتى لو كلف الأمر اختلافاً وخلافاً وفك “حزب الله” تحالفه مع “التيار الوطني الحر”.

وفي لقاء عين التينة السري أيضاً، عندما وضع باسيل رئيس المجلس النيابي نبيه بري في صورة توجهه الى باريس للبحث عن اسم مرشح ثالث بالتوافق مع الفرنسيين، نصحه الرئيس بري بأن معركته مع رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ستأتي بقائد الجيش جوزيف عون، ولا يوجد أي خيار ثالث. الا أن باسيل بقي مصراً على رفضه فرنجية وعون، وهو يميل الى تبني طرح البطريركية المارونية لاسم السفير اللبناني في الفاتيكان العميد المتقاعد جورج خوري، فأحاله حينها بري على الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله.

وتؤكد مصادر سياسية بارزة لموقع “لبنان الكبير” أنه مهما “بلعط” النائب باسيل، أي مهما كثرت حركته، ففي النهاية رئيس واحد وهو سليمان فرنجية، وكل محاولاته ستبوء بالفشل لأن لا خيار آخر أمامه، وهو أصلاً لا يمون على عشرة من نواب تكتله في حال قرر مقاطعة جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، على رأسهم من هم أعضاء في مكتب مجلس النواب ورؤساء اللجان النيابية، أي نائب الرئيس الياس بوصعب، أمين السر آلان عون، رئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان، رئيس لجنة الاقتصاد فريد البستاني، بالاضافة الى نواب “الطاشناق” الثلاثة والنواب محمد يحيى وسيمون أبي رميا وأسعد درغام.

هذا يعني أن أي دعوة يمكن أن يطلقها باسيل الى المقاطعة لن تكون مجدية وستبقى غير مكتملة، على اعتبار أن مصيبة رئاسة فرنجية لو جمعت باسيل ورئيس حزب “القوات” سمير جعجع، الا أنهما لن يصلا الى الثلث المعطل للجلسات أي ٤٣ نائباً، فالتغييريون لن يقاطعوا الجلسات، ولا المستقلون يشاركون في لعبة التعطيل، فهل النائب ميشال رينيه معوض ابن شهيد الطائف يطعن في روحية الدستور؟ ومبدأ عدم المقاطعة ينسحب على النواب أديب عبد المسيح ونعمة افرام وجميل عبود وغسان سكاف وبلال الحشيمي.

عرف جعجع قدره النيابي فجلس ينتظر التسوية الرئاسية، ويفش خلقه بالنواب السنة في الوقت الضائع، فكلامه عن نواب الاعتدال أنهم “جدد عالكار” رد عليه النائبان أحمد الخير ومحمد سليمان، وهذا يؤكد أن جعجع “جديد على كار” توحيد المعارضة، وأينما وُجد رئيس حزب “القوات” لن يكون لنواب السنة أي تواجد. أما باسيل فلا قدر له داخلياً ولا خارجياً، ويعتقد أنه سيفرض رئيساً على شكل دمى، يحركه لست سنوات ويمدد نفوذه الذي اكتسبه في عهد عمه. فهل يتأخر “حزب الله” في إعادة باسيل الى حجمه الطبيعي؟ هذا الأمر سيحصل عاجلاً أم آجلاً، والوقت المفصلي هو فور ضمان ٦٥ صوتاً لفرنجية.

شارك المقال